دراسة بمجلة "المياه" العالمية تكشف مغالطات إثيوبيا بنسب تخزين "بحيرة سد النهضة"
نشر الخبير الدولي في المياه، عباس شراقي، دراسة علمية أعدها فريق بحثي مصري، بينهم رئيس المعهد القومي للبحوث الفليكة والجيوفيزيقية بحلوان، وقال إن الدراسة توضح مغالطات إثيوبيا لكميات التخزين في بحيرة سد الهضة.
ووفق رابط الدراسة، فقد تم نشرها فى مجلة المياه العالمية، وهي تنتمي إلى العدد الخاص لمراقبة مياه البحيرات بناءً على تقنيات الاستشعار عن بعد ونمذجة الرواية متعددة المصادر.
حملت الدراسة عنوان، "تقييم سد النهضة الاثيوبيى باستخدام الاستشعار من بعد ونظم المعلومات الجغرافية GIS".
توصلت الدراسة إلى مغالطات إثيوبية كبيرة في كميات تخزين المياه في بحيرة "سد النهضة"، الذي تبنيه اديس أبابا على مياه النيل الأزرق، وترفض إبرام أي اتفاق قانوني بشأن ملء وتشغيل السد مع دولتي المصب (مصر والسودان)، وتقول إنها ستكتفي بتداول المعلومات، على الرغم من أن القاهرة والخرطوم اشتكتا في الأمم المتحدة من التضليل الإثيوبي بشأن المعلومات الواردة عن مراحل ملء السد الثلاثة.
وقدمت القاهرة وثائق أودعتها في الأمم المتحدة، تؤكد وجود عيوب إنشائية في بنية سد النهضة، كما كشفت الصور التي تم التقاطها حتى الآن للسد أن توربيني السد متوقفان عن العمل ولا يولدان كهرباء على الرغم من المزاعم الإثيوبية.
تفاصيل الدراسة
تشير الدراسة إلى أن إثيوبيا بدأت في بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير (GERD) في عام 2011 على النيل الأزرق بالقرب من حدود السودان لإنتاج الكهرباء.
وتم بناء السد كسد خرساني مضغوط (RCC) من نوع الجاذبية، ويتألف من محطتين للطاقة، وثلاثة مجاري، وسد سادل.
ومن المتوقع أن يصل ارتفاع السد الرئيسي إلى 145 مترًا وطوله 1780 مترًا. بعد ملء السد، ويقدر الحجم المقدر لمياه النيل المراد تخزينها في البحيرة نحو 74 مليار متر مكعب.
وفق الدراسة فإن إثيوبيا قالت إن التخزين الأول تم من 1 إلى 21 يوليو 2020، بنسبة تقدر بنحو 5 مليار م3، والتخزين الثانى من 4 إلى 18 يوليو 2021 حوالى 3 مليار م3 باجمالى 8 مليار م3، والتخزين الثالث من 11 يوليو إلى 11 أغسطس 2022 حوالى 9 مليار م3 باجمالى 19 مليار م3.
لفتت الدراسة إلى أن اثيوبيا ادعت أن التخزين الثانى قد اكتمل فى 18 يوليو 2021 بالوصول إلى 18.5 مليار م3 والحقيقة أنها لم تتمكن إلا من حجز 8 مليار م3 فقط، كما ادعت أيضًا هذا العام بوصول التخزين الثالث إلى 22 مليار م3، والحقيقة أنه 17 مليار م3.
قالت الدراسة إنه بعد كل تخزين يحدث زيادة مؤقتة نتيجة تدفق مياه الفيضان عند الممر الأوسط وعدم استطاعته إمرار كامل الفيضان ثم يعود مرة أخرى إلى منسوب التخزين نهاية أكتوبر، ووصلت الزيادة هذا العام 2.5 مليار م3 عند منسوب 604 متر فوق سطح البحر ليصبح الاجمالى 19.5 مليار م3،، وكان من المفترض أن يبدأ التراجع بداية أكتوبر الحالى إلا أنه لم يحدث حتى الآن، وسوف يحدث ذلك خلال الأسابيع القادمة للعودة إلى 17 مليار م3 مرة أخرى عند منسوب 600 م مع انخفاض معدل الأمطار التى استمرت أعلى من معدلاتها بحوالى 20% خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر.
يعلق الباحث شراقي على الدراسة عبر صفحته على موقع التواصل "فيسبوك" بالقول إن المغالطات الاثيوبية لكميات التخزين موجهة بالدرجة الأولى إلى الشعب الإثيوبى لمحاولة إقناعه بأن هناك إنجازات كبيرة فى سد النهضة رغم أنه لا توجد أى استفادة حقيقية بعد مرور أكثر من 11 عام على البدء فى انشاء سد النهضة تم خلالها 3 مراحل للتخزين وتشغيل محدود لـ 2 توربين ثم توقفا عن العمل بعد أيام من بدء التشغيل منذ أكثر من شهرين حتى اليوم.