الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

مناورات شرسة بين "المثلية الجنسية" و"الثقافة العربية" في ملاعب كأس العالم بقطر

مشجع يقتحم ملعب لوسيل
مشجع يقتحم ملعب لوسيل أثناء مباراة البرتغال وأوروجواي

رصدت كاميرات وسائل الإعلام “إصرارًا غريبًا” على الزج بمطالب المثليين وذوي الميول الشاذة، الذين لا يمانعون في إقامة علاقات جنسية مع أي من الجنسين دون تفرقة، والمتحولين جنسيًا داخل المستطيل الأخضر أثناء بطولة كأس العالم التي تستضيفها قطر هذا العام، وذهب الأمر ببعض النشطاء إلى التعبير عن زهوهم بهذه المظاهر التي تضمنت شارات ملونة والعلم الدال على هذه التوجهات.

وغرّد أحدهم بفخر لافت، ويدعى "نيل بنز"، من يوركشاير، قائلًا: "سواء فازت إنجلترا بكأس العالم أم لا، فهي صاحبة المنتخب الوحيد الذي دخل قطر على مستوى عالٍ من مراعاة المساواة وحقوق المرأة وحقوق المثليين".

وأثنى مغردون آخرون على ارتداء بعض اللاعبين شارات تحمل ألوان قوس قزح على الهواء مباشرة حتى بعد أن قيل لهم إنه غير مسموح لهم بذلك، ويبدو أن مجتمع الميم، أو كما يعرف باسم مجتمع "الإل جي بي تي" قد اختار معركته وحدد ملاعب كرة القدم في قطر ميدانًا لها.

لكن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وجهوا انتقادات حادة للنشطاء المثليين، لأنهم يضعون أنفسهم بتصرفاتهم تلك تحت طائلة القانون في قطر.

وانتقد مغرد على “تويتر” الشخص الذي غزا أرض الملعب أثناء مباراة البرتغال والأوروجواي، قائلا: "اعتقد أنه قد ينتحر في زنزانته في غضون 3 أيام على أقصى تقدير.. هل يظن أنه في أوروبا؟!".

وقالت صحيفة "لا ريبوبليكا" إن السلطات القطرية أطلقت سراح مشجّع إيطالي اقتحم ملعب إحدى مباريات كأس العالم وهو يحمل علمًا بألوان "قوس قزح" الذي يرمز للمثليين بعد توقيفه لفترة وجيزة، وفقًا لبيان وزارة الخارجية الإيطالية، الثلاثاء.

وكان المشجع الإيطالي، 35 سنة، قد اقتحم أرض ملعب "لوسيل" لمدة ثلاثين ثانية في الدقيقة الحادية والخمسين من مباراة البرتغال والأوروجواي، مرتديا قميصًا أزرق اللون عليه شعارا "أنقذوا أوكرانيا" من الأمام و"الاحترام للمرأة الإيرانية" من الخلف، وحاملا علم قوس القزح، قبل أن يوقفه عناصر الأمن.

وأضافت وزارة الخارجية الإيطالية: "بعد احتجاز وجيز، أطلقت السلطات سراحه دون عواقب إضافية"، مؤكدة معلومة كانت حصلت عليها وكالة “فرانس برس” من مصدر قطري محلي.

وتثير حقوق المثليين واستخدام علم قوس القزح جدلا خلال كأس العالم في قطر، حيث تُعد المثلية الجنسية سلوكا غير قانوني في البلاد.

وكان كباتن 7 منتخبات أوروبية وغربية يعتزمون ارتداء شارة قوس القزح خلال البطولة ضمن حملة أوسع ضد التمييز ولكنهم عدلوا عن نيتهم في أعقاب تهديدات "فيفا" بتطبيق إجراءات تأديبية بحقهم، بما في ذلك معاقبة اللاعبين بإنذارات حتى قبل بداية المباريات.

ولم تكن هذه المرة الأولى من نوعها بالنسبة لمقتحم الملعب، فقد تبين أن المشجع الإيطالي قام باحتجاجات مماثلة من قبل، وبينها خلال كأس العالم في البرازيل حيث أثار قضية الأطفال الفقراء.

