حقيقة إجراء محادثات إسرائيلية سرية لطرد سكان غزة إلى الكونغو
نفى مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إجراء حكومته أي مباحثات مع أي دولة حول تهجير سكان قطاع غزة، واصفًا الأنباء التي يتناقلها بعض الوزراء بهذا الشأن بـ”الأوهام”، وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية.
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه “على الرغم من دعوات وزراء الحكومة لتشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين من قطاع غزة، إلا أن إسرائيل لا تجري أي حوار مع أي دولة حول هذا الموضوع، بما في ذلك الكونغو”.
وتابع: “نحن لا نستطيع أن نفعل ذلك، إن الوزراء الإسرائيليون لا يعرفون كيفية نقل الناس من هنا إلى الكونغو، لن تستقبل أي دولة من سكان غزة، لا مليونا ولا خمسة آلاف، هذه أوهام لا أساس لها من الصحة”.
وفي وقت سابق، أمس الأربعاء، قال موقع تايمز أوف إسرائيل الإخباري، إن “مسؤولين إسرائيليين أجروا محادثات سرية مع دولة الكونغو وعدة دول أخرى لقبول محتمل لمهاجرين فلسطينيين من غزة”.
ونقل الموقع عن مصدر رفيع في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، لم يسمه: “ستكون الكونغو مستعدة لاستقبال المهاجرين، ونحن نجري محادثات مع آخرين” وبرزت في الأسابيع الماضية دعوات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين طوعًا من قطاع غزة.
وأعلن وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلإيل سموتريتش، الاثنين، دعمهما لـ”التهجير الطوعي للفلسطينيين” من غزة، وهو ما قوبل برفض وإدانة دوليين وغربيين بما في ذلك من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والأمم المتحدة.
وفي سياق آخر، أعرب المسؤول الإسرائيلي ذاته للصحيفة، عن تفاؤله بإمكانية مواصلة المفاوضات من أجل إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين بغزة مقابل أسرى فلسطينيين بعد عملية اغتيال صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس المنسوبة لإسرائيل.
ومساء الثلاثاء، قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن “ضربة جوية بثلاثة صواريخ من مسيرة إسرائيلية، استهدفت مقرا لحركة حماس في ضاحية بيروت الجنوبية، وأسفرت عن 7 شهداء وإصابة 11 آخرين”، فيما نعت “حماس” في بيان العاروري والقياديَيْن في “كتائب القسام” سمير أفندي وعزام أقرع، و4 آخرين من كوادر الحركة.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي: “لقد رأيت ما قالته حماس بشأن تقارير حول تجميد الحركة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل نحو اتفاق لتبادل الأسرى، ولكن لم أشاهد بيانا من قطر عقب حادثة بيروت، قطر هي الجهة الرئيسية التي يجري معها الحوار وكانت فعالة جدا في عملية إطلاق سراح الدفعة الأولى”.
ووفق مسؤولين إسرائيليين لا يزال هناك 129 محتجزا من مواطنيهم بقطاع غزة، وبوساطة قطرية مصرية أمريكية، جرى تبادل أسرى بين حماس” وإسرائيل ضمن هدنة إنسانية بدأت في 24 نوفمبر الماضي واستمرت 7 أيام (حتى الأول من ديسمبر الماضي)، وتضمنت أيضا وقفا مؤقتا للقتال وإدخال مساعدات إنسانية محدودة إلى غزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء 22 ألفا و313 شهيدا و57 ألفا و296 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
ورفض موقع وزارة الخارجية الأمريكية الرسمي على شبكة الانترنت التصريحات الأخيرة "غير المسؤولة" للوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير اللذين يدعوان إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة واعتبرت الخارجية الأمريكية هذا الخطاب "تحريضي وغير مسؤول"، مضيفة: "لقد قيل لنا مرارا وتكرارا من قبل حكومة إسرائيل، بما في ذلك رئيس الوزراء، أن مثل هذه التصريحات لا تعكس سياسة الحكومة الإسرائيلية ويجب أن يتوقفوا على الفور.
وأضافت الخارجية الأمريكية: "لقد كنا واضحين وثابتين ولا لبس في مواقفنا في أن غزة أرض فلسطينية وستظل أرضا فلسطينية، مع عدم سيطرة حماس على مستقبلها وعدم وجود جماعات قادرة على تهديد إسرائيل وهذا هو المستقبل الذي نسعى إليه، لمصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين، والمنطقة المحيطة، والعالم".