قمة القاهرة للسلام تمنح زعماء الدول الفرصة للتعبير عن الغضب تجاه استمرار تدمير غزة
في قمة القاهرة للسلام، أعرب الزعماء العرب عن غضبهم المتزايد تجاه إسرائيل بسبب حربها في غزة؛ وانتقدت مصر والأردن بشدة الاحتلال بسبب تصرفاته في القطاع، في إشارة إلى أن الدولتين اللذين صنعا السلام مع إسرائيل منذ عقود بدأ صبرهما ينفد من حرب إسرائيل المستمرة والمعلنة ضد قطاع غزة الفلسطيني.
ورفض الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي استضاف القمة، مرة أخرى أي حديث عن دفع 2.3 مليون فلسطيني في غزة إلى شبه جزيرة سيناء وحذر من “تصفية القضية الفلسطينية”.
ووصف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الحصار الإسرائيلي وقصف غزة بأنه “جريمة حرب”.
ووفقًا لموقع "بي بي إس نيوز آور" التابع لبرنامج إخباري تلفزيوني مسائي أمريكي يبث على أكثر من 350 محطة، عكست خطابات الرؤساء والملوك والدبلوماسيين العرب الغضب المتزايد في المنطقة، بالرغم من علاقات وثيقة مع إسرائيل لبعض الأطراف العربية وعمل بعضهم الآخر في كثير من الأحيان كوسطاء، في حين تدخل الحرب التي أشعلها هجوم 7 أكتوبر المباغت أسبوعها الثالث مع تزايد الخسائر البشرية ولا نهاية تلوح في الأفق القريب.
وتشعر مصر بالقلق بشدة بشأن الآمال في إقامة دولة فلسطينية وأثارت التصريحات الغامضة التي أدلى بها بعض السياسيين والمسؤولين العسكريين الإسرائيليين، والتي تقترح مغادرة الناس لغزة، قلق جيران إسرائيل، وكذلك الأمر بالنسبة للأوامر الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين بالإخلاء إلى الجنوب باتجاه مصر.
وقال السيسي في كلمته الافتتاحية إن مصر ترفض بشدة “التهجير القسري للفلسطينيين ونقلهم إلى الأراضي المصرية في سيناء”.
وأضاف الرئيس: "أريد أن أقول للعالم بوضوح وبشكل لا لبس فيه أن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل أمر خارج عن نطاق إمكانية التنفيذ، وفي كل الأحوال، لن يحدث ذلك على حساب مصر، إطلاقا".
ووجه العاهل الأردني الرسالة نفسها، معبرًا عن “رفضه القاطع” لأي تهجير للفلسطينيين، ويستضيف الأردن بالفعل أكبر عدد من النازحين الفلسطينيين من حروب الشرق الأوسط السابقة.
وقال الملك عبد الله أمام القمة: “هذه جريمة حرب وفقا للقانون الدولي، وخط أحمر بالنسبة لنا جميعا”.
وتقول إسرائيل إنها عازمة على تدمير حكام حماس في غزة، لكنها لم تذكر الكثير عن نهاية اللعبة.
ووضع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت خطة من ثلاث مراحل تهدف فيها الغارات الجوية و"المناورة" - في إشارة مفترضة إلى هجوم بري - إلى استئصال حماس قبل فترة من عمليات أقل كثافة وقال جالانت إنه سيتم بعد ذلك إنشاء “نظام أمني” جديد في غزة إلى جانب “إزالة مسؤولية إسرائيل عن الحياة في قطاع غزة” ولم يذكر من سيدير غزة بعد حماس.
وفي الوقت نفسه، أمرت إسرائيل أكثر من نصف الفلسطينيين في غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بالإخلاء من الشمال إلى الجنوب داخل المنطقة التي أغلقتها بالكامل، مما دفع مئات الآلاف من الفلسطينيين.
وقال عاموس جلعاد، مسؤول الدفاع الإسرائيلي السابق، إن غموض إسرائيل بشأن هذه المسألة يعرض العلاقات الحيوية مع مصر للخطر.
وأضاف: “أعتقد أن معاهدة السلام مع مصر مهمة للغاية، وحاسمة للغاية للأمن القومي لإسرائيل ومصر وبنية السلام في العالم برمتها”.
وتابع جلعاد: "إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحتاج إلى التحدث مباشرة مع قادة مصر والأردن، والقول علانية إن الفلسطينيين لن يدخلوا بلديهما".
وقال مسؤولان مصريان كبيران إن العلاقات مع إسرائيل وصلت إلى نقطة الغليان وأضافا أن مصر نقلت إحباطها من التعليقات الإسرائيلية بشأن التهجير إلى الولايات المتحدة، التي توسطت في اتفاقيات كامب ديفيد في السبعينيات وتحدث المسؤولان شريطة عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.