التنكيل بالفلسطينيين ونووي إيران.. أبرز عناوين المشهد الإسرائيلي مع عودة نتنياهو للحكومة
تطورات متلاحقة قد تشهدها فلسطين المحتلة خلال الفترة القليلة المقبلة، خاصة بعدما أظهرت النتائج النهائية للانتخابات فوز تكتل بنيامين نتنياهو بـ64 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا، مما يعني أن الطريق أمام عودة نتنياهو للسياسية باتت ممهدة للغاية.
ووفق التقارير فإن تكتل نتنياهو يمثل أربعة أحزاب على رأسها حزبا "الصهيونية المتدينة"، وحزب "القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن غفير.
فيما قال مراقبون إن فوز تكتل نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، هو صعود غير مسبوق لليمين المتطرف، وتوغل للأصولية الدينية اليهودية، ودعم للتوجهات المسيانية، وحضور لليمين الفاشي الاستيطاني والكاهانية بمفرداتها وممارساتها وخطابها الخطير.
ووفق موقع "القدس العربي" فمن المتوقع أن تتشكل الحكومة السادسة التي سيرأسها بنيامين نتنياهو والتي ستكون أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل، هذه الحكومة التي تؤمن بالاستعلاء اليهودي القومجي والديني تتبنى خطابا ولغة توراتية أصولية وقادرة على تشريع موجة جديدة من القوانين العنصرية واتخاذ قرارات خطيرة جدا.
مهلة 28 يومًا
وبعد إعلان نتائج الانتخابات، ستبدأ المشاورات مع الأحزاب والائتلافات يوم التاسع من نوفمبر، وعند تكليف شخص لتشكيل الحكومة والأقرب هو نتنياهو سيمنح 28 يوما لهذه المهمة.
وفي حال فشل نتنياهو سيجري التمديد له 14 يوما، فيما يشير متابعون إلى أنه شرع بالفعل في المشاورات قبل أن تظهر النتائج الرسمية.
وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، يائير لبيد، نتنياهو، ثم كتب أن "دولة إسرائيل فوق أي حساب أتمنى التوفيق لنتنياهو والنجاح لشعب إسرائيل ودولة إسرائيل".
وأبلغ لبيد نتنياهو بأنه أصدر تعليماته إلى مكتبه بالكامل للتحضير لانتقال منظم للسلطة.
وصوت الإسرائيليون، الثلاثاء، لانتخاباتهم التشريعية الخامسة خلال ثلاث سنوات ونصف في دولة منقسمة سياسيًا تسعى من أجل تشكيل تحالفات أو الحفاظ عليها.
سياسات متوقعة من نتنياهو
وبنجاح نتنياهو في تشكيل الحكومة، ستكون تلك الحكومة من أكثر الحكومات تطرفًا لكون تحالف نتنياهو السياسي يضم شخصيات يمينية متطرفة، تدعو التوسع في الاستيطان وإنكار الحقوق الفلسطينية، والتشجيع على التنكيل بهم. وقد كشفت تلك الأحزاب عن برامجها الانتخابية أمام جمهورها المتطرف، وأكدت حرصها على الاستمرار في سياسة التوسع الاستيطاني، وتمرير مشاريع جديدة، ونهب أكثر لأراضي الفلسطينيين، والاستمرار في نهج القبضة الحديدية في التعامل مع الفلسطينيين.
ووفق تقارير، فلم يفاجئ الشارع الفلسطيني من صعود أحزاب اليمين المتطرف، وهناك توقعات بان حكومة نتنياهو المقبلة ستتشدد في إنكار أي حقوق أو الاعتراف بوجود فلسطيني رسمي في القدس المحتلة، علاوة عن اشتراكهم في السياسات الاحتلالية القائمة على القمع والقتل، وهو ما ظهر في خطابات قادة هذه الأحزاب أثناء الدعاية الانتخابية، ما يؤكد أن التغيير الإسرائيلي في الحكومات والخاص بالملف الفلسطيني، يكون فقط تغيير وجوه لا تغيير سياسات.
كان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية قال معلقا على الانتخابات الإسرائيلية إن هذه الانتخابات لن تأتي بشريك للسلام، مطالبا دول العالم أن تطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم أن يقف ويعلن أنه جاهز لإنهاء الاحتلال، وأنه جاهز لإنهاء الصراع، وأن يعلن التزامه بحل الدولتين على أساس الشرعية الدولية، لافتا إلى أن الفرق بين الأحزاب الإسرائيلية كما الفرق بين الببسي كولا والكوكاكولا.
