أبرز تصريحات السيسي خلال افتتاحه عددا من المشروعات التنموية بجنوب الوادي
- الدولة تعمل على زيادة الإنتاج من المشروعات الزراعية
- ضرورة استخدام الميكنة والوسائل العملية الحديثة لزيادة انتاجية الفدان من المحاصيل الزراعية
- زيادة انتاجية فدان القمح بنفس الأرض والمياه والجهد مكسب كبير
- أهمية استخدام التكنولوجيا والعلم في زراعة كميات كبيرة من المحاصيل باستخدام مياه أقل في الري
- دور مهم لوسائل الإعلام والدراما في التوعية بقضايانا
- إنتاج السكر من خلال البنجر سيحقق وفرة مائية كبيرة
- العمل الذي قامت به الدولة فيما يخص البنية الأساسية كان ضروريا
- رغيف الخبز المدعوم يكلف الدولة مليارات الجنيهات.. ولايمكن أن نتخلى عن المواطن البسيط
- ما يدفعه المواطن مقابل استهلاكه للكهرباء أقل بكثير مما تتكبده الدولة
- الدول تدار بالجدية والمسؤولية والفهم..ولابد من تكاتف المواطنين في مواجهة التحديات
- كل فدان يدخل في الإنتاج لصالح مصر
- ينبغي تنظيم رحلات للإعلام والطلاب لمشاهدة المشروعات على أرض الواقع
- الافتتاحات القادمة ستشمل الاحتفال بحصاد الأراضي الزراعية في سيناء
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضرورة استخدام الميكنة والوسائل العملية الحديثة لزيادة انتاجية الفدان من المحاصيل الزراعية المختلفة بالتوازي مع الاستفادة من نظم الري الحديثة لتقليل استهلاك المياه في المشروعات.
وقال الرئيس السيسي - في تعقيبه على كلمة رئيس شركة "مودرن فارمنج" للاستثمار الزراعى محمد جمال غريب خلال افتتاحه اليوم السبت عبر تقنية الفيديو كونفرانس بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية عددا من المشروعات التنموية بجنوب الوادي- إن الدولة تعمل على زيادة حجم الانتاج في المشروعات الزراعية، مشيدا بنجاح الشركة في زيادة انتاجية الفدان من محصول القمح إلى 25 أردبا للفدان الواحد بزيادة 5 أرادب عن معدلات الانتاج العادية للفدان الواحد، موضحا أن حجم تلك الزيادة في مساحة تبلغ نصف مليون فدان تصل إلى 2.5 مليون أردب أي حوالي مليون طن قمح.
وأضاف أن تنفيذ الأعمال داخل مشروعات الخدمة الوطنية سواء في جنوب الوادي أو في "مستقبل مصر" لم تصل إلى 25 أردبا للفدان، مبينا أن أى كمية فوق الـ 20 إردبا تعتبرا مكسبا لأنه يتم زراعتها في نفس الأرض والمياه وبذات الجهد.
وقال الرئيس السيسي، إن التكلفة المرتفعة للمشروعات الزراعية الحالية تعود بشكل أساسي إلى أنه يتم القيام بها دفعة واحدة وبشكل متكامل، مشيرا في هذا الإطار إلى أن تنفيذ منطقة الدلتا وشبكتها الزراعية تم على مدار 150 أو 200 عام سواء من ناحية شق طرق أو توصيل شبكات الكهرباء وشق الترع والمصارف.
وشدد الرئيس السيسي على ضرورة الاهتمام بزيادة انتاجية الفدان من القمح، مضيفا " أنه ليس من المقبول أن يتم زراعة مليون فدان للحصول منها على انتاجية بمقدار 2.5 مليون طن قمح في الوقت الذي استطيع فيه تحقيق انتاجية تبلغ 3.5 مليون طن قمح، بدون زيادة في الأرض أو كميات المياه المستخدمة في الري أو العمالة".
ووجه الرئيس السيسي وزارة الزراعة بضرورة الاهتمام بتجربة شركة "مودرن فارمنج" للاستثمار الزراعي، داعيا إلى الاستفادة من تجربة الشركة في مشروعات بني سويف والمنيا والـ450 ألف فدان في سيناء.
كما دعا الرئيس السيسي،المستثمرين للمشاركة مع الدولة في تنفيذ المشروعات بما يحقق انتاجية أكبر بنفس كميات المياه المستخدمة للحصول على أكبر انتاجية من الفدان.
