المبعوث الأمريكي الخاص متفائل بشأن فرص السلام في اليمن مع الاعتراف بالتحديات القائمة
أجرت صحيفة أراب نيوز مقابلة مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج قال فيها: “ما نحتاج إلى رؤيته هو أن إيران تفي بالالتزامات التي تم التعهد بها للمملكة العربية السعودية”.
وجاءت تصريحات ليندركينج بعد استعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران مؤخرًا.
وبدأت الحرب في اليمن في عام 2014 عندما استولى الحوثيون، المتمردون المدعومين من إيران، على العاصمة صنعاء، وبعد ذلك انتشر الصراع وأجج العنف عبر الحدود، وعلى الرغم من رسم صورة متفائلة على نطاق واسع للتقدم في عملية السلام في اليمن على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، بما في ذلك اتفاق الهدنة في أبريل 2022 بين حكومة البلاد والحوثيين، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى البلاد، تيم ليندركينج، إن الطريق إلى الأمام لا تزال "صعبة ومليئة بالتحديات".
وأضاف أنه بعد استعادة العلاقات الدبلوماسية مؤخرًا بين المملكة العربية السعودية وإيران، التي تدعم الأخيرة الحوثيين وتوفر لهم الأسلحة، فإن العالم "بحاجة إلى متابعة الالتزامات التي تعهدت بها إيران" بشأن اليمن.
وكان ليندركينج، الذي عاد هذا الأسبوع من رحلة رسمية إلى الشرق الأوسط لإجراء محادثات بشأن اليمن، يتحدث أمس الأربعاء خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت استضافته وزارة الخارجية الأمريكية وقال: "نشعر أن أي إجراءات تتخذها دول المنطقة لتهدئة التوترات في المنطقة ستكون مفيدة للمنطقة، وهذا هو الحال بالتأكيد في الصراع اليمني".
وتابع: "ما نحتاج إلى رؤيته هو أن إيران تفي بالالتزامات التي تم التعهد بها للمملكة العربية السعودية: عدم تهريب المعدات الفتاكة أو المعدات الحربية إلى اليمن إلى الحوثيين، والالتزام بدعم الحل السياسي للصراع".
وتفاوضت إيران وتحالف استعادة الشرعية في اليمن على هدنة لمدة شهرين في أبريل 2022، وتم تمديدها مرتين وما زالت توفر الأمل في تسوية أكثر ديمومة، على الرغم من انتهاء مدتها في أكتوبر من العام الماضي.
وقال ليندركينج: “شهد اليمن أطول فترة من التهدئة منذ بدء الحرب، وبذلك تم إنقاذ الآلاف من الأرواح وتوقفت الهجمات والغارات الجوية عبر الحدود كما تم تحسين حرية الحركة، بما في ذلك استئناف الرحلات الجوية التجارية من مطار صنعاء لأول مرة منذ عام 2016".
ولكن مع ذلك، لفت المبعوث الأمريكي الخاص إلى أن هناك حاجة إلى المزيد وأشار إلى أن الاتفاق السياسي اليمني - اليمني هو وحده القادر على حل هذا الصراع المدني بشكل دائم ولن يتسنى وقف الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي يواجهها اليمنيون كل يوم إلا من خلال جهود الإنعاش وإعادة الإعمار الشاملة بدعم قوي من الجهات المانحة الإقليمية والدولية.
وأضاف مؤكدا على التطورات الإيجابية: “ما زلنا متفائلين بشأن احتمالات تحقيق مزيد من التقدم من أجل السلام … ولهذا السبب نحث نحن وآخرون في المجتمع الدولي الحوثيين على اغتنام هذه الفرصة غير المسبوقة للجلوس مع حكومة الجمهورية اليمنية”. لرسم مستقبل أفضل لليمن”.
واختتم ليندركينج كلمته بالقول "سأكرر فقط الشعور بالوعد والاحتمال الذي نشعر به" لكنه أضاف أنه "في نفس الوقت ما نراه داخل اليمن هو وضع صعب ومليء بالتحديات".
وقال إن هناك أربعة جوانب رئيسية للمفاوضات الجارية، وهي الالتزامات بعدم تنفيذ هجمات عبر الحدود؛ وتوسيع القدرة التجارية في مطار صنعاء؛ وتنفيذ "تخفيض قوي وكبير في العملية البيروقراطية لنقل النفط وغيره من الإمدادات الإنسانية التجارية إلى اليمن"؛ وبذل المزيد من الجهود لتسهيل دفع رواتب موظفي القطاع العام اليمنيين الذين ظلوا بدون أجر منذ بدء النزاع.
كما خصص ليندركينج بعض الوقت للإشادة بعملية الإنقاذ التي تقودها الأمم المتحدة لإزالة أكثر من 1.1 مليون برميل من النفط من ناقلة النفط المتدهورة صافر وقد رست السفينة في البحر الأحمر قبالة الساحل اليمني، بالقرب من الحديدة، منذ بدء الصراع، مع القليل من الصيانة أو عدم وجود صيانة على الإطلاق خلال تلك الفترة، مما أثار مخاوف متزايدة من وقوع كارثة بيئية.
وعلى الرغم من أن العمل على السفينة صافر لم ينته بعد، لا تزال السفينة المتهالكة بحاجة إلى قطرها وتفكيكها إلا أن الإنجاز الحقيقي يتمثل في تجنب في التهديد بحدوث تسرب نفطي أربعة أضعاف ما حدث في إكسون فالديز وهي كارثة وقعت قبالة سواحل ألاسكا في عام 1989.
ومع ذلك، أضاف أن الأمم المتحدة تحتاج إلى تمويل إضافي قدره 22 مليون دولار لاستكمال عملية التخلص من الناقلة صافر.