التحكيم العربي في المونديال.. مسيرة مميزة شهدت هدف مارادونا الشهير وإدارة نهائي فرنسا 98
يشهد مونديال قطر 2022 مشاركة قوية للتحكيم العربي، بحضور 13 حكما عربيا، 3 منهم للساحة و7 مساعدين و3 لتقنية الفيديو (VAR).
وتأتي تلك المشاركة القوية امتدادا لمسيرة الحكام العرب أصحاب البصمات المميزة في النسخ السابقة لبطولة كأس العالم.
وسيشارك في مونديال قطر حكام الساحة: القطري عبد الرحمن الجاسم، والإماراتي محمد عبد الله حسن، والجزائري مصطفى غربال.
أمّا المساعدون فهم القطريان طالب المري، وسعود أحمد، والمصري محمود أبو الرجال، والإماراتيان محمد الحمادي وحسن المهري، والجزائريان مقران قوراري، وعبد الحق إيتشعلي.
أما حكام تقنية الفيديو فهم القطري عبد الله المري، والمغربيان رضوان جيد، وعادل زوراق.
أول حضور عربي
ويحمل التاريخ مشاركات تحكيمية عربية مميزة منذ عام 1934 والذي شهد أول حضور عربي عبر المصري يوسف محمد.
وجاءت أول مشاركات التحكيم العربي في النسخة الثانية من كأس العالم عام 1934 والذي استضافته إيطاليا.
أدار الحكم المصري يوسف محمد مباراة تشيكوسلوفاكيا وسويسرا كحكم راية وأنهاها الأول 3 - 1 ليتأهل لنصف النهائي.
غياب 32 عاما
وغاب التحكيم العربي سواء ساحة أو راية عن المونديال لمدة بلغت 32 عامًا، ليعاود الظهور في نهائيات مونديال إنجلترا 1966، عبر المصري علي قنديل والذي يعد أول حكم ساحة عربي مونديالي، حيث أدار مباراة كوريا الشمالية وتشيلي بدور المجموعات وانتهت بالتعادل 1 - 1.
وعاد نفس الحكم للمشاركة في نسخة 1970 بالمكسيك، وتحديدا في إدارة مباراة صاحب الأرض أمام السلفادور في دور المجموعات، والتي انتهت بفوز منتخب المكسيك برباعية نظيفة.
وانفردت مصر بالحضور العربي المونديالي في مونديال ألمانيا عام 1974، عندما قاد محمود مصطفى كامل مواجهة ألمانيا الغربية وأستراليا وحسمها أصحاب الأرض 3 - 0.
وفي مونديال الأرجنتين عام 1978، أصبح السوري فاروق بوظو أول حكم عربي آسيوي يدير مباراة في النهائيات، حين أدار مواجهة بين المنتخب الألماني حامل اللقب مع المكسيك في المجموعة الثانية، والتي انتهت بفوز عريض لمنتخب ألمانيا 6 - 0.
طفرة التحكيم العربي
وفي مونديال 1982، حدثت طفرة للتحكيم العربي بمشاركة 3 حكام عرب هم البحريني إبراهيم الضوي، والليبي يوسف الغول، والجزائري بلعيد لاكارن.
وشهد مونديال المكسيك 1986 ظهور أول حكم سعودي في المونديال، وهو فلاج الشنار، بالإضافة للسوري جمال الشريف، والتونسي علي بن ناصر.
وأدار الشنار مواجهة وحيدة بين كوريا الجنوبية وبلغاريا، فيما أدار الشريف لقاء المجر ضد كندا ولقاء إنجلترا ضد الباراجواي، ليصبح أول حكم عربي يدير مباراتين في المونديال.
هدف مارادونا الشهير
أما بن ناصر فأدار مباراة بولندا والبرتغال ثم أدار المباراة الشهيرة بين إنجلترا والأرجنتين في ربع النهائي، والتي شهدت الهدف الذي سجله الأرجنتيني دييجو مارادونا بيده في مرمى الحارس الإنجليزي ليتعرض الحكم التونسي لانتقادات حادة.
وشهدت نسخة مونديال إيطاليا 1990 مشاركة 4 حكام عرب هم التونسي ناجي الجويني، والسوري جمال الشريف، وحكمان مساعدان، الجزائري محمد حنصال والبحريني جاسم مندي.
