الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

بي بي سي: شاب غيني يسافر بالدراجة عبر 6 بلدان للحصول على مكان في جامعة الأزهر

الرئيس نيوز

وصل إلى القاهرة خلال الساعات الأخيرة شاب مسلم من غينيا مستخدمًا دراجة هوائية في التنقل عبر ستة بلدان للحصول على مكان في جامعة الأزهر في مصر.

وذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن الشاب "مامادو سافايو باري"  قرر خوض هذه المغامرة بالسفر البري عبر ستة بلدان بدون أن يبلغ أسرته في غينيا، وقطع الطالب مسافة 4000 كيلومتر (2500 ميل) بالدراجة عبر غرب أفريقيا، وتحمل الإيقاف من قبل شرطة الحدود في عدد من الدول، وحرارة الطقس الشديدة، من أجل الحصول على مكان في جامعة أحلامه.

وانطلق مامادو سافايو باري من غينيا إلى الأزهر المصري المرموق في رحلة بدأت منذ مايو الماضي، على أمل أن يتم قبوله بجامعة الأزهر، وتجول الشاب البالغ من العمر 25 عامًا بالدراجة لمدة أربعة أشهر عبر عدد من البلدان التي دمرها المتشددون الإسلاميون والانقلابات وقال لبي بي سي إنه سعيد "جدا جدا" بحصوله على منحة دراسية عندما وصل أخيرا إلى القاهرة.

وقال الشاب، وهو متزوج وأب لطفل، إنه على الرغم من عدم قدرته على تحمل تكاليف دورة الدراسات الإسلامية في الأزهر، أو السفر إلى مصر، إلا أن سمعة الجامعة دفعته إلى استغلال فرصه في هذه الرحلة الملحمية عبر مالي وبوركينا فاسو وتوجو وبنين والنيجر وتشاد.

ويعد الأزهر أحد أكثر مراكز التعليم الإسلامي السني تأثيرًا في العالم كما أن جامعة الأزهر واحدة من أقدم الجامعات على مستوى العالم، حيث تأسست عام 670 ميلادي وانطلق باري من منزله "طلبًا للعلم" ولكنه واجه الشكوك والمحن في بعض البلدان التي مر بها بالدراجة وفي مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تتكرر هجمات المتشددين الإسلاميين على المدنيين، وأدت الانقلابات الأخيرة إلى عدم الاستقرار السياسي، وعن مغامرته يقول: "السفر عبر هذه الدول أمر صعب للغاية لأنها لا تتمتع بالأمن في هذا الوقت" مضيفًا: "لديهم مشاكل كثيرة والناس هناك خائفون للغاية وفي مالي وبوركينا فاسو، كان الناس ينظرون إلي وكأنني رجل سيئ وفي كل مكان كنت أرى الجيش بأسلحته الكبيرة وسياراته" وقال إنه تم اعتقاله واحتجازه ثلاث مرات دون سبب، مرتين في بوركينا فاسو ومرة في توجو ولكن مامادو سافايو باري يؤكد أنه يشعر بسعادة غامرة للدراسة في الجامعة المرموقة. 

ومع ذلك، فإن حظ باري أخذ منحى آخر عندما وصل إلى تشاد وأجرى أحد الصحفيين مقابلة مع باري ونشر قصته على الإنترنت، مما دفع بعض فاعلي الخير إلى تمويل رحلة طيران إلى مصر له وهذا يعني أنه تجنب ركوب الدراجات عبر السودان، التي تعتبر أجزاء منها حاليًا مناطق حرب.

وفي 5 سبتمبر وصل أخيرًا إلى القاهرة وقد كلل عزمه وتصميمه بالنجاح بمقابلة عميدة كلية الدراسات الإسلامية الدكتورة نهلة الصعيدي وبعد التحدث إلى الشاب الغيني، عرضت عليه الدكتورة الصعيدي مكانًا في كلية الدراسات الإسلامية بالأزهر، بمنحة دراسية كاملة. 

وقالت العميدة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الجامعة حريصة على تقديم معرفتها للطلاب في جميع أنحاء العالم، وأن هذه الفلسفة "لا تشمل الطلاب الدوليين في مصر فحسب، بل تمتد أيضًا إلى الخارج والأزهر يستقبل الطلاب من جميع البلدان، ويعتني بهم". ويقدم لهم المنح".

من جانبه، قال الشاب إنه "سعيد جدًا جدًا" لحصوله على المنحة وقال "لا أستطيع أن أخبركم عن مدى سعادتي.. لقد شكرت الله".

وأضاف أن التجارب التي خاضها في رحلته بما في ذلك اضطراره للنوم ليلا في الغابات، قد طواها النسيان وتم محوها بسبب فرحة القدرة على تحقيق حلمه في خطوة أولى لكي يصبح من علماء الأزهر.