بطولة مطلقة للملك رمسيس الثاني.. أستراليا تحتفل بمعرض فريد للآثار المصرية القديمة
سلطت صحيفة "جلوستر أدفوكيت" الضوء على معرض مهم تستعد العاصمة الأسترالية سيدني لإطلاقه السبت المقبل ويضم قطعًا أثرية مصرية قديمة لا تقدر بثمن بالرغم من أن خبراء التغطية التأمينية يرجحون أنها قد تساوي إجمالًا نحو 1.6 مليار دولار.
وقالت الصحيفة: "يقام معرض رمسيس وذهب الفراعنة في المتحف الأسترالي بسيدني، وتعد قصة رمسيس كفرعون مصري قديم معروف بأنه أب لأكثر من 100 طفل والمسؤول عن صياغة وتوقيع أول معاهدة سلام في التاريخ الإنساني على الإطلاق، جزءًا من معرض جديد يزور أستراليا.
ويتمحور المعرض حول رمسيس الثاني، ومن المقرر عرض 182 قطعة أثرية في المتحف الأسترالي في سيدني وتتمتع بتغطية تأمينية إجمالية بقيمة 1.6 مليار دولار، مع بعض أقدم القطع التي يزيد عمرها عن 3000 عام.
تم نقل المصنوعات اليدوية مثل تماثيل الجرانيت والحيوانات المحنطة والتابوت الشخصي وجميعها من القطع المكتشفة بمقبرة الفرعون الشهير رمسيس الثاني بعناية إلى أستراليا لإنشاء معرض يمنح زائريه الاستمتاع بتجربة غامرة ويحكي قصة أحد حكام مصر القديمة الذين خدموا في حكم مصر لأطول فترة في التاريخ.
ونقلت الصحيفة عن مصطفى وزيري، عالم الآثار والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، قوله إن المعرض سيبقى في أذهان الزوار طويلًا، وأضاف: "رمسيس الثاني معلم مهم للغاية بالنسبة للبشرية، وخاصة هنا في أستراليا، ولم تتح لمعظم الأستراليين مطلقًا فرصة القدوم إلى مصر بسبب المسافة الطويلة، لذا فإن معرض رمسيس بمثابة تشجيع لهم على القدوم إلى مصر لمشاهدة المزيد من أثار مصر القديمة".
وتابع وزيري: "لقد اخترنا أفضل وأقوى القطع التي يمكنها السفر في كل مكان دون أي ضرر طفيف أو أي مشكلة، وهو أمر مهم من الناحية التقنية والعملية"، وسيكون لرمسيس الثاني دور البطولة في المعرض المرتقب، وقد صعد إلى العرش في عام 1279 قبل الميلاد، وحكم لمدة 67 عامًا تقريبًا حتى وفاته عن عمر يناهز 92 عامًا.
وخلال فترة حكمه، امتد نفوذ رمسيس جنوبًا إلى أقاصي نهر النيل وشمالًا نحو تركيا الحديثة، حيث روج لنفسه كحاكم فعلي عبر المنطقة وترك بصماته على العديد من الآثار التي لا تزال قائمة حتى اليوم وبعد وفاته، نُقل رمسيس إلى موطن العديد من المقابر الملكية القديمة - وادي الملوك - قبل أن ينقله الكهنة لاحقًا بعد نهب مقبرته.
وأعاد الكهنة تغليف مومياء رمسيس باستخدام لفائف الكتان والعطور وكتبوا المحنة التي مرت بها المومياء على نعشه، الذي تم تخزينه بعد ذلك فيما يعرف الآن باسم المخبأ الملكي ويتم عرض التابوت الذي اكتشفه علماء الآثار في المخبأ الملكي في المعرض في سيدني، من بين القطع الأخرى المحفوظة جيدًا مثل الأقنعة الذهبية والمزهريات والألواح الجنائزية وغيرها من الممتلكات المباشرة لرمسيس.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض القطع الأثرية المعروضة في سيدني هي اكتشافات تم اكتشافها مؤخرًا لدرجة أن القليلين أتيحت لهم الفرصة لرؤيتها خارج مصر ويقول مديرة المتحف الأسترالي كيم ماكاي إنه تم بيع أكثر من 100 ألف تذكرة مسبقة للمعرض.
وقالت: "إنه معرض فريد من نوعه وشارك في الإعداد له عالم المصريات زاهي حواس، لذلك لدينا أفضل أمين يمكن أن تجده في العالم والذي يفهم رمسيس الثاني أفضل من أي شخص آخر"، مضيفةً: "هذه القطع لا تعكس حيات رمسيس الثاني كفرعون فحسب، ولكنها تحكي قصة سبب تسميته رمسيس الكبير - فقد جلس على العرش لمدة 67 عاما تقريبا وهذا في حد ذاته أمر رائع"، وتأمل ماكاي أيضًا أن يلهم المعرض الجيل القادم من العقول التي تمتلك اقدر الوفير من الفضول لمعرفة أسرار التاريخ، ويقام معرض رمسيس وذهب الفراعنة في المتحف الأسترالي بسيدني من السبت الموافق 18 نوفمبر الجاري ويستمر حتى مايو 2024.