الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

من هو الأسير المحرر معزز عبيات وروايته عن تعذيبه في سجون الاحتلال؟

من هو الأسير المحرر
من هو الأسير المحرر معزز عبيات وروايته عن تعذيبه في سجون الا

يبحث الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن "من هو الأسير المحرر معزز عبيات وروايته عن تعذيبه في سجون الاحتلال"، وذلك عقب تداول مقطع فيديو إفراج السلطات الإسرائيلية عن عبيات، الذي كان معتقلا في سجن عوفر بالضفة الغربية.

من هو الأسير المحرر معزز عبيات 

روايته عن تعذيبه في سجون الاحتلال

 

وبجسد هزيل وساق مصابة، ظهر الأسير المحرر معزز عبيات (37 عامًا)، حيث كان يتحرك بصعوبة بسبب إصابته في قدمه جراء التعذيب الشديد الذي تعرض له داخل سجون الاحتلال خلال فترة اعتقاله، والتي امتدت 9 أشهر من الاعتقال الإداري.

ومن جانبه، أفاد نادي الأسير الفلسطيني، بأنه تم الإفراج عن عبيات من سجن النقب، الذي لا يزال عنوانا بارزا لجرائم التعذيب والتنكيل بحق المعتقلين منذ بدء حرب الإبادة، مؤكدًا أنّ "الكلمات الأولى للمعتقل عبيات بعد الإفراج عنه كانت أنه تعرض لمحاولة قتل أكثر من مرة".

وأضاف أنّ "المعتقل عبيات تعرض للضرب المبرح أثناء عملية اعتقاله في أواخر شهر أكتوبر الماضي، وتحديدا على قدميه، ولاحقا واجه سلسلة من الاعتداءات بالضرب المبرح، إلى جانب جريمة التعذيب".

وحمّل نادي الأسير، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الوضع الذي خرج به الأسير المحرر معزز، مجددا مطالبته للمؤسسات الحقوقية الدولية بأن تتحمل مسؤولياتها اللازمة أمام حرب الإبادة المستمرة والجرائم بحق المعتقلين كأحد أوجه هذه الإبادة.

وأمضى الأسير المحرر معزز عبيات، 5 سنوات متقطعة في الاعتقال، تنقل خلالها على سجون إسرائيلية مختلفة، وكانت فترة اعتقاله الأخيرة 9 أشهر.

وفي حديث لـ"عبيات" عقب الإفراج عنه، أكد أن القوات الإسرائيلية داهمت بيته ومن ثم أخذوه في المصفحات إلى معتقل غوش عتسيون ومكث هناك يومين، ثم تم نقله إلى معتقل عوفر ومكث هناك لمدة حتى جاءه استدعاء من أحد السجانين لإجراء تحقيق تابع للشاباك.

وأضاف عبيات: "تم التحقيق معي أمام سجن عوفر، وقيدني عناصر من وحدة النحشون، وعصبوا عيني وانهالوا علي بالضرب حتى أدخلوني لأحد المحققين، وقام هذا المحقق بكشف العصابة عن عيني فرأيت 2 من المحققين وسمعت صوت الثالث، وقال لي إنه المحقق سالم من منطقة الشمال، ثم سألني (هل أنت في صفنا أم صفهم؟)، وعندما أجبته بأنني لا في صفكم ولا في صفهم، أعاد تغطية عيني بالعصابة ثم خرج ودخل أعضاء وحدة النحشون، وانهالوا علي بالضرب وأنا مكبل، ضربوني بهراوات حديدية".

وتابع عبيات سرد شهادته: "زار بن غفير قسمي 17 و18 بسجن عوفر، ورأيته هناك، وكان هو وحاشيته هناك، ورأيتهم يصوروننا أثناء تعرضنا للتعذيب، ورأيته هو وحاشيته يرقصون سعادة برؤيتنا نُعذّب".

وأردف: "وعندما ضربوني فقدت الوعي ثم وضعوني في (سيارة البوسطة) وأغلقوا النوافذ ثم جاء عضو من النحشون وأطلق علينا غازا ساما".

وواصل الأسير المحرر حديثه: "دخلت قسم 24 في سجن النقب سيء السمعة، وبالصدفة كان في غرفة قريبة مني أسير فلسطيني قتله السجانون، واسمه ثائر أبو عصب، وأمضى في السجن أكثر من 18 عاما، وانهال علينا بالضرب أفراد من وحدة الكيتر، حتى مات هذا الأسير وهو مكبل، مات بعدما ضربوه بالهراوات المعدنية على مفرق رأسه، وبقي ميتا وممدا على الأرض لأكثر من ساعة".

وعن الوضع في سجن النقب، أكد عبيات: "أسميه غوانتناموا النقب، وبداخله 3000 أسير فلسطيني منهم ألفان مصابون بأمراض مزمنة، هذا بخلاف التجويع والتعطيش. وفي هذا المعتقل اعتدت وحدة الكيتر علي وعلى أعضائي التناسلية".

وحكى معزز عبيات لحظاته الاولى في معتقل النقب: "فتشوني عاريا واعتدوا علي ومن يضربونني مقنعون، ثم يأتوك بأسوأ الملابس، وعندما تعبت من كثرة الضرب أرسلوني إلى طبيب في السجن، وسألني ما بك وعندما شرحت له أن قدمي ضعفت من كثرة الضرب أعطاني قرصا مسكنا للصداع، وكنت أثناء ذهابي وعودتي للطبيب أتعرض للضرب".

وفي سياق متصل، قال خليل عبيات والد الأسير المحرر معزز، إن نجله كان لاعب كمال أجسام ويمارس رياضة الملاكمة، ويمتلك بنية جسدية قوية وصلبة قبل اعتقاله في السابع عشر من أكتوبر الماضي.

أوضح والد الأسير، أنه لم يتمكن من التعرف على نجله للوهلة الأولى، فقد تحول رجل الملاكمة صاحب البنية الصلبة، إلى جسد هزيل غير قادر على المشي وحيدًا، مؤكدًا أن نجله يعاني من كسور عدة في أنحاء جسده وأمراض جلدية، وصدمة نفسية تمنعه من تذكر أي شخص من أقاربه أو أصدقائه.

وأوضح أن ذاكرة معزز محصورة في فترة اعتقاله، وعند إدخاله إلى صورة الأشعة للمعاينة الطبية، ظل يردد للأطباء "تريدون قتلي وإدخالي إلى القبر"، ظنًا منه أنه مازال تحت التعذيب وداخل السجن.

ويشار إلى أن معزز عبيات، أب لخمسة من الأبناء، ولم يكن يعاني من أي مشاكل صحيّة قبل اعتقاله، علما أن آلاف المعتقلين يواجهون الموت في سجون الاحتلال.