حقوقيون: محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية فرصة لمنع المزيد من الفظائع في غزة
رحب النشطاء الحقوقيون حول العالم بجلسة محكمة العدل الدولية المقبلة بشأن انتهاك إسرائيل لاتفاقية الإبادة الجماعية وعُقدت جلسة الاستماع أمس الخميس الموافق11 يناير وتستكمل الجمعة 12 يناير 2024، وتأتي في أعقاب طلب جنوب أفريقيا برفع دعوى ضد إسرائيل في 29 ديسمبر 2023 وقبول إسرائيل المثول أمام المحكمة.
وتعتبر صحيفة تورنتو ستار الكندية جلسة محكمة العدل الدولية فرصة حاسمة للفت الانتباه إلى الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة ووضع هذه الفظائع تحت المجهر الدولي وقال نشطاء حقوقيون إنهم شعروا بالفزع إزاء فشل المجتمع الدولي في اتخاذ جميع التدابير المعقولة في حدود سلطته لمنع الإبادة الجماعية في غزة، ولا سيما جمود الدول العربية على الرغم من ادعاءاتها بدعم الفلسطينيين.
كما أن واقع ظروف الحياة الحالية في غزة مثير للقلق للغاية، والوقت ينفد لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل لذا تعتبر الجلسة فرصة ممتازة لتسليط الضوء على هذه المخاوف ويمكن أن تكون أداة ليس فقط للضغط على إسرائيل، ولكن أيضًا على الدول الأخرى للتصرف بسرعة ومنع الإبادة الجماعية في غزة.
هناك مخاوف جدية من ارتكاب إسرائيل للإبادة الجماعية في غزة، خاصة عند النظر إلى الانتهاكات في السياق الأوسع للفصل العنصري الإسرائيلي المستمر منذ 75 عامًا، والاحتلال المطول للأراضي الفلسطينية، والحصار المستمر على غزة منذ 16 عامًا.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل هجمات عشوائية صارخة ضد السكان المدنيين، وحتى 8 يناير 2024، قُتل ما لا يقل عن 23،084 شخصًا، 70 بالمائة منهم نساء وأطفال، وأصيب 58،926 شخصًا.
وتهاجم إسرائيل الأهداف المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمخابز والأراضي الزراعية وأماكن العبادة، فضلًا عن البنية التحتية الحيوية والمساكن المدنية.
وذكرت التقارير الصحفية أن أكثر من 60 بالمائة من الوحدات السكنية في غزة دمرت أو تضررت وقد أصبح أكثر من 85 بالمائة من السكان الفلسطينيين في غزة نازحين داخليًا، ويواجه حوالي 2.2 مليون من سكان غزة خطر المجاعة الوشيك نتيجة للأعمال القتالية والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية.
كما أدى استمرار الأعمال العدائية والحرمان من وصول المساعدات الإنسانية إلى تفاقم النقص الحاد في المياه في غزة، مما أدى إلى حرمان عشرات الآلاف من الأشخاص من إمكانية الحصول على المياه النظيفة. إن "الجحيم الحي" و"مقبرة الأطفال" من بين الأوصاف التي تستخدمها الأمم المتحدة لوصف الوضع المروع في غزة.
وشددت الأمم المتحدة أيضًا على القتل غير المسبوق للصحفيين والعاملين في المجال الإنساني في غزة، حيث أفادت التقارير أن عددًا أكبر من الصحفيين قُتلوا منذ 7 أكتوبر 2023 "أكثر من أي صراع آخر منذ ثلاثة عقود على الأقل". لقد قُتل عدد أكبر من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة أكثر من أي فترة مماثلة في تاريخ المنظمة".