وشهدت نسخة أمريكا 1994 ظهور الحكم الإماراتي علي بوجسيم في كأس العالم إلى جانب استمرار الشريف والجويني.
وأدار الشريف مباراتي رومانيا 3 - 1 كولومبيا ومباراة روسيا 6 - 1 الكاميرون، بينما أدار الجويني مباراة رومانيا 1 - 4 سويسرا، ومباراة بلغاريا 3 - 0 الأرجنتين.
وأدار بوجسيم مباراة بلغاريا 4-0 اليونان في دور المجموعات، ثم تولى مباراة المكسيك وبلغاريا بدور ال16 وشهدت فوز بلغاريا بركلات الترجيح وبعد ذلك أدار مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين السويد وبلغاريا، والتي انتهت بفوز السويد برباعية نظيفة.
نهائي بتحكيم عربي
مونديال فرنسا 1998 كان استثنائيا للتحكيم العربي، حيث شهد مشاركة 4 حكام، هم المغربي سعيد بلقولة، والمصري جمال الغندور، والسعودي عبد الرحمن الزيد، والإماراتي علي بوجسيم.
وعرفت هذه النسخة إنجازا بتحكيم عربي للمباراة النهائية لأول مرة، بعدما تم اختيار بلقولة لإدارة مباراة فرنسا والبرازيل في نهائي المونديال الذي انتهى بفوز فرنسا بثلاثية نظيفة.
افتتاحية بوجسيم
وفي نسخة كوريا الجنوبية واليابان 2002، ارتفع عدد الحكام العرب إلى 5، حيث أدار بوجسيم مباراتين، من ضمنهما المباراة الافتتاحية بين فرنسا والسنغال، فيما أدار كل من المغربي محمد قزاز والتونسي مراد الدعمي مباراة واحدة في دور المجموعات.
وشهدت هذه النهائيات مردودًا مميزًا للحكم الكويتي سعد كميل الذي أدار 3 مباريات، منها مباراة تركيا وكوريا الجنوبية في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع والتي فاز فيها أبناء إسطنبول 3-2.
بينما أدار الغندور مباراتين في دور المجموعات، ومباراة كوريا الجنوبية وإسبانيا الشهيرة في ربع النهائي والتي خسر فيها الماتادور بركلات الترجيح بعدما انتهت نتيجتها الأصلية بالتعادل السلبي.
حكم وحيد بمباراة وحيدة
نسخة ألمانيا 2006، شهدت تراجعا للتحكيم العربي في المونديال، بمشاركة حكم وحيد هو المصري عصام عبد الفتاح، والذي قاد مباراة وحيدة في دور المجموعات بين أستراليا واليابان لحساب المجموعة السادسة وذهبت نتيجتها لصالح الكانغرو 3-1.
وشهد مونديال جنوب أفريقيا 2010 عودة التحكيم السعودي إلى هذا العرس العالمي، بحضور خليل جلال الذي كان الممثل الوحيد للتحكيم العربي بجنوب أفريقيا، وقد أوكلت إليه مهمة قيادة قمة فرنسا والمكسيك في المجموعة الأولى، والتي خسرها الديوك بهدفين دون رد، وأدار أيضًا المباراة التي انتصر فيها منتخب تشيلي على سويسرا بهدف نظيف في المجموعة الثامنة.
وفي مونديال البرازيل 2014 أصبح الجزائري جمال حيمودي أكثر حكم عربي يدير مباريات في نسخة واحدة، إذ أدار 4 مباريات منها مباراة بلجيكا والولايات المتحدة في الدور ثُمن النهائي، والتي فازت فيها بلجيكا بهدفين مقابل هدف واحد بعد التمديد.
كما أدار مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع والتي اكتسحت فيها هولندا البرازيل بثلاثية نظيفة، بينما أدار البحريني شكر الله مواجهتي إسبانيا وأستراليا، والبرتغال وغانا بدور المجموعات.
أما في نسخة روسيا 2018، فقد جرى اختيار 5 حكام ساحة عرب، هم السعودي فهد المرداسي، والإماراتي محمد عبدالله والمصري جهاد جريشة والبحريني نواف شكر الله والجزائري مهدي عبيد.