الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تكلفة بشرية باهظة.. موقع أمريكي: نتنياهو يعتمد استراتيجية اللااستراتيجية

الرئيس نيوز

أكد الخبير الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط، ستيف إنسكيب، أن افتقار إسرائيل إلى استراتيجية هو في حد ذاته الاستراتيجية التي يتبناها رئيس وزراء سلطات الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي يدافع عن تصرفات إسرائيل وأهدافها في غزة.

وفي تقاريره السابقة عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يعتقد إنسكيب أنه من المهم الاعتماد على دروس مهمة حول وجهة النظر التي تروج لها إسرائيل، وهي وجهة نظر خرجت إلى العلن بعد أن كانت من الأسرار التي أدلى بها رئيس الوزراء الأسبق آرييل شارون منذ فترة طويلة إلى صديقه المقرب أوري دان، وهو صحفي إسرائيلي، ونشرت تلك الأسرار في كتاب "الأرض المحترقة" بقلم جريج ماير وجنيفر جريفين.

ووفقًا للكتاب فإن "العلاقة بين شارون وصديقه بنيت على اعتقاد لا يتزعزع× وهو بما أن اليهود والعرب يتقاتلون على مدار أجيال، ولم يكن هناك أي حل في الأفق"،  فإن رأي شارون ودان فإن يتلخص في أن "العرب لم ولن يقبلوا قط وجود إسرائيل بشكل حقيقي"، وبالتالي فإن إسرائيل تروج إلى أن حل الدولتين لم ولن يكن ممكنًا ولا حتى مرغوبًا فيه. 

ومن شأن تلك الأسرار أن تفسر الهجمات الشرسة التي يشنها جيش الاحتلال في غزة اليوم، فقد قبل اليهود الصراع كسمة دائمة للحياة في الشرق الأوسط، وجزء من العالم الذي وجدوا فيه، وجزء من العالم الذي سيتركونه وراءهم... في أذهانهم - وفي أذهان عدد لا بأس به من الناس"، أي أنه إذا لم يقبل أي طرف الطبيعة الدائمة للصراع، فإنه لم يفهم الصراع على الإطلاق.

ولم يذكر الكتاب المنشور في 2010 آراء بنيامين نتنياهو، الذي كان في ذلك الوقت يبدأ فترة طويلة كرئيس لوزراء سلطات الاحتلال ولكن فكرة الصراع طويل الأمد تساعد في فهم المقابلة التي أجراها نتنياهو يوم الجمعة في الطبعة الصباحية للإذاعة الوطنية العامة في واشنطن، بالإضافة إلى العديد من المحادثات السابقة.

وردا على سؤال حول مستقبل غزة، التي يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي الآن انتزاعها من قبضة حماس، قال نتنياهو ما لا يريده لكنه كان غامضا بشأن ما فعله منذ 7 أكتوبر وعندما سئل من سيحكم عندما تتم الإطاحة بحماس إذا تحقق ذلك، وهو أمر مشكوك فيه وهدف غير قابل للتطبيق، قال نتنياهو إنه في "المستقبل المنظور"، ستتحمل القوات الإسرائيلية "المسؤولية العسكرية الشاملة ولكن يجب أن تكون هناك أيضًا حكومة مدنية هناك"، وهي إجابة تنطوي على تناقضات موضوعية.

ولم يحدد نتنياهو بوضوح من يجب أن تكون تلك "الحكومة المدنية" فهو يرفض البديل الأكثر وضوحًا لحماس، وقد عبر عن رفضه استلام المسؤولية من قبل السلطة الفلسطينية التي تقودها فتح، الحزب الذي يحكم الضفة الغربية ولم يذكر اسم أي مجموعة أخرى قد تتولى المسؤولية.

لذا فإن إسرائيل تريد حرية ضرب أهداف في غزة عندما تشاء، لكنها لا تريد مسؤولية الحكم أو تقديم الخدمات لنحو 2.3 مليون إنسان، كما أنها ليست مستعدة للقول من الذي ينبغي أن يتحمل هذه المسؤولية وبرفض السلطة الفلسطينية، فإن إسرائيل ترفض المجموعة التي أيدت حل الدولتين ــ الذي ترى الولايات المتحدة وآخرون أنه السبيل الوحيد نحو السلام الدائم.

بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أن السلام في الشرق الأوسط هو الهدف، فإن هذا إغفال كبير للنوايا الإسرائيلية التي تنطوي على تكلفة بشرية باهظة وتعتمد على حلقة مفرغة من القتل ثم القتل ثم القتل، ولا شيء سوى القتل، ولكن بالنسبة لأي شخص يعتقد أن الصراع "دائم" وأنه لا يوجد حل يمكن أن يكون مرضيًا لإسرائيل، فإن الافتقار إلى خطة طويلة المدى لغزة أمر مفهوم من وجهة النظر الإسرائيلية.

وفي العديد من المقابلات التي أجريت منذ عام 2013، نادرًا ما أشار نتنياهو إلى انفتاحه على حل الدولتين، ولم يشر لهذا الحل المقبول عالميًا على الإطلاق في السنوات الأخيرة، وتحدث فقط عن فكرة السماح للفلسطينيين بأن يحكموا أنفسهم فقط في المسائل التي لا تهم إسرائيل، بينما يحتفظ الإسرائيليون بكل السلطة في المسائل الأمنية وفي مقابلة أجريت معه عام 2022، اعترف نتنياهو بأنه يقدم للفلسطينيين شيئًا أقل بكثير من المساواة السياسية وقال "لا أخفي ذلك أبدًا، وأقول ذلك علنا". 

وإذا لم يقدم نتنياهو أي استراتيجية مباشرة للسلام مع الفلسطينيين، فإنه كان على استعداد لمواصلة السلام من دونهم كما يظن فقد عمل لسنوات على فتح علاقات دبلوماسية مع الدول العربية، والالتفاف حول الفلسطينيين من خلال صنع السلام مع العرب وتمتع بنجاح كبير بوساطة أمريكية وحتى 7 أكتوبر، بدا وكأنه على وشك تحقيق أعظم انتصاراته، وهو تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية.

وبينما حدث ذلك، حاول الإسرائيليون تخفيف بعض الضوابط الاقتصادية وتشجيع الرخاء الفلسطيني كبديل للدولة الفلسطينية ويحكي ضابط بجيش الاحتلال الإسرائيلي أنه حتى 7 أكتوبر، كانت إسرائيل تعتقد أن حماس قبلت ضمنيًا الصفقة، وأنهم "غير مهتمين" بمهاجمة إسرائيل، أما حماس فقد اختارت مسارًا مختلفًا ومضت وفقًا لحساباتها الخاصة.