تصاعد الخلاف بين مارك وإيلون ماسك.. هل يرجح المصريون كفة "ثريد" على "تويتر"؟
أعرب العديد من النشطاء المصريين طوال السنوات الماضية عن شعورهم بأن تويتر أصبح موطنهم المختار ووجهتهم المفضلة للتعبير عن الرأي منذ سنوات الربيع العربي الذي بدأ في عام 2011، ولكن يبدو أنه في هذا العالم لا يبقَ شيء على حاله، وهذا ينطبق على مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تعد استثناءً من قاعدة التغيير.
كما يرجح تقرير نشره موقع المونيتور الأمريكي أن نجم تويتر يعاني من الأفول وأن لحظة تويتر الذهبية وصعوده إلى الصدارة مرتبطة بطبيعتها بالنشاط ومشاركة الأخبار إبان ثورات الربيع العربي، حيث فجَّر الربيع العربي على وجه التحديد قدرة العصفور الأزرق على نشر الوعي والتنظيم والعمل السياسي ومع ذلك، فإن المشاكل الأخيرة في أروقة شركة تويتر ثم ظهور تطبيق ثريد الذي تمتلكه شركة ميتا من العوامل التي تطرح الآن هذا السؤال: هل سيحل ثريد محل تويتر كأداة للنشاط والتنظيم؟
عداء زوكربيرج- ماسك
تصاعد الخلاف بين مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا وإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، في الأسابيع القليلة الماضية قبل إطلاق تطبيق ثريد وأخذ التوتر بين المليارديرين من عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي المتنافسين منعطفًا غير عادي مع الحديث عن قتال في قفص على غرار منافسات وبطولات رياضات الدفاع عن النفس، في حين أن القتال الجسدي قد لا يحدث، استمرت الحرب الكلامية بين الرجلين حيث سجل تطبيق ثريد أكثر من 70 مليون حسابًا في يوم واحد - ما يقرب من ربع إجمالي المشتركين على موقع تويتر.
وإضافة إلى دراما الأحداث، هدد محامي تويتر الأسبوع الماضي بمقاضاة ميتا، متهمًا الشركة بتوظيف موظفين سابقين في تويتر لبناء التطبيق الجديد وإساءة استخدام "الأسرار التجارية والملكية الفكرية الأخرى" الخاصة حصريًا بتطبيق تويتر ونفى آندي ستون، مدير الاتصالات في ميتا، هذه المزاعم.
في غضون ذلك، استخدم إيلون ماسك مصطلحًا مهينًا في وصف زوكربيرج على تويتر وفي أعقاب ذلك تفاقمت حدة اللغة التي يستخدمها ماسك وقلة الاعتدال على المنصة منذ أن استحوذ الملياردير على موقع تويتر، وقد تكون مظاهر الخلاف الحاد بين ماسك ومارك زوكربيرج مصدر تشويق وإثارة للرجال الذين يقولون إن التغريدات والمنشورات باتت تقدم محتوى ممتعًا للكثيرين على تويتر الذي يهيمن عليه الذكور (68.1٪). ومع ذلك، يخشى العديد من المستخدمين تداعيات الخلاف على تويتر كمساحة آمنة للنساء، فقد تقرأ المرأة عبر تويتر الآن ألفاظًا لا يليق أن تقرأها بسبب الخلاف المشتعل.
ويرثى المراقبون أن معظم تغريدات ماسك ليست فقط عرضًا للذكورية الهشة ولكن أيضًا كمثال واضح على السلوك غير اللائق قانونيًا وأخلاقيًا الذي لا ينبغي أن تتسامح معه الشبكة في ضوء الأحكام والشروط التي تفرضها على المستخدمين في مجتمع تويتر وفي الوقت الحالي، يبدو الأمر وكأن تويتر لن يكون مكانًا آمنًا للنساء لفترة أطول، فإذا أهان الرئيس التنفيذي لتويتر علنًا رئيسًا تنفيذيًا منافسًا وزوجته، فما نوع الرسالة التي يرسلها ذلك لجمهوره فيما يتعلق بحدود سلوكهم؟
وعانت مستخدمات تويتر من التحرش الجنسي واللفظي على الشبكة، وربما يفسر ذلك الهجرة الجماعية إلى تطبيق ميتا الجديد، ووفقًا لتصريحات آدم موسيري، الرئيس التنفيذي لشركة إنستجرام، فإن تطبيق ثريد عبارة عن ساحة عامة للمستخدمين الذين لم يعد تويتر المفضل لديهم ويؤكد أن تويتر يدين بأهميته للأحداث الدولية والأخبار العاجلة فحسب.
الفوضى والرقابة
ويشتكي النشطاء العرب على منصات ميتا، بما في ذلك إنستجرام وفيسبوك بل وثريد من تعطيل أو تعليق حسابات ميتا بسبب انتهاكات الشروط والمحتوى السياسي كما أن تعديل ميتا المفرط لمحتوى اللغة العربية هو شكل من أشكال الرقابة السلبية، مما يحد من المكان الوحيد لحرية التعبير الذي يتمتع به معظم المستخدمين.
وهناك أيضًا مخاوف تتعلق بالخصوصية حول ثريد الذي يتطلب 14 إذنًا، بما في ذلك الوصول إلى المعلومات المالية، وسجل البحث والتصفح، وبيانات الصحة واللياقة، وسجل الشراء، والموقع، ومعلومات الاتصال، ومحتوى المستخدم مثل الصور ومقاطع الفيديو، وبيانات أخرى، بالإضافة إلى معلومات حساسة مثل المعتقدات السياسية أو الدينية والتوجه الجنسي ويبدو أن الإفصاح عن كل هذه المعلومات الخاصة هو صفقة شيطانية لن يقبلها سوى عدد قليل جدًا من النشطاء الجادين، خاصة إذا تعاونت ميتا مع الأجهزة الأمنية من البلدان الفردية وسلمت بيانات هؤلاء المستخدمين ومواقعهم وأنشطتهم وتفاعلاتهم، وعليهم الاختيار بين "الفوضى التي تسود" الطبيعة المتساهلة لتويتر و"ردود فعل الرقابة" في ميتا لذا يظلوا منفتحين على البدائل وربما يتركون ثريد وتويتر إلى منصة ثالثة.