أكد اشتية أن صعود الأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة في الانتخابات الإسرائيلية كان نتيجة طبيعية لتنامي مظاهر التطرف والعنصرية في المجتمع الإسرائيلي، والتي يعاني منها شعبنا منذ سنوات؛ تقتيلا، واعتقالا، وتغولا استيطانيا، واستباحة للمدن والقرى والبلدات، وإطلاق العنان للمستوطنين وجنود الاحتلال لارتكاب جرائمهم.
وأكد أنه لم تكن هناك أي أوهام فلسطينية بإمكانية أن تفرز صناديق الاقتراع في الانتخابات الإسرائيلية شريكا للسلام في ضوء ما يعانيه الشعب الفلسطيني، من سياسات وممارسات عدوانية، لا تقيم وزنا للقرارات والقوانين الدولية.
موقف فتح وحماس من عودة نتنياهو
بدوره قال المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك: "إن توجُه المجتمع الإسرائيلي باتجاه التطرف، واختيار الأحزاب اليمينية الإرهابية لن يحقق الأمن والاستقرار"، وأكد أن جميع الحكومات اليمينية السابقة فشلت في تغيير الوعي الفلسطيني ومحاولات تقديم الرشاوي الاقتصادية، الأمن والاستقرار يتحققان بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والانسحاب من الأراضي المحتلة.
أما حركة حماس فعلقت على الانتخابات على لسان الناطق باسمها حازم قاسم، الذي أكد أن الانتخابات جرت بين أحزاب اليمين الصهيوني المتطرف والأكثر تطرفًا، وقال إنها تجمع على استمرار العدوان على شعبنا، مؤكدا أن التعويل على نتائج الانتخابات يعد غباء سياسيا، وقال إن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله المشروع ضد الاحتلال في كل الأحوال، وأضاف: "المقاومة هي القادرة على دفع الاحتلال للتراجع وصولًا لدحره عن كامل أرضنا الفلسطينية".
أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، قال إن صعود تيار اليمين المتطرف في انتخابات الكنيست، عبر بوضوح عن انزياح المجتمع الصهيوني نحو التطرف والعنصرية، في رسالة واضحة لكل اللاهثين والواهمين خلف سراب التسوية، مؤكدا أن دولة الاحتلال لا تؤمن بالتسوية إلا بمقدار ما تحققه من مصالح لها ولمستوطنيها وللأمن القومي الصهيوني.
الموقف من إيران
وبشأن الموقف من إيران، رجح وزير الاستيطان الإسرائيلي السابق تساحي هنجبي، إقدام تل أبيب على شن هجوم على إيران خلال فترة الحكومة المتوقع تشكيلها من قبل بنيامين نتنياهو في فترة ولايته القادمة.
وقال في مقابلة مع قناة "القناة 12" الإسرائيلية: "حسب تقديري، فإن نتنياهو سيعمل في فترة حكومته القادمة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية، ولن يكون خيارا غير ذلك"، وقد أرجع تقديره إلى معرفته بنتنياهو على مدى 30 عاما.
أضاف: "لقد نسينا المفاوضات التي جرت بين إيران والقوى الكبرى بعدما توقفت فعليا". وأوضح أنه في حال لم تنته تلك المفاوضات باتفاق ولم تتحرك الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مستقل، فإن نتنياهو سيعمل على تدمير المنشآت النووية في إيران.
وذكر أنه "في حال لم ينفذ نتنياهو ذلك فإن إسرائيل ستواجه تهديدا وجوديا، كما نقلت تصريحاته وسائل إعلام فلسطينية".
وفي مايو الماضي، أجرى جيش الاحتلال مناورات عسكرية أطلق عليها "عربات النار" تحاكي هجوما واسعا على إيران، كما جرى الاستعداد لأي سيناريو ضد إسرائيل.
لكن إسرائيل تدرك أن أي خطوة عسكرية ضد المنشأت النووية الإيرانية سيقابل بردود فعل عنيفة من قبل إيران ووكلائها في المنطقة، "حزب الله" في لبنان، و"الحوثي" في اليمن، و"الحشد الشعبي" في العراق.
وقد هددت إيران بذلك خلال وقت سابق، وقالت إن أي إقبال على أفعال غير محسوبة تجاه البرنامج النووي الخاص بها، سيقالبل برد فعل عنيف.