الأحد 08 سبتمبر 2024 الموافق 05 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

محاولات الفهم والعلاج الجراحي للسرطان في مصر القديمة منذ 4000 عام

الرئيس نيوز

قام فريق من الباحثين بفحص جماجم من مجموعة مقتنيات مختبر داكوورث في جامعة كامبريدج باستخدام التحليل المجهري والمسح المقطعي، واكتشفوا أن إحداها، وتحمل رقم "الجمجمة 236"، بها علامات واضحة لعملية جراحية تتعلق باستئصال ورم سرطاني، كما عثر على كسور ملتئمة في أعقاب جراحة أخرى بجمجمة امرأة مصرية منذ فترة طويلة، مما يدل على نجاح التدخل الطبي المسبق لإصابات الرأس وبذلك بات هناك أدلة على نجاة أشخاص بعد سنوات عديدة من مرض السرطان.

وأشارت شبكة سي إن إن إلى أن تحليل الجمجمتين “يعد بحثا مميزا يقدم أدلة علمية جديدة وواضحة حول مجال علم الأمراض وتطور الطب بين قدماء المصريين” ويتعاون علماء من أوروبا والولايات المتحدة لدراسة تصلب الشرايين (تراكم اللويحات في جدران الشرايين) في المومياوات المصرية القديمة، باتباع نفس الاتجاه العلمي الذي يتبعه فحص الجماجم ومن خلال إجراء فحوصات تفصيلية للمومياوات باستخدام تقنيات القرن الحادي والعشرين مثل الأشعة المقطعية وتسلسل الحمض النووي، يأمل فريق الباحثين في إلقاء الضوء على مدى المعرفة الطبية في العصور القديمة المصرية.

ولفتت سي إن إن إلى أن “هناك حاجة ملحة لإعادة تقييم تاريخ الطب المصري باستخدام هذه المنهجيات العلمية وباستخدام هذه التقنيات الحديثة، سيتمكن العلماء من دراسة واكتساب فهم أكثر شمولًا ودقة للطب في مصر القديمة كما تساعد النتائج الجديدة أيضًا في استكمال جزء من "السيرة الذاتية الغامضة" للسرطان عن طريق إضافة فصل كتبه المصريون منذ آلاف السنين وكلما نظرت البشرية إلى ماضيها، كلما عرفنا أن السرطان كان أكثر انتشارا، وأكثر حضورا بكثير مما كنا نعتقد.
إنجاز طبي.

كان تصور المصريين القدماء للسرطان يتمحور حول الأورام المرئية التي ينتجها المرض وأول ملاحظة مسجلة للسرطان موجودة في نص طبي مصري قديم يُعرف باسم بردية إدوين سميث الجراحية، والتي يعود تاريخها إلى حوالي 3000 قبل الميلاد إلى 2500 قبل الميلاد ويحتوي هذا النص على 48 دراسة حالة تغطي أمراضًا متنوعة، بما في ذلك وصف واحد لسرطان الثدي.

وفي حين أن المعالجين في مصر القديمة ربما كانوا على علم بالسرطان، فإن علاجه كان قصة أخرى، وتضمنت معظم الحالات الطبية في بردية إدوين سميث ذكر أدوية أو استراتيجيات للشفاء ولكن لم يكن هناك أي علاج لأورام مريضة سرطان الثدي، وأدرك المصريون أن هذا كان الحد الأقصى عندما يتعلق الأمر بمعرفتهم الطبية.

ومع ذلك، فإن الشقوق الموجودة حول أورام الجمجمة تشير إلى أن المعالجين في مصر القديمة كانوا يحاولون تغيير الواقع واستئصال الورم عن طريق إزالتها جراحيًا إما لشفاء المريض، أو لفحص الأورام عن كثب ودراستها دراسة منهجية متعمقة فالمصريون بطريقة ما حاولوا علاج الأورام، وبطريقة حاولوا فهمها طبيا، من حيث علاجها على الأرجح في المستقبل مسجلين باسمهم وفي سجل إنجازاتهم "علامة فارقة في تاريخ الطب."