عالم ألماني يوضح كيف عثر فريقه على الممر السري داخل هرم خوفو
لا يزال الباحثون يحاولون التوصل إلى المزيد من أسرار الهرم الأكبر، كما تؤكد جوليا هيتز مراسلة الإذاعة الألمانية "دويتش فيله"، والتي أخبرها عالم ألماني مشارك في برنامج "سكان بيراميدز" العلمي أن فريقه لا يفكر في الوقت الحالي سوى في الممر السري في الهرم الأكبر بالجيزة، ويبحثون عن المزيد من الأسرار الخفية.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الآثار عن اكتشاف ممر مخفي داخل هرم خوفو عمره 4500 عام، ويقع هرم خوفو خارج القاهرة مباشرة وسمي على اسم فرعون الأسرة الرابعة الذي بناه في أوائل القرن السادس والعشرين قبل الميلاد وهو أحد المباني الثلاثة التي تشكل مجمع أهرامات الجيزة.
ويُنسب الاكتشاف الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا إلى العلماء المشاركين بمشروع "سكان بيراميدز" الذي بدأ في عام 2015، ويستخدم المشروع الدولي - من بين أمور أخرى - التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء والموجات فوق الصوتية والمحاكاة ثلاثية الأبعاد لدراسة المباني وقد قادهم ذلك إلى العثور على الغرفة المغلقة فوق المدخل الرئيسي للهرم.
ويسعى أكثر من 80 باحثًا من الفريق بقيادة الدكتور زاهي حواس، لكشف المزيد من ألغاز الهرم وقبل الاكتشاف، كانت ثلاث غرف رئيسية داخل الهرم معروفة بالفعل ويمكن زيارتها: الغرفة الجوفية، وغرفة الملكة وغرفة الملك، التي تحتوي على تابوت الملك الفارغ ومع ذلك، كان يشتبه منذ عام 2017 في احتمال وجود تجويفين كبيرين آخرين في الداخل وكان أساس الاكتشاف الجديد للغرفة المخفية هو القياسات باستخدام التصوير المقطعي بالميون، وهي تقنية تصوير ثلاثي الأبعاد لأجسام كبيرة الحجم باستخدام الأشعة الكونية.
وهنا يأتي دور كريستيان جروس من جامعة ميونخ التقنية - والعضو البارز في المشروع ويُعرف مجال بحثه بالاختبار غير المدمر بطرق مثل الرادار والموجات فوق الصوتية.
وقال جروس في تصريحات لـ"دويتش فيله": "إن الأهرامات هي جزء من التراث الثقافي العالمي ولهذا السبب علينا توخي الحذر بشكل خاص أثناء البحث حتى لا يحدث أي ضرر"، مشيرا إلى أن أجهزة قياس الرادار والموجات فوق الصوتية لا يمكن استخدامها فقط بطريقة غير مدمرة، ولكن في بعض الحالات حتى بدون اتصال، وخلال البحث في الهرم، اتضح أن أحد التجاويف المفترضة كان قريبًا جدًا من السطح الخارجي للبناء، على بعد 40 سم فقط (16 بوصة).
باستخدام منظار داخلي صغير يبلغ قطره 6 ملليمترات (0.2 بوصة)، تم إنتاجه في اليابان، تمكن الباحثون من الوصول إلى ممر صغير، مما أدى بهم إلى اكتشاف ممر كبير لا يمكن الوصول إليه من خارج البناء ويبلغ طوله تسعة أمتار وعرضه مترين (29.5 × 6.5 قدمًا) وقال جروس: "الجميع متحمسون للغاية"، والآن، الأمر متروك للباحثين لتفسير الاكتشاف ومواصلة تحقيقاتهم الخاصة.
وأضاف جروس: "نحن في مشروعنا فريق في الغالب من العلماء والمهندسين ومهمتنا هي العثور على الأشياء أولًا، وتوفير أداة لعلماء الآثار وعلماء المصريات للقيام بمثل هذه الاكتشافات ونترك تفسير البيانات لهؤلاء المتخصصين"، إلا أن الشيء الكبير المؤكد هو أن هذا المشروع أحدث ثورة تكنولوجية غير مسبوقة في البحث والتنقيب الأثري، بل ووضع المشروع الأسس لإيجاد إجابات موثوقة للأسرار القديمة.
ويقول كريستيان جروس: "أرى إمكانات مذهلة هنا، لم يتم استخدام تقنيات مثل هذه من قبل في علم الآثار، لقد برهننا الآن أن مفهومنا ليس واعدًا فحسب، ولكنه يؤدي إلى نتائج حقيقية"، وتجدر الإشارة إلى أن أبحاث مماثلة جارية بالفعل في الهرمين الآخرين على هضبة الجيزة وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما ستكشفه حول الأعمال الداخلية للأهرامات.
وأشار التقرير إلى أن هرم خوفو هو أقدم عجائب الدنيا السبع في العالم القديم والوحيد الذي بقي سليمًا إلى حد كبير وصمد أمام اختبار الزمن، لآلاف السنين (حتى اكتمال برج إيفل في عام 1899) كان أطول مبنى في العالم.