صوت أمريكا: اتفاقية ليبيا تؤجج الخلافات اليونانية التركية
أكد تقرير لموقع صوت أمريكا "فويس أوف أمريكا نيوز" أن اتفاق الطاقة التركي الذي أبرم في أكتوبر المنصرم مع حكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها هو أحدث حلقة في مسلسل التوترات المتزايدة بين تركيا واليونان، وكما يعتقد المحلل السياسي دوريان جونز من اسطنبول، فإن آثار التنافس بين أنقرة وأثينا يبدو أنها ستنتشر إلى مناطق متفرقة عبر أوروبا والشرق الأوسط.
وبادرت البلدان بإدانة صفقة الطاقة الليبية التركية التي تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وعبرت كل من فرنسا واليونان عن رفضهما لاستفزازات تركيا في شرق المتوسط، وتربط بين أثينا وباريس اتفاق دفاع ثنائي، لذا تساعد باريس أثينا في تحديث قواتها العسكرية ويدرك كلا الجانبين أيضًا أن ما تفعله تركيا قد يؤدي إلى حرب شاملة، وهذا صحيح لأن تركيا واليونان ليستا وحدهما في شرق المتوسط، فثمة دول أخرى أكثر حرصًا على حماية مصالحها بما في ذلك فرنسا وقبرص ومصر، ولذلك في هذا المكان لن يكون من الممكن فرض الإرادة التركية بالقوة، ومن ثم لن يكتفِ الآخرون بالجلوس في مقاعد المتفرجين على أسباب قد تؤدي لاشتعال المنطقة إذا أرسلت أنقرة سفن أبحاث الطاقة الخاصة بها إلى المياه اليونانية المتنازع عليها بموجب الاتفاق الليبي غير الشرعي، ولكن على وجه التحديد يبدو أن المخاطر كبيرة للغاية بالنسبة للمنطقة.
وتوقع التقرير أن جميع الأطراف ستعمل على تجنب أي مواجهة خلال الفترة المقبلة، إلا أن تركيا تتحمل الجزء الكبير من المسؤولية عن تطور الأمور إلى الأسوأ.
إذن، يبدو أن تحسين العلاقات المتوترة بين أثينا وأنقرة لا يزال بعيد المنال، ولكن يتوقع المحللون أن دول المنطقة من الممكن أن تنزلق إلى النزاع بشكل أو بآخر، وأجرى وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، محادثات في القاهرة مؤخرًا مع نظيره سامح شكري وأدان كلا البلدين صفقة الطاقة الليبية التركية كما أعلنت القاهرة عن تعليق محادثات المصالحة مع أنقرة التي كانت جارية حتى وقت قريب.
ولفت التقرير إلى أن الاستفزازات مقامرة قد تساعد تركيا على تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة، وقد تجعلها تخسر كل شيء، وأضاف أن اليونان لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي انتهاك لسيادتها أو أي محاولة تركية للانتقاص من الإرادة اليونانية المتمثلة في حماية حدودها، وهذا هو الجانب السياسي لملف شرق المتوسط، إذ يسمح الاتفاق الليبي للتنقيب التركي في مياه البحر الأبيض المتوسط التي تطالب بها اليونان، ويقول محللون إن القوات التركية تتواجد بالفعل بشكل منتظم في المياه المتنازع عليها في بحر إيجه وتهدد الصفقة الليبية الآن بتوسيع تلك المنافسات التي اعتاد العالم على رؤيتها في الماضي حيث كانت هناك مواجهات بالقرب من المياه ومواجهات جوية، علاوة على استفزازات تركية في المياه الإقليمية لقبرص، الأمر الذي يغضب ليس طرفًا واحدًا بل العديد من أصحاب المصلحة.
ووفقًا لصحيفة أحوال التركية، وقع عبد الحميد الدبيبة اتفاقيتين مع وزير الدفاع التركي، الثلاثاء الماضي، بالاعتماد على اتفاقية سابقة مثيرة للجدل في عام 2019، وأعلنت حكومة الدبيبة، المنتهية ولايتها، توقيع "بروتوكولات تنفيذ الاتفاقية الأمنية" التي وقعت في عام 2019.