وأكد الرئيس السيسي، ضرورة الحفاظ على كميات المياه خلال الزراعة عن طريق استخدام أقل كمية مياه ممكنة لتوفير أكبر إنتاج للمحاصيل الزراعية، مشيرا إلى وجود نباتات تحتاج كميات قليلة جدا من المياه ولديها القدرة على تحمل درجات الحرارة والملوحة وطبيعة الأرض الصعبة.
وأردف الرئيس السيسي قائلا:"إن البعض قد يتساءل عن الفائدة من زراعة الجوجوبا أو التين الشوكي"، منبها إلى أنه لن يتم الاستفادة من هذه المنتجات بالشكل المطلوب إلا بتنفيذ الصناعات التكميلية الخاصة بها، مثل مصانع العصر والاستفادة من مشتقاتها والتي لها قيمة مالية كبيرة جدا لانها تدخل في صناعات كثيرة.
ولفت الرئيس السيسي إلى أن الهدف من تنفيذ محطات المعالجة الزراعية، سواء كانت في "المحسمة" و"بحر البقر" ومحطة الدلتا الجديدة، هو الاستفادة من المياه وعدم فقدها، مؤكدا أهمية استخدام التكنولوجيا والعلم في زراعة كميات كبيرة من المحاصيل عبر استخدام مياه أقل في الري.
وأكد أن محطات البحوث الخاصة بوزارة الزراعة لها نجاحات كبيرة جدا في مسألة البذور لكن هناك فارق بين الحديث عن نطاق 100 فدان وألف فدان ونطاق 200 أو 300 ألف فدان.
وبدوره، أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير، في مداخلة أمام الرئيس السيسي، أن مصر تحتل المركز الأول على مستوى العالم في إنتاجية وحدة المساحة من محصول القمح الربيعي والرابع عالميا بالنسبة للقمح الشتوي رغم أن "الشتوي" في دول العالم يأخذ فترة زمنية في الزراعة تتراوح ما بين 7 - 10 شهور بسبب الطقس البارد، لكن في مصر يستغرق 150 يوما،مضيفا"نحن لدينا تقدم كبيرا جدا في مسألة الزراعة وعلى علاقة وثيقة بجميع زملائنا في القطاع الخاص".
وأضاف وزير الزراعة:"إن هناك 21 ألف حقل إرشادي من أجل تعليم المزارعين الممارسات الجديدة لأن الانتاجية تزيد عندما يتم الزراعة في التوقيت المناسب واستخدام البذور الجيدة والنوعيات المناسبة للتربة وفقا للخريطة الصنفية لكل محصول".
وتابع: "لو قمنا بزيادة 3 أرادب في الفدان مع المساحة المزروعة فنحن نتحدث عن 3 ملايين فدان أى مليون و200 ألف طن، يزيادة تعادل 400 ألف فدان إضافية بدون زيادة مساحة التربة وبنفس المياه والجهد.
وأشار إلى أن المحاصيل الاستراتيجية قليلة الاحتياج للمياه وتتحمل الإجهادات والظروف البيئية مثل التين الشوكي،والذي تم عمل دراسة حوله والحديث مع جهاز المشروعات ومستقبل مصر ويتم دراسة استغلال المسافات بين "البيفوت" والأراضي الهامشية لزراعته لتعظيم العائد من تلك المساحات، وهو نبات صحراوي غزير الانتاج ولا يحتاج إلى مياه لفترة طويلة جدا وعالي الانتاجية واستخداماته متعددة سواء في الأعلاف أو المستحضرات أو في الطعام ولكن يحتاج إلى زيادة في التصنيع.
وبالنسبة لنبات "الجوجوبا"، قال الوزير إنه أيضا نبات يمكن زراعته أيضا في الأراضي الهامشية دون التأثير على مساحات الأراضي المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية، ونحن لدينا سبعة أصناف مسجلة في وزارة الزراعة بالإضافة إلى ثلاث أو أربع سلالات جديدة تقدم بها مركز البحوث الزراعية"، موضحا أن هذا النبات يستخدم في انتاج الوقود الحيوي ويتحمل درجة ملوحة عالية، مشيرا إلى أن كافة الدول الآن وحتى الاتحاد الأوروبي تتجه نحو انتاج الوقود الحيوي وبالتالي في 2030 لابد أن نتجه إلى هذا المجال في مصر.
