هل يتلقى الاقتصاد المصري ضربة جديدة بسبب الصراع في السودان؟
قال موقع المونيتور الأمريكي، إن اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع جاء بمثابة أنباء سيئة للاقتصاد المصري، الذي يعاني بالفعل من ضغوط شديدة خلال العام الماضي.
وأضاف الموقع في تقرير نشره اليوم، أن مصر تخشى من أن يؤدي الصراع المطول عبر الحدود في السودان، كسوق رئيسي للصادرات المصرية، إلى تعقيد صعوباتها الاقتصادية.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان 1.4 مليار دولار في عام 2022، ارتفاعا من 1.2 مليار دولار قبل عام، بما في ذلك 929.2 مليون دولار صادرات مصرية و504.4 مليون دولار في الواردات، وفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء كما جاء السودان كثاني أكبر سوق للصادرات المصرية بعد ليبيا في الربع الأول من عام 2023 بقيمة 226 مليون دولار، كما يتضح من الأرقام الصادرة الشهر الماضي عن وزارة الصناعة المصرية.
ولفت تقرير المونيتور إلى أنه لا يزال من المبكر تقييم تأثير الصراع على التبادل التجاري بين مصر والسودان وثمة توقعات بأن توقف العديد من الشركات المصرية تصديرها للسودان خوفا من عدم تحصيل أموالهم، بالإضافة إلى المخاطر الأمنية الشديدة الناجمة عن القتال الدائر هناك فالصراع في السودان سيؤدي بالتأكيد إلى تراجع حجم الصادرات المصرية إلى السوق السودانية واعتاد معظم المستوردين السودانيين أن يأتوا بالنقود لدفع ثمن الصادرات المصرية ونقلها إلى السوق السودانية عبر الحدود. لكن اندلاع العنف في السودان سيجعل حدوث ذلك صعبًا للغاية.
وهناك مخاوف من أن الصراع الحالي في السودان قد يتسبب في تعطيل المشاريع الاقتصادية المشتركة التي تعلق عليها مصر الآمال في تعزيز تعاونها الاقتصادي مع الخرطوم.
وبرزت مصر كقوة طاقة إقليمية في السنوات الأخيرة، ولديها خط ربط كهربائي مع السودان بقدرة 80 ميجاوات، وكان البلدان يخططان لزيادة قدرتها إلى 300 ميجاوات وكانت كل من القاهرة والخرطوم تخطط أيضًا لبناء خط سكة حديد بطول 570 كيلومترًا (354 ميلًا) لتسهيل حركة البضائع بين البلدين ومن المتوقع أيضًا أن تتأثر الاستثمارات المشتركة بالصراع المستمر في السودان. هناك ما يقرب من 229 مشروعًا مصريًا يتم تنفيذها في السودان، باستثمارات تصل إلى 10.8 مليار دولار، وفقًا لخدمة المعلومات الحكومية المصرية كما يعمل في السوق المصري ما يقرب من 315 شركة سودانية باستثمارات تصل إلى 97 مليون دولار.
وتخشى مصر من أن يؤدي الصراع الطويل في السودان إلى تدفق اللاجئين من السودان إلى البلاد، مما سيزيد من الضغط على اقتصادها ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد عبر ما لا يقل عن 56 ألف لاجئ سوداني الحدود إلى مصر منذ اندلاع العنف الشهر الماضي.