انفراجة في أزمة الغذاء.. توقعات بتراجع أسعار القمح عالميا في 2023
أشار تقرير صادر عن وكالة فيتش إلى أنه على المدى القصير من المتوقع هبوط متوسط سعر القمح لعام 2023 إلى 7.4 دولارًا أمريكيًّا للبوشل، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 18.8٪ عن متوسط السعر السنوي لعام 2022، حيث تعرضت الأسعار لضغوط هبوطية منذ الربع الرابع من عام 2022، كما من المتوقع زيادة صادرات القمح الروسي بشكل أكبر.
ومع استمرار الصراع الروسي الأوكراني في إحداث تقلبات في أسعار القمح العالمية، تعتقد الوكالة أن تأثير الصراع على الأسعار سيتضاءل على الأرجح في عام 2023، وذلك بالنظر إلى أن قرار روسيا بالانسحاب من صفقة حبوب البحر الأسود أدى إلى زيادة بنسبة 7.2٪ في أسعار القمح بين عشية وضحاها، لكنه لا يزال أقل بكثير من الزيادة بنسبة 78.8٪ التي أعقبت بداية الصراع، ما يشير إلى أن تأثير الصراع على الأسعار العالمية قد انخفض بالفعل في عام 2022.
وتشير تقديرات الوكالة إلى انخفاض بنحو 37.9٪ في إنتاج أوكرانيا من القمح، والذي تتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أنه سيؤدي إلى انخفاض بنسبة 33.7٪ في الصادرات، في المقابل سيشهد العديد من كبار المصدرين العالميين للقمح تحسنًا في الإنتاجية، بما في ذلك روسيا وكندا وأستراليا، وفي حين أن الوجود الروسي المتزايد في الأسواق الدولية قد ضغط بالفعل على الأسعار، فإنه من المتوقع أن تستمر حصتها في السوق في الزيادة بسبب الحصاد القياسي المتوقع عند 91.0 مليون طن، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 21.1٪ على أساس سنوي.
أما على صعيد الاستهلاك العالمي من القمح في عام 2023، فمن المتوقع أن ينخفض بنسبة 2.7٪ على أساس سنوي في الصين وبنسبة 4.9٪ في الهند. وعلى الرغم من أن إنتاج الصين من القمح سيزداد في عام 2023، فإن الأسعار الدولية المرتفعة ستؤدي إلى خفض الاستهلاك الكلي، ما يضع ضغوطًا سلبية على الأسعار العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن توافر الذرة والإنتاج القوي عالميًّا في 2022/ 2023 والذي من المتوقع أن يصل إلى 274 مليون طن، ما يمثل زيادة سنوية بنسبة 1٪، سيؤدي إلى انخفاض الطلب على أعلاف القمح، حيث يتحول المزارعون إلى الذرة.
وعلى المدى الطويل تتوقع الوكالة أن تظل أسعار القمح مرتفعة إلى ما بعد عام 2023، مع توقع انخفاض تدريجي للأسعار إلى 7 دولار للبوشل في عام 2027، ومع ذلك، من المتوقع أن يؤثر المستوى القياسي للإنتاج الروسي على الأسعار في عام 2023.
أخيرًا، كما هو الحال مع جميع السلع الزراعية، لا يزال الطقس يمثل خطرًا كبيرًا على التوقعات، حيث تشكل الظروف الجوية السيئة خطرًا سلبيًا على المحاصيل الزراعية وتوقعات الإنتاج، وعليه فإن الأحوال الجوية السيئة تشكل خطرًا صعوديًا على أسعار القمح العالمية، بغض النظر عن تأثيرها على مستويات الإنتاج الإجمالية.