ومن جانبه، قال الرئيس السيسي، تعقيبا على مداخلة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي،" لدينا 350 ألف فدان يتم زراعتها بالقصب في الصعيد،لكن بنفس كمية المياه المستخدمة لري تلك المساحة أو نصفها يمكن زراعة مساحة بالبنجر تصل إلى 700 ألف فدان"، لافتا في هذا الإطار إلى أنه وجه بإجراء دراسات بهذا الشأن قبل سنوات.وتساءل: هل ننتظر حدوث أزمة شح في المياه حتى نتحدث عن هذا الأمر ؟
وأكد الرئيس السيسي أن انتاج السكر من خلال البنجر سيحقق وفرة مائية بعكس زراعة قصب السكر،منبها إلى أنه في حالة استخدام محطات لمعالجة مياه الصرف الزراعي فإن الأمر سيتكلف مليارات الجنيهات.
وشدد الرئيس على دور وسائل الإعلام والدراما في التوعية بقضايانا وتحويلها إلى أفكار لإقناع الناس بها.
وحول الأراضي الزراعية التي يتم ريها بالغمر بدون استخدام نظم الري الحديثة، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي" إنه تم وضع نظم ري بتكلفة مالية كبيرة من أجل استخدام أقل كمية من المياه ".
وأشار إلى أن زراعة 4 ملايين فدان الآن تتم عبر الآبار، مبينا أن أرض "عين دلة" ذات ملوحة وطبيعة غير مساعدة في الزراعة فتم زراعة "الجوجوبا" فيها، حيث يتم زراعتها في كافة الأراضي وباستخدام مياه الصرف المعالجة وهى تستخدم في إنتاج الوقود الحيوي.
وتساءل الرئيس السيسي: "هل لابد من انتظار حدوث الأزمة للتعامل معها؟، مؤكدا أن العمل الذي قامت به الدولة فيما يخص البنية الأساسية كان ضروريا ودفعنا أموالا ضخمة، موضحا أنه لو تم تنفيذها على مدار الـ 25 عاما الماضية لكانت التكلفة أقل من الآن.
ووجه الرئيس حديثه لرئيس مجلس إدارة شركة "مودرن فارمينج"، قائلا: "في المرة القادمة نريد رؤية العمل في سيناء ونحن على استعداد لمساعدتكم، كما أننا بحاجة إلى كل يد مصرية وكل خبرات وطاقة عمل وجهد مخلص للعمل معنا لنتجاوز ما نحن فيه".
وتابع الرئيس:" منذ عام 2011 وحتى الآن زاد المصريون بمعدل 25 مليون نسمة"، متسائلا: هل الإنتاج الزراعي زاد بما يناسب هذه الزيادة السكانية؟.
وتطرق الرئيس السيسي إلى تجربة القمح المخلوط بالذرة، مبينا أن تنفيذ هذه التجربة ستكون بما لا يؤثر بشكل كبير في مواصفات الخبز طعما وشكلا، أي بنسبة 20 % حسبما أفاد المهندس محمد جمال غريب رئيس مجلس إدارة شركة "مودرن فارمنج" للاستثمار الزراعي.
وأضاف الرئيس السيسي قائلا: "لو استخدمنا 18 مليون طن من القمح في إنتاج الخبز والمكرونة والمنتجات الأخرى، منها 10 أو 12 مليونا للخبز فإننا نوفر 20% من هذه الكمية أي ما يعادل 2 مليون طن من الذرة، لأننا مهما فعلنا فلن نستطيع أن يغطي إنتاجنا من القمح كل احتياجاتنا ولهذا نضطر إلى استيراده من الخارج، ولكن الذرة يمكن توفيرها محليا لأن لها توقيت مختلف في الزراعة عن القمح، فمن الممكن تغطية جزء منه أو بديل للقمح بنسبة معينة وهي 20%".
وأشار الرئيس إلى أن الـ2 مليون طن قمح ثمنه 600 مليون دولار أو أكثر حسب سعر طن القمح عالميا، مشيرا إلى أن سعر القمح بلغ خلال العام الماضي ما يتراوح ما بين 400 إلى 500 مليون دولار للمليون طن، لذلك فإن تنفيذ هذه التجربة سيسهم في توفير هذا المبلغ لاستيراد 20% من القمح.
