الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

التنكيل بالفلسطينيين ونووي إيران.. أبرز عناوين المشهد الإسرائيلي مع ‏عودة نتنياهو للحكومة

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

تطورات متلاحقة قد تشهدها فلسطين المحتلة خلال الفترة القليلة المقبلة، ‏خاصة بعدما أظهرت النتائج النهائية للانتخابات فوز تكتل بنيامين نتنياهو ‏بـ64 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا، مما يعني أن الطريق ‏أمام عودة نتنياهو للسياسية باتت ممهدة للغاية.‏

ووفق التقارير فإن تكتل نتنياهو يمثل أربعة أحزاب على رأسها حزبا ‏‏"الصهيونية المتدينة"، وحزب "القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن غفير.‏

فيما قال مراقبون إن فوز تكتل نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، هو ‏صعود غير مسبوق لليمين المتطرف، وتوغل للأصولية الدينية اليهودية، ‏ودعم للتوجهات المسيانية، وحضور لليمين الفاشي الاستيطاني والكاهانية ‏بمفرداتها وممارساتها وخطابها الخطير. ‏

ووفق موقع "القدس العربي" فمن المتوقع أن تتشكل الحكومة السادسة ‏التي سيرأسها بنيامين نتنياهو والتي ستكون أكثر حكومة يمينية متطرفة ‏في تاريخ إسرائيل، هذه الحكومة التي تؤمن بالاستعلاء اليهودي القومجي ‏والديني تتبنى خطابا ولغة توراتية أصولية وقادرة على تشريع موجة ‏جديدة من القوانين العنصرية واتخاذ قرارات خطيرة جدا‎.‎

أنصار حزب "الصهيونية المتدينة"

مهلة 28 يومًا ‏

وبعد إعلان نتائج الانتخابات، ستبدأ المشاورات مع الأحزاب والائتلافات ‏يوم التاسع من نوفمبر، وعند تكليف شخص لتشكيل الحكومة والأقرب ‏هو نتنياهو سيمنح 28 يوما لهذه المهمة.‏

وفي حال فشل نتنياهو سيجري التمديد له 14 يوما، فيما يشير متابعون ‏إلى أنه شرع بالفعل في المشاورات قبل أن تظهر النتائج الرسمية.‏

وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، يائير لبيد، نتنياهو، ثم ‏كتب أن "دولة إسرائيل فوق أي حساب أتمنى التوفيق لنتنياهو والنجاح ‏لشعب إسرائيل ودولة إسرائيل".‏

وأبلغ لبيد نتنياهو بأنه أصدر تعليماته إلى مكتبه بالكامل للتحضير لانتقال ‏منظم للسلطة. ‏

وصوت الإسرائيليون، الثلاثاء، لانتخاباتهم التشريعية الخامسة خلال ‏ثلاث سنوات ونصف في دولة منقسمة سياسيًا تسعى من أجل تشكيل ‏تحالفات أو الحفاظ عليها. ‏ 

بنيامين نتنياهو

سياسات متوقعة من نتنياهو

وبنجاح نتنياهو في تشكيل الحكومة، ستكون تلك الحكومة من أكثر ‏الحكومات تطرفًا لكون تحالف نتنياهو السياسي يضم شخصيات يمينية ‏متطرفة، تدعو التوسع في الاستيطان وإنكار الحقوق الفلسطينية، ‏والتشجيع على التنكيل بهم. وقد كشفت تلك الأحزاب عن برامجها ‏الانتخابية أمام جمهورها المتطرف، وأكدت حرصها على الاستمرار في ‏سياسة التوسع الاستيطاني، وتمرير مشاريع جديدة، ونهب أكثر لأراضي ‏الفلسطينيين، والاستمرار في نهج القبضة الحديدية في التعامل مع ‏الفلسطينيين.‏

ووفق تقارير، فلم يفاجئ الشارع الفلسطيني من صعود أحزاب اليمين ‏المتطرف، وهناك توقعات بان حكومة نتنياهو المقبلة ستتشدد في إنكار ‏أي حقوق أو الاعتراف بوجود فلسطيني رسمي في القدس المحتلة، ‏علاوة عن اشتراكهم في السياسات الاحتلالية القائمة على القمع والقتل، ‏وهو ما ظهر في خطابات قادة هذه الأحزاب أثناء الدعاية الانتخابية، ما ‏يؤكد أن التغيير الإسرائيلي في الحكومات والخاص بالملف الفلسطيني، ‏يكون فقط تغيير وجوه لا تغيير سياسات.‏

كان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية قال معلقا على الانتخابات ‏الإسرائيلية إن هذه الانتخابات لن تأتي بشريك للسلام، مطالبا دول العالم ‏أن تطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم أن يقف ويعلن أنه جاهز ‏لإنهاء الاحتلال، وأنه جاهز لإنهاء الصراع، وأن يعلن التزامه بحل ‏الدولتين على أساس الشرعية الدولية، لافتا إلى أن الفرق بين الأحزاب ‏الإسرائيلية كما الفرق بين الببسي كولا والكوكاكولا.‏

