هل تتغلب الحكومة الجديدة على غلاء الأسعار وترضي المواطن؟ (تقرير)
أجرى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي تعديلًا شاملًا على حكومته المكونة من 30 عضوًا في أوائل يوليو الجاري، وكشف النقاب عن 20 وجهًا جديدًا وكلف العديد من الوزراء بأدوار جديدة، وسلط تقرير لموقع “المونيتور” الأمريكي الضوء على توقعات أداء الحكومة الجديدة.
وتأتي الحكومة الجديدة، التي تضم أربع وزيرات والعديد من التكنوقراط، بعد ثلاثة أشهر من إعادة انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية ثالثة مدتها ست سنوات.
وجاء التعديل الوزاري، الذي يتضمن تغييرات في الوزارات الرئيسية مثل المالية والدفاع والشؤون الخارجية، وسط شكوك شعبية واسعة النطاق من التضخم المنفلت وارتفاع أسعار كافة السلع الأساسية، وبعد انقطاع متكرر للكهرباء من أجل تخفيف الأحمال، وكان من باكورة قرارات الحكومة الجديدة ما أعلنته رسميًا عن تعديل أوقات عمل المحلات التجارية والمتاجر ووقف قطع الكهرباء بداية من الأسبوع الثالث من شهر يوليو وفترة الصيف، وستتحمل الدولة استقدام شحنات إضافية من الوقود على حساب موازنتها، كما وعدت الحكومة بانتهاء أزمة تخفيف الأحمال بنهاية العام الجاري.
ويشعر المصريون أيضًا بقلق متزايد بشأن امتداد حرب غزة المستمرة التي اندلعت منذ 7 أكتوبر 2023 على الحدود الشرقية لمصر، علاوة على تأثيراتها السلبية على الاقتصاد الوطني، وتتلخص التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة في عدة محاور أبرزها المساهمة في رفع مستوى حياة الأسر المصرية بالسيطرة على الأسواق ومكافحة الاحتكار وجشع التجار والحد من الغلاء وارتفاع الأسعار، وإرضاء الشعب، وجميعها من أهم التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة، ونظرا لأهميته فقد وضعه الرئيس عبدالفتاح السيسي فى صدر خطاب تكليفه للدكتور مصطفى مدبولى بتشكيل الحكومة.
أما التحدى الثانى هو تنفيذ الحكومة الجديدة لباقى تكليفات الرئيس السيسي لها، وعلى رأسها تحقيق الاكتفاء الذاتى فى الملبس والمأكل والدواء، بحيث يمكن ترشيد الاستيراد وتقليل الفاتورة الاستيرادية الدولارية، فضلا عن الاهتمام بالصناعة والزراعة، وهو ما يستوجب تحديث المصانع الحالية وتطويرها بجانب العمل على توطين الصناعة فى مصر وتعميقها وجعل المشروعات الصغيرة والمتوسطة هى القاعدة العريضة للصناعة المصرية وذلك ببث الروح فى مبادرة الرئيس السيسي بتخصيص 200 مليار جنيه لصالح منح الشباب كقروض بفائدة ميسرة لإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة لإنتاج مستلزمات الإنتاج ومدخلات الصناعة، وهو ما يؤدى إلى وقف استيرادها من الخارج علاوة على الاستمرار فى استصلاح الأراضى لتحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح.
ويبرزمنبين التحديات: تنفيذ استراتيجية الدولة المصرية نحو البناء والتنمية وبما يدعم بناء الإنسان المصري، ورؤية مصر 2030، وبناء الجمهورية الجديدة، بالإضافة إلى تحدي الحفاظ على محددات الأمن القومي، ومواصلة مسارات الإصلاح الاقتصادي وبناء الإنسان المصري، والعمل على وضع خطط جديدة ذات أفكار غير تقليدية تضمن زيادة الاستثمارات والحد من التضخم وارتفاع الأسعار، والعمل على تطوير قطاعات الصحة والتعليم، بما يضمن حياة كريمة للمواطن المصري.
ومن المنتظر أن تساهم المؤتمرات الإعلامية التي سيعقدها رئيس الوزراء كل اسبوع إلى حد كبير فى القضاء على اى شائعة يطلقها المتربصون بالدولة والوطن، بجانب الردود السريعة المباشرة من الوزراء والمتحدث الرسمي لكل وزارة، وثمة خطة تنظيمية وضعها رئيس الحكومة لعمل حكومته والاجتماعات الأسبوعية للمجموعات الوزارية المختلفة سيقع على عاتقها مواجهة أى شائعة.