«أزمات وهفوات».. كشف حساب مهرجان القاهرة السينمائي في دورته 44
يمر اليوم أسبوع كامل على انطلاق مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ44، والذي انطلق يوم الأحد الماضي بحفل افتتاح وصفه البعض بـ"الباهت"، مقارنة بالدورات السابقة، نظرا لغياب عدد كبير من النجوم وتجاهل دعوة الكثيرين من صناع السينما المصرية.
ويرصد "الرئيس نيوز" أبرز أخطاء مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ44، والتي يرأسها الفنان حسين فهمي، وأهم الملفات التي أخفق بها رئيس المهرجان وإدارته التابعة.
عدم تطبيق نظام الـ"دريس كود" ودعوة راقصات وأنفلونسر
البداية كانت حفل الافتتاح، والذي أقيم بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية يوم الأحد الماضي، وقد خرج الحفل باهتا في كافة تفاصيلة، ويرجع ذلك لغياب عدد كبير من نجوم السينما الذين لم يتم دعوتهم، في مقابل توجيه الدعوة لراقصات وأنفلونسر وأشخاص ليس لهم أي علاقة بالسينما.
إضافة إلى عدم قدرة إدارة المهرجان على تطبيق القرار الصادر من رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي بشأن الـ"دريس كود" الخاص بالمهرجان، إذ تجاهل أغلب الحضور قرار رئيس المهرجان ولم يلتزموا بـ"الدريس كود"، إضافة إلى توجيه دعوة حضور حفل الافتتاح إلى الراقصة جوهرة، وعدد من الأنفلونسرز أبرزهم، وليد ليدو وجورجينا طواف، في حين لم يتم توجيه الدعوة لعدد كبير من النجوم، ومن أبرزهم محمد هنيدي وأحمد رزق وأحمد السقا وأحمد عز وغيرهم.
فشل تحقيق المفاجأة التي تم الإعلان عنها بحضور النجم العالمي "ريتشارد جير"
برغم إعلان الفنان حسين فهمي عن وجود مفاجأة في حفل افتتاح المهرجان بدورته الـ44، وهي وجود النجم العالمي ريتشارد جير في حفل الافتتاح، إلا أن المفاجأة لم تتحقق، ولم يأتي النجم العالمي لحضور المهرجان، كما كان يروج رئيس المهرجان حتى الساعات الأخيرة قبل انطلاقه.
تجاهل ذكرى سعد الدين وهبة الـ25
الغريب أن رئيس المهرجان حسين فهمي، تجاهل تماما تكريم اسم الأديب والكاتب الراحل سعد الدين وهبة، وبرغم أن شهر نوفمبر 2022 يشهد مرور الذكرى الـ25 لرحيل الكاتب الراحل، وهو أحد رواد ورموز المهرجان، فإن إدارة المهرجان لم تقيم له أي فاعلية على هامش المهرجان، بعدما خاض معارك صحفية كبيرة لمدة 5 سنوات متواصلة، لإعادة الصفة الدولية بعد سحبها من المهرجان.
ويقول الناقد الفني عماد يسري في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز"، إن حسين فهمي تجاهل دعوة الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، زوجة الأديب والكاتب الراحل سعد الدين وهبة، مشيرا أنه كان من المفترض أن يتذكر حسين فهمي دور سعد الدين وهبة، ويقيم فعالية على هامش المهرجان لتخليد ذكراه وتعريف الأجيال الجديدة بدوره، خاصة أنه صاحب فكرة عمل كتب عن المكرمين في المهرجان وأول من طبقها كما أنه صاحب فكرة تكريم النجوم المصريين والسينمائيين في المهرجان، وأيضا هو الذي أعاد الصفة الدولية للمهرجان بعد سحبها لمدة 5 سنوات.
تكريم لبلبة للمرة الثانية وتجاهل نجوى فؤاد
كما تجاهلت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي دعوة الفنانة القديرة والمنتجة السينمائية نجوى فؤاد، وقاموا بتكريم الفنانة لبلبة برغم تكريمها منذ 9 سنوات في المهرجان، وتغافل رئيس المهرجان الدور الذي لعبته نجوى فؤاد في استضافة المهرجان بدوراته الأولى في احدى فنادق زوجها، والمشاركة في تأسيسه.