أكد اشتية أن صعود الأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة في الانتخابات ‏الإسرائيلية كان نتيجة طبيعية لتنامي مظاهر التطرف والعنصرية في ‏المجتمع الإسرائيلي، والتي يعاني منها شعبنا منذ سنوات؛ تقتيلا، ‏واعتقالا، وتغولا استيطانيا، واستباحة للمدن والقرى والبلدات، وإطلاق ‏العنان للمستوطنين وجنود الاحتلال لارتكاب جرائمهم.‏

وأكد أنه لم تكن هناك أي أوهام فلسطينية بإمكانية أن تفرز صناديق ‏الاقتراع في الانتخابات الإسرائيلية شريكا للسلام في ضوء ما يعانيه ‏الشعب الفلسطيني، من سياسات وممارسات عدوانية، لا تقيم وزنا ‏للقرارات والقوانين الدولية.‏

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية

موقف فتح وحماس من عودة نتنياهو ‏

بدوره قال المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك: "إن توجُه المجتمع ‏الإسرائيلي باتجاه التطرف، واختيار الأحزاب اليمينية الإرهابية لن يحقق ‏الأمن والاستقرار"، وأكد أن جميع الحكومات اليمينية السابقة فشلت في ‏تغيير الوعي الفلسطيني ومحاولات تقديم الرشاوي الاقتصادية، الأمن ‏والاستقرار يتحققان بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والانسحاب من ‏الأراضي المحتلة.‏

أما حركة حماس فعلقت على الانتخابات على لسان الناطق باسمها حازم ‏قاسم، الذي أكد أن الانتخابات جرت بين أحزاب اليمين الصهيوني ‏المتطرف والأكثر تطرفًا، وقال إنها تجمع على استمرار العدوان على ‏شعبنا، مؤكدا أن التعويل على نتائج الانتخابات يعد غباء سياسيا، وقال ‏إن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله المشروع ضد الاحتلال في كل ‏الأحوال، وأضاف: "المقاومة هي القادرة على دفع الاحتلال للتراجع ‏وصولًا لدحره عن كامل أرضنا الفلسطينية".‏

أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، قال إن صعود تيار ‏اليمين المتطرف في انتخابات الكنيست، عبر بوضوح عن انزياح ‏المجتمع الصهيوني نحو التطرف والعنصرية، في رسالة واضحة لكل ‏اللاهثين والواهمين خلف سراب التسوية، مؤكدا أن دولة الاحتلال لا ‏تؤمن بالتسوية إلا بمقدار ما تحققه من مصالح لها ولمستوطنيها وللأمن ‏القومي الصهيوني.‏

عباس وهنية

الموقف من إيران

وبشأن الموقف من إيران، رجح وزير الاستيطان الإسرائيلي السابق ‏تساحي هنجبي، إقدام تل أبيب على شن هجوم على إيران خلال فترة ‏الحكومة المتوقع تشكيلها من قبل بنيامين نتنياهو في فترة ولايته القادمة.‏

وقال في مقابلة مع قناة "القناة 12" الإسرائيلية: "حسب تقديري، فإن ‏نتنياهو سيعمل في فترة حكومته القادمة على تدمير المنشآت النووية ‏الإيرانية، ولن يكون خيارا غير ذلك"، وقد أرجع تقديره إلى معرفته ‏بنتنياهو على مدى 30 عاما.‏

أضاف: "لقد نسينا المفاوضات التي جرت بين إيران والقوى الكبرى ‏بعدما توقفت فعليا". وأوضح أنه في حال لم تنته تلك المفاوضات باتفاق ‏ولم تتحرك الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مستقل، فإن نتنياهو سيعمل ‏على تدمير المنشآت النووية في إيران.‏

وذكر أنه "في حال لم ينفذ نتنياهو ذلك فإن إسرائيل ستواجه تهديدا ‏وجوديا، كما نقلت تصريحاته وسائل إعلام فلسطينية".‏

وفي مايو الماضي، أجرى جيش الاحتلال مناورات عسكرية أطلق عليها ‏‏"عربات النار" تحاكي هجوما واسعا على إيران، كما جرى الاستعداد ‏لأي سيناريو ضد إسرائيل. ‏

لكن إسرائيل تدرك أن أي خطوة عسكرية ضد المنشأت النووية الإيرانية ‏سيقابل بردود فعل عنيفة من قبل إيران ووكلائها في المنطقة، "حزب ‏الله" في لبنان، و"الحوثي" في اليمن، و"الحشد الشعبي" في العراق.‏

وقد هددت إيران بذلك خلال وقت سابق، وقالت إن أي إقبال على أفعال ‏غير محسوبة تجاه البرنامج النووي الخاص بها، سيقالبل برد فعل عنيف. ‏