وعبر حسابه على موقع "انستجرام"، نشر صورًا له من داخل ملعب لوسيل في الدوحة وبثت الحادثة لفترة وجيزة فقط على شاشة التلفزيون، قبل أن تبتعد عنها الكاميرات.

وصرح اللاعب البرتغالي روبن نيفيش في مؤتمر صحفي بعد المباراة "نعلم ما يحدث حول كأس العالم هذا.. بالتأكيد، نحن معهم، مع إيران أيضا، مع الإيرانيات.. لذا أتمنى ألا يحدث أي شيء للمشجع المتحمس لأننا نتفهم رسالته واعتقد أن العالم كله يتفهمها".

ويبدو أن القضايا المتعلقة بـ"مجتمع الميم" في قطر لن تنتهِ، خلال مباريات كأس العالم منذ أن بدأت في 20 نوفمبر الجاري.

وسلطت شبكة "سي إن إن" في تقرير، الضوء على حادثة جرت مع اثنين من المشجعين كانا يرتديان شارات عليها ألوان قوس القزح.

وقال المشجعان الألمان لشبكة "سي إن إن" إن مسؤولي الأمن طلبوا منهم خلع الشارات التي عليها ألوان قوس القزح، بينما كانا في طريقهما لمشاهدة المباراة بين فرنسا والدنمارك.

وكانت "سي إن إن" شاهدة على الواقعة التي اختتمت على رصيف محطة مترو مشيرب بالدوحة، حيث رفض بنجت كونكيل، الذي كان يرتدي عصابة رأس بلون قوس قزح، وصديقه، الذي كان يرتدي شارة ذات لون مماثل، تسليم شارات قوس القزح التي ترمز إلى مجتمع المثليين، للأمن، ولم تترك مجموعة من حراس الأمن، الشابان، إلا بعد وضعا الشارات في جيوبهما -وفقا لكونكيل- ثم سمح الأمن لكل من كونكيل وصديقه بالذهاب إلى المباراة.

وأمام ملعب "974"، وضع كونكيل عصبة يده من جديد وسار باتجاه الأمن وتم استيقافه عدة مرات من قبل عناصر الأمن، قبل وصوله إلى مقعده واضعا الشارة مجتمع الميم على يده في نهاية المطاف.

وفي وقت سابق من نوفمبر، أعلن الاتحاد الويلزي لكرة القدم أن المشجعين في قطر سُمح لهم بحمل الأعلام والقبعات الملونة بألوان قوس قزح (التي ترمز إلى المثليين) في الملاعب التي تستضيف كأس العالم بعدما تم سابقا مصادرتها على مداخل الملاعب.

كما شهدت الأيام الأولى لمونديال قطر جدلا واسعا حول حقوق المثليين المحظورة في الدولة الخليجية، حيث طُلب من المشجعين خلع أي قطع من الملابس تؤشر إلى المثلية.

وفي 26 نوفمبر، كشف الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن الاتحاد الدولي، فيفا، هدد بفرض عقوبات على اللاعبين الذين يرتدون شارة قوس القزح "حب واحد" الداعمة للمثليين، خلال مباريات كأس العالم 2022 في قطر.

وأعلنت سبعة منتخبات أوروبية، من بينها إنجلترا، أنها تخلت عن خطتها بارتداء شارة تحمل شعار قوس القزح عقب تهديدات من فيفا بإجراءات تأديبية.

وقام لاعبو ألمانيا "بكمّ أفواههم" خلال صورة الفريق قبل الهزيمة المفاجئة الأربعاء 2-1 أمام اليابان، تزامنا مع بيان صادر عن الاتحاد الألماني لكرة القدم يقول فيه إن "حقوق الإنسان غير قابلة للتفاوض"، مؤكدا أنه سيحقق فيما إذا كان تهديد اللاعبين من قبل الفيفا بسبب ارتداء الشارة قانونيًا.