الإعلان الوهمي عن معرض ملابس عمر الشريف
أعلن رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي قبل انطلاق المهرجان، أنه بالاتفاق مع طارق نجل النجم المصري العالمي عمر الشريف، سيقام على هامش فعاليات المهرجان معرض لملابس والده النجم الكبير عمر الشريف، وبالفعل استلم طقمان من ملابس النجم عمر الشريف، الأول ارتداه في فيلم "دكتور زيفاجو"، والثاني من فيلم "الفتاة المرحة"، ونشر صوره مع الملابس في مقر المهرجان، ومع بداية الفعاليات فوجئ الحصور بعدم وجود المعرض، وعندما تساءل الجمهور أعلن حسين فهمي أن نجل عمر الشريف رفض إرسال الملابس.
أزمة تدوينة مدير المهرجان “عزوة السجادة الحمراء” وإقالة مدير المركز الصحفي
إضافة إلى كل ما سبق، لا يمكن تجاهل الأزمات التي ظهرت في المهرجان من خلال بعض العاملين به، وهي الأزمات التي أثارت جدلا واسعا قبل انطلاق المهرجان وبعد انطلاقه، وعلى سبيل المثال أزمة إقالة مدير المركز الصحفي الكاتب محمد عبدالرحمن قبل انطلاق المهرجان بيوم واحد فقط، وذلك إثر خلافات داخلية بين فريق العمل بسبب توجيه الدعوات.
كما أثار أمير رمسيس مدير المهرجان الجدل، بعد كتابته تدوينة مرفقة بصورة لبعض المصلين على السجادة الحمراء، أثناء تأدية صلاة الجمعة، وكتب عليها:"غزوة السجادة الحمراء"، وهو ما أغضب الكثيرين، ليقوم أمير رمسيس بعدها بحذف المنشور وكتابة اعتذار عما بدر منه.
الأفلام الممنوعة عن الجمهور وتعرض للنقاد والصحفيين فقط
من أبرز الأزمات التي واجهت المهرجان في دورته الـ44، هو منع عرض 6 أفلام للجمهور، في حين أتاحت إدارة المهرجان هذه الأفلام للصحفيين والنقاد، وجاءت أسباب منع هذه الأفلام كونها تحتوي على مشاهد جنسية أو تناقش قضايا تخص علاقات مثلية أو أبطالها عابرين جنسيا، وقررت إدارة المهرجان أن هذه الأفلام لا تعرض للجمهور العام وفقا لقانون الرقابة وليس قرارا من إدارة المهرجان كما يقول البعض، فالرقابة تحدد أن العرض يكون فقط للنقاد والصحفيين أم عرض عام حسب محتوى الأعمال.
قائمة الأفلام
"عندي أحلام كهربائية"، ويعرض الفيلم في مسابقة أسبوع النقاد الدولة إخراج فالنتينا موريل، إنتاج بلجيكا، كوستاريكا، مدته 102 دقيقة، وتدور أحداث الفيلم حول "إيفا" فتاة في السادسة عشر من عمرها قوية الشخصية وقلقة للغاية، تعيش مع أمها وأختها الصغرى وقطهن، لكنها تريد أن تعيش مع والدها المنفصل عنهن، تتشبث به لكنها تفاجأ بمروره بمرحلة مراهقة متأخرة.
"أرض المرح" الفيلم الباكستاتني JOY LAND ويعرض ضمن مسابقة أسبوع النقاد الدولة، للمخرج صايم صادق، وتدور قصته حول رغبة كبير عائلة "رنا" المحافظة في مولد حفيد ذكر للحفاظ على اللقب والممتلكات، ينضم ابنه الأصغر سرا إلى فرقة للرقص الإيروتيكي، ويقع في حب نجمة طموحة عابرة جنسيا، قصة حب مستحيلة تكشف تدريجيا عن رغبة أسرة تقليدية، ترمز بوضوح للمجتمع الباكستاني المحافظ في التمرد على سنوات من الكبت الجنسي والقيود والعادات والتقاليد.