وحول دعم الدولة لرغيف الخبز،قال الرئيس السيسي أن رغيف الخبز المدعوم الذي يشتريه المواطن بخمسة قروش يكلف الدولة جنيها وربع الجنيه، فبعد ما كانت الدولة تدعمه بمبلغ يتراوح بين 20 إلى 30 مليار جنيه، أصبحت تدعمه الآن بنحو 120 إلى 130 مليار جنيه.
وأضاف السيسي أن هذا الرغيف اليوم إذا تم بيعه بسعر من 3 إلى 5 جنيهات، سيجد من يتحمل قدرة شراؤه ولكن هناك آخرين لا يستطيعون شراءه والدولة لايمكن أن تتخلى عن هؤلاء.
وحول موضوع دعم الكهرباء، قال الرئيس السيسي" إننا لو أخذنا ثمن تكلفة الكهرباء الحقيقية سوف يتضاعف ثمنها مرتين، الأمر الذي سيؤثر على المواطن البسيط،لكن الدولة لاتفعل ذلك تخفيفا لأي أعباء عليه"، مؤكدا أن ما يدفعه المواطن مقابل استهلاكه للكهرباء أقل بكثير مما تتكبده الدولة من المشتقات النفطية اللازمة لتوليد الكهرباء.
وأوضح أن هذا الكلام ليس وليد اليوم وإنما هو ناتج عن ممارسات نسير عليها منذ سنوات،مشيرا إلى أنه كان قد تم إعداد خطة في عام 2016 من أجل توفير السلع والخدمات بسعر التكلفة الحقيقية، لكن كان من الضروري الوضع في الاعتبار التحديات التي واجهتنا مثل أزمة كورونا والأزمة العالمية والحروب التي تحيط بنا وتأثيراتها على مصر.
وقال الرئيس السيسي "إن مواردنا ليست كثيرة وتسمح لنا إننا نقابل هذه التحديات بدون جهد ومن غير تحمل، وأنا أعيب على المعنيين حتى في التقارير الصحفية والمقالات التي تكتب، فليس هناك من يتناول هذا الموضوع بشكل موضوعي.. إن الدول تدار بالجدية والمسؤولية والفهم.. ولو أن الناس فهمت ذلك ستقف بجانبك".
وأشار إلى أن محطات الكهرباء متواجدة ومن الممكن أن تعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة، لكن عندما يريد وزير الكهرباء الحصول على الوقود لابد من دفع فاتورته بعد دعم وزارة المالية له أيضا.
ووجه الرئيس حديثه للمصريين قائلا: "لابد من أن تضعوا أيديكم في أيدي بعضكم البعض وأن تتفهموا حجم التحديات الموجودة"، مشددا في هذا الإطار على أن حديثه ليس عن زيادة منتظرة في أسعار الكهرباء وإنما لإيضاح حجم التحديات والأعباء التي تتحمها الدولة في سبيل تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، منوها أيضا إلى استمرار دعم الدولة للوقود.
وفي ختام كلمته، وجه الرئيس السيسي الشكر لأجهزة الدولة المختلفة والقائمين على تنفيذ تلك المشروعات التي تم افتتاحها اليوم، مطالبا بضرورة استمرار الجهود بمعدلات أكبر من ذلك لأن كل فدان يدخل في الإنتاج فهو لصالح مصر، وبالتالي نصل إلى الحد الأقصى من الانتاج الذي تستطيع الدولة المصرية تحقيقه وتوفيره، داعيا إلى تنظيم رحلات لرجال الإعلام وشباب الجامعات لمشاهدة هذه المشروعات على أرض الواقع.
وأعرب الرئيس عن أمله في أن تشمل الافتتاحات القادمة الاحتفال بحصاد الأراضي التي يتم زراعتها في سيناء، مؤكدا أن الدولة لا تعمل في مجال واحد فقط ولكنها تعمل في مختلف المجالات التي تشمل التعليم والصحة والزراعة والصناعة وغيرها وبالتالي فعند الحديث على دولة قوامها 106 ملايين نسمة، والحديث عن تحقيق نمو وطفرة في كل المجالات، فذلك يحتاج لأعباء مالية ضخمة وجهودا بشرية ضخمة جدا.
وقال الرئيس السيسي: "إن شاء الله المرة القادمة تكون البنية الأساسية التي يتم تنفيذها في سيناء لمساحة تتراوح بين (400 - 450) ألف فدان، يتم الانتهاء منها، وتكون مياه محطة بحر البقر (وهى مياه صرف زراعي تم معالجتها) لإنتاج مياه تدخل في تنمية الاقتصاد المصري".