مقبرة جماعية في غزة.. وإسرائيل تؤكد مقتلة جندية رهينة لدى الفلسطينيين
نقل تقرير مصور لموقع دويتش فيله الألماني عن مسؤولي الصحة في منشأة الشفاء الطبية في غزة إنهم اضطروا إلى دفن المرضى داخل محيط المستشفى، بسبب نقص الطاقة والقتال العنيف في محيطها ولا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يطوق المنطقة بحثا عن نشطاء حماس الذين يزعم الإسرائيليون أنهم يختبئون هناك.
وأكد موقع فرانس 24 احتشاد دبابات الاحتلال الإسرائيلية بالقرب من أبواب مستشفى الشفاء بمدينة غزة، الثلاثاء، بعد يوم من إعلان مسؤولي الصحة في القطاع المحاصر أن آخر المرافق الطبية في شمال غزة "خرجت عن الخدمة" بسبب نقص الطاقة واستمرار القتال وحث الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل على حماية مستشفى الشفاء وسط تقارير عن وفاة أطفال مبتسرين بسبب نقص الكهرباء لتشغيل حاضناتهم.
ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يزعم أن مقاتلي المقاومة الفلسطينية يستخدمون أنفاقًا مزعومة أسفل المستشفى كقاعدة قيادة، مما يعني استخدام المرضى والجرحى كدروع بشرية وتنفي حماس هذه التهمة جملة وتفصيلًا.
وتحدثت قناة فرانس 24 مع مدير المستشفى محمد أبو سلمية في وقت سابق من الأسبوع الجاري حول الوضع السيئ المتزايد في مستشفى الشفاء، حيث لا يزال مئات المرضى عالقين، والعديد منهم في حالة حرجة، إلى جانب آلاف المدنيين النازحين بسبب أسابيع من القصف.
ومن جانبها، أعلنت حركة حماس أن كافة المستشفيات في شمال قطاع غزة أصبحت خارج الخدمة والآن بعد أن انهار كل شيء، لم يعد بالإمكانن الحديث عن مستشفى بالمعني الحرفي للكلمة، فلا توجد سوى جدران ليموت المرضى داخلها لأنهم لا يستطيعون تلقي العلاج، وتحولت إلى مقبرة جماعية.
ومنذ صباح اليوم، توفي سبعة أشخاص آخرين بسبب نقص الأكسجين وتوفي ثلاثة في العناية المركزة وآخر في غرفة العمليات وفي كل دقيقة يستمر فيها الوضع الراهن، فإن عدد الشهداء والضحايا معرض للارتفاع.
وباتت الأطقم الطبية غير قادرة على تقديم أي رعاية للمرضى أو لأي جرحى أو لأي أطفال مهما كانت حالتهم ومبنى الشفاء بات بدون كهرباء أو ماء أو أكسجين وفي الوقت الحالي، توجد فتاة صغيرة تعاني من مرض القلب تقاتل من أجل حياتها كل دقيقة لأن المستشفى لم يعد بإمكانه تزويدها بالأكسجين.
وتداول عدد من مستخدمي المنصات الاجتماعية مقاطع فيديو للفتاة الصغيرة، تمكن أحد الأطباء من إرسالها إلى العالم كله عندما كان لا يزال لديه إنترنت، أما الآن فقد توقف كل شيء، حتى بنك الدم في المستشفى توقف عن العمل ولا يمكن لأي جريح أو مريض يحتاج إلى الدم أن يحصل عليه.
ما هو الوضع الأمني حول المستشفى؟ هل تعرضت للقصف؟
لم تكن هناك إصابات مباشرة هذا الصباح، لكن وحدة أمراض القلب تعرضت للقصف أمس كما تعرضت في الأيام السابقة وحدة العناية المركزة وأقسام النساء والولادة للقصف وحدث قصف مكثف اليوم بجوار المستشفى المحاصر بالدبابات ولا يمكن لأحد الخروج أو الدخول إلى المبنى. وقد جرب بعض النازحين حظهم، لكنهم تعرضوا لإطلاق النار.
وهناك ما يقرب من 5000 شخص هنا، وربما أكثر وثمة عائلات بأكملها لجأت إلى أروقة المستشفى، ووجدت نفسها تحت الحصار، وجميعهم في وضع حرج للغاية، بدون طعام أو شراب وأصيب البعض بالأمراض ويعاني الأطفال من أمراض الجهاز الهضمي ويعانون من الجفاف، في حين يُحرم كبار السن من الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم وقد مات البعض نتيجة لذلك، أما سوء التغذية والمرض والخوف فهو مثلث الخطر الذي يهدد حياة النساء الحوامل في غزة اللاتي يواجهن "تحديات لا يمكن تصورها.
وردًا على سؤال: "يتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي حماس بمنع وصول 300 لتر من الوقود إلى المستشفى فهل يمكنك التعليق على الاتهامات؟" أجاب مدير المستشفى: "أرى العالم كله يتحدث عن هذه الـ 300 لتر من الوقود والتي من شأنها أن تبقي مولداتنا تعمل لمدة نصف ساعة فقط، ولكن نسي العالم ما يقرب من 12 ألف من الضحايا الذين لقوا حتفهم و30 ألف جريح، والجرائم المرتكبة ضد مستشفى الشفاء، الذي يتعرض مرضاه لخطر الموت".
وأضاف: "اقترحنا أن يتم توجيه الوقود عبر الصليب الأحمر الدولي أو أي منظمة دولية أخرى ونحن على استعداد لقبول أي مساعدات تصل عن طريق الصليب الأحمر الدولي أو تودعها قوات الاحتلال في منطقة آمنة، فلا أستطيع أن أخرج ببساطة في سيارة الإسعاف في الساعة الثانية صباحًا، وسط القصف الجوي و300 دبابة، وأخاطر بحياة سائق سيارة الإسعاف الخاصة بي من أجل جلب الوقود الذي يكفي لمدة نصف ساعة فقط ولن تفعل تلك المجازفة شيئًا لتخفيف المأساة".
مقتل جندية كانت من بين الرهائن
فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، مقتل الجندية نوعاه مارسيانو (19 عاما)، كانت من بين الرهائن المختطفين لدى حركة حماس في قطاع غزة وفي بيان، أعلن الجيش "وفاة الجندية نوعاه مارسيانو من مستوطنة موديعين.. كانت منظمة حماس الإرهابية قد اختطفتها"، مشيرا إلى أنه أبلغ العائلة، بحسب وكالة فرانس برس.
ويأتي إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد يوم من نشر المقاومة الفلسطينية مقطع فيديو لمارسيانو وهي حية، أعقبته صور لما قالت حماس إنها "جثة المجندة بعد مقتلها في غارة جوية إسرائيلية".
وفي وقت سابق، الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل اثنين من جنوده في المعارك الدائرة مع مسلحي حركة حماس في قطاع غزة، ليصل إجمالي قتلى القوات الإسرائيلية إلى 46، منذ بدء العمليات البرية يوم 27 أكتوبر.