الفيلم الكندي “The young arsonists” واحد من الأفلام الممنوعة للعرض للجمهور العادي، هو إنتاج كندي من إخراج شيلا بي، تدور أحداث الفيلم في الثمانينات في أحد المجتمعات الزراعية المعزولة بكندا الريفية، تستولي 4 مراهقات تعاني كل منهن من مشكلة نفسية مختلفة على منزل قديم ويتعاملن على أساس أنه ملكهن، ينقل الفيلم مغامرات الفتيات الأربعة حيث اخترن منزلا متهالكا ليكون مقرهن الجديد، وتٌختبر صداقتهن وقدرتهن على الدفاع عن بعضهن البعض وعن وطنهن المختار، زتسقط العديد من الأقنعة لتكشف الكثير من النوايا.
فيلم “Something you said last night”، وهو فيلم كندي سويسري من إخراج لويس دي فيليبس، وتدور القصة حول "رين" الكاتبة الطموحة التي تطرد من وظيفتها، وتقرر مرافقة عائلتها في إجازة. وفي تلك الأثناء تتمزق "رين" بين رغبتها في الاستقلال وتحقيق الذات وبين حاجتها للشعور بحب ودعم عائلتها خاصة بعد عبورها جنسيا.
فيلم “بركة العروس” يشارك الفيلم في المسابقة الدولة، من إخراج إلينورا فينينوفا إنتاج مقدونيا، تدور أحداثه حول المصورة "آن" وزوجها فيليب أستاذ الجامعة، حيث يمضيان وقتا في منزلهما الصيفي، وتأتي مايا الابنة المراهقة لأحد أصدقائهما لتمكث معهما. الصورة الواضحة أن "آن وفيليب" سعيدين في زواجهما إلى أن يكتشف الزوج أن زوجته تأخذ حبوب منع الحمل، وذات ليلة تعود الشابة مايا إلى المنزل وتتبادل قبلة مع "آن" ويفضي اسلوب فيليب الصامت العنيف وافتتان مايا بآن إلى مشاجرات وبمرجد ما تكتشف الحقائق يصبح زواج آن وفيليب في مأزق، كما توجه مايا اهتمامها إلى فيليب لتثير غيرة "آن" وهو ما يعمق أزمة الزوجين أكثر ويصبح زواجهما مثلث عاطفي معقد بعل فتاة مراهقة.
فيلم "R.M.N"، يعرض الفيلم في القسم الرسمي خارج المسابقة من إخراج كريستيان مونجيو، ويحكي الفيلم عن "ماتياس" اذلي يترك عمله في ألمانيا قيل أيام قليلة من احتفالات الكريسماس ويعود لقريته متعددة الأعراق في ترانسيلفانيا، ليهت مأكثر بتعيلم ابنه رودي الذي تركه طويلا تحت رعاية والدته، وأيضا ليهتم بوالده العجوز، وحين يتم تعيين عدد من العمال الجدد المختلفين عريقا في مصنع حبيبته السابقة "سيلا" يهتز الثبات الاجتماعي الهتش لتلك القرية متعددة الأسول، وتثار عدة مخاوف وإحباطات ليدخل "ماتياس" مباشرة في مواجهة هذا الوضع الذي يوشك على الاشتعال.
إيجابيات القاهرة السينمائي الدولي
لا يمكن إنكار وجود إيجابيات في الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومن أبرزها تنوع الأفلام المشاركة سواء في المسابقات أو الأفلام التي تعرض فقط ضمن الفاعليات، إضافة إلى التنظيم الجيد لكافة الفعاليات المقامة على هامش المهرجان، وإقامة عدد من الندوات والـ"ماستر كلاس" الذي استفاد منها صناع السينما المشاركين.
كما أتاح المهرجان هذا العام عدد كبير من الأفلام العالمية التي تعرض لأول مره في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ وصل عدد الأفلام المشاركة في المهرجان إلى 100 فيلم، إضافة إلى عرض النسخ المرممة من بعض الأفلام المصرية التراثية القديمة، وكان أخرها فيلم “أغنية على الممر”.