الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
اقتصاد مصر

عاجل| بعد "إكسترا" السعودية.. هل انسحبت الصناديق السيادية الخليجية من الاستثمار في مصر؟

متداولون في سوق أبوظبي
متداولون في سوق أبوظبي للأوراق المالية

حالة احتقان كبيرة تشهدها الأوساط الاقتصادية بسبب الدولار، الحديث عن التعويم وعدم تدبير العملة بالسعر الرسمي في البنوك، دفع إلى الواجهة قرب خفض قيمة الجنيه المصري، الأمر الذي تسبب في توقف خطط الاستثمار في مصر على الرغم من استمرار المفاوضات.

وكشفت مصادر حكومية لـ"الرئيس نيوز"، أن المباحثات والاهتمام الخليجي بالاستثمار في مصر "متزايد"، ولكن هناك بعض التريث انتظارا لصدور تقرير المراجعة الاقتصادية من قبل صندوق النقد الدولي وبعض الاتفاقيات الدولية الأخرى لبيان موقف العملة قبل الشروع في توقيع الاتفاقيات.

مباحثات مصر مع صندوق النقد الدولي

وقال مصدر حكومي، إن صندوق النقد الدولي تفهم خلال مباحثاته مع الجانب المصري في واشنطن القرارات الاجتماعية وبعض التأخير في الطروحات الحكومية وفي طريقه لإرسال بعثة لبدء المراجعة الاقتصادية.

وأكد أنه يأمل أن تنتهي المشاورات قريبا خاصة مع المضي قدما في ملف الطروحات الحكومية.

"باكون" قد تمهد الطريق لمزيد الصفقات

وأشار المصدر، إلى أن إتمام صفقة شركة البويات والكيماويات "باكون" بإجمالي 770 مليون جنيه أمس كجزء من الطروحات تفتح المجال أمام المزيد من الطروحات الحكومية.

ونفذت شركة الأصباغ الإماراتية صفقة "باكين" بإجمالي 80.6% منها حصة الحكومة بالكامل -بحسب مصادر- إلى جانب حصتي بنكا الأهلي ومصر.

الاستثمارات الجديدة ستوجه لتطوير عدد من الشركات التابعة للقابضة الكيماوية تمهيدا لتأهيلها لجذب الاستثمارات.

وتمضى الحكومة في خطط طرح 4 شركات في البورصة أو لمستثمر استراتيجي، وذلك لتحقيق إيرادات تصل إلى 2 مليار دولار قبل حلول يوليو المقبل.

وبحسب المصادر، فإن "بنك القاهرة والمصرف المتحد وعدد من شركات قطاع البترول سيكون لهم الأولوية الفترة المقبلة.

وتابعت المصادر أن الصندوق السيادي السعودي يجري مباحثات بشأن المصرف المتحد، وهيئة الاستثمار الكويتية مهتمة بزيادة استثمارها في البنك العربي الإفريقي الدولي.

وأشارت إلى أن "المصرف المتحد" يشهد زخما كبيرا من قبل مؤسسات خليجية، مؤكدة أن الأمر في مرحلة الدراسة من قبل مستشاريهم.

وتوقعت المصادر إتمام الصفقة قريبا في ظل تنامي ربحية المصرف بعد سنوات من إعادة الهيكلة والضلوع في اقتناص حصة جيدة من المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.

وكانت تقارير قد أكدت اقتراب صفقة بقيمة 660 مليون دولار، إلا أن المصادر إشار إلى أن إعادة التقييم في ضوء تقارير ربحية البنك والقوائم المالية للبنك.

ضخ استثمارات في مشروعات البنية التحتية

وقالت المصادر إن القطاع الإنشائي يستحوذ على اهتمام عدد من الشركات الخليجية منها محطات تحلية مياه البحر الذي تتراوح استثمارات المحطة الواحدة بين 1.5 ومليار دولار يتم تدبيرهم من الخارج، فضلا عن محطات الطاقات المتجددة.

وكشفت المصادر عن أن طلبات من 12 شركة خليجية لتخصيص أراض للاستثمار من هيئة المجتمعات العمرانية بسعر مرتفع.

"إكسترا" السعودية توقف التوسع في مصر

في المقابل، أعلنت الشركة المتحدة للإلكترونيات "إكسترا"- المقيدة بالبورصة السعودية- أن مجلس إدارتها أوقف خططها التوسعية في مصر وتأسيس شركة تابعة لها.

وبحسب إفصاح الشركة على بورصة تداول السعودية يوم الاثنين، قالت الشركة إنه بعد دراسة جدوى استمرارية الشركة في مصر قررت وقف الخطة التوسعية لها، مشيرة إلى أن الأثر المالي السلبي المتوقع لوقف خطط الشركة التوسعية يبلغ حوالي 38 مليون ريال سعودي.

وأضافت الشركة، أنه سيتم الإعلان لاحقا عن أي تطورات جوهرية في هذا الشأن.

ضغوط التعويم

وقال مصدر مصرفي بارز لـ"الرئيس نيوز"، إن الوقت الحالي غير مناسب لبدء تلك الإجراءات، خاصة في ظل الانتهاء من تقييم الشركات المزمع طرحها في البورصة الفترة الحالية وفقا للأسعار الحالية، ووجود بعد التحركات لضبط ميزان المدفوعات من خلال تدفقات حقيقية للعملة وليس أموالا ساخنة مع تقييد الاستيراد للسلع ذات البديل المحلي للحفاظ على الاحتياطي النقدي الأجنبي.

وأكد المصدر، أن التوقعات المتزايدة بخفض العملة والإشاعات وراء حالة الاحتقان في السوق، مشير إلى إجراءات وحوافز لدعم التدفقات الدولارية الفترة المقبلة سواء على صعيد المستثمرين أو المصريين بالخارج.

وشدد على أن الجهاز المصرفي يحافظ على مرونة سعر الصرف وخضوعه لآليات العرض والطلب، ولا ندعم الجنيه في الوقت الحالي ويتم تدبير العملة للاحتياجات الأساسية وهو ما يعكس توافر كافة السلع في الأسواق.

وتركز الحكومة حاليا على زيادة الإنتاج المحلى من السلع، في الوقت نفسه دعم الاتفاقيات الدولية لتأمين الاحتياجات الدولارية، سواء مع البنك الإسلامي للتنمية لتمويل احتياجات الغذاء والبترول أو من اتفاقيات التمويل الأخرى.

وكان مصدر حكومي قد كشف لـ"الرئيس نيوز" -في وقت سابق- عن مباحثات مع بنك التنمية الإفريقي للحصول على قرض تنموي بقيمة 345 مليون دولار مع تقدم مفاوضات إصدار سندات الباندا الصينية بقيمة 500مليون دولار.

ومن جانبه أرجع د. مدحت نافع الخبير الاقتصادي التأخر في إجراء التعويم يرجع الي صعوبة هذا القرار وانعكاسه على المواطنين مقابل المكاسب الخاصة بالاستثمار والمستثمرين.

وأكد هاني توفيق الخبير الاقتصادي على أن التعويم وحده غير كاف، مطالبا بإعادة هيكلة شاملة للاقتصاد المصري وإصلاح الاختلالات الواضحة وليس التعويم كإجراء منفرد.

وأجرت مصر 3 تخفيضات للعملة المحلية على مدار العام الماضي ليفقد الجنيه نحو 60% من قيمته أمام الدولار مع رفع معدلات الفائدة بنسبة 10%.