بسبب قمع التظاهرات.. بايدن يتوعد إيران ومقترحات أوروبية لفرض عقوبات جديدة
لا يزال المحتجون في إيران مستمرين في انتفاضتهم التي انطلقت في 16 سبتمبر الماضي، رغم مرور أكثر من أسبوعين على اندلاع الأحداث في إيران، عقب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عامًا) على أيدي أجهزة الأمن.
واعتقلت شرطة الأخلاق أميني، البالغة من العمر 22 عاما وهي من منطقة كردستان الإيرانية، في 13 سبتمبر في طهران بسبب ارتداء ملابس «غير لائقة»، وتوفيت بعد ثلاثة أيام في المستشفى بعد دخولها في غيبوبة.
وفي غضون ساعات من جنازتها في بلدة سقز الكردية يوم 17 سبتمبر، تدفق آلاف الإيرانيين إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد.
وعمدت قوات الأمن، بما في ذلك الشرطة وميليشيا الباسيج المتطوعة، إلى قمع الاحتجاجات، وقدرت جماعات حقوقية عدد القتلى بأكثر من 130.
احتجاجات الطلاب
وصباح اليوم الثلاثاء تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تظهر طلابًا في إحدى المدارس الإيرانية وهو يقومون بتمزيق صور المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي والمرشد السابق علي الخميني.
وتأتي الاحتجاجات الطلابية في المدارس والجامعات تضامنًا مع الذين وقعوا ضحايا على يد قوات الأمن الإيرانية التي استخدمت العنف لقمع التظاهرات.
وقد تعرض طلاب جامعة «تبريز» عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران، لهجوم من قبل قوات الأمن، حيث قامت بالاعتداء على المتظاهرين، في محاولة لقمع تلك التظاهرات والحد منها.
واعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان خلف الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أسابيع على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل «شرطة الأخلاق».
بايدن يتوعد
من جهته، توعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بفرض تكاليف إضافية هذا الأسبوع على الإيرانيين المسؤولين عن أعمال العنف ضد المتظاهرين الذين يحتجون على الحكومة الإيرانية بعد وفاة مهسا أميني.
وأعرب بايدن -في بيان- عن قلقه بشأن التقارير التي تتحدث عن الحملة العنيفة المكثفة على المتظاهرين السلميين في إيران، وتعهد برد سريع.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جين-بيير، إن طلاب الجامعات في إيران «غاضبون بحق» من وفاة أميني وإن حملات القمع هي من الأحداث التي تدفع الشباب في إيران إلى مغادرة البلاد «والبحث عن الكرامة والفرص في أماكن أخرى».
ولم تشر إلى أن حملة القمع سيكون لها تأثير على الدبلوماسية الأمريكية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2018.
عقوبات جديدة
وقدمت ألمانيا وفرنسا والدنمرك وإسبانيا وإيطاليا وجمهورية التشيك مقترحات لفرض عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي على إيران، بسبب قمعها الاحتجاجات المتعلقة بحقوق المرأة.
وتستهدف العقوبات المقترحة 16 شخصًا ومنظمة ومؤسسة مسؤولة أساسا عن قمع الاحتجاجات التي اندلعت في أنحاء إيران، بعد مقتل شابة بعد احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
كما تستهدف الدول صاحبة المقترحات أن يتخذ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قرارًا بشأنها في اجتماعهم يوم 17 أكتوبر تشرين الأول، مع عدم توقع أي مقاومة من أعضاء التكتل.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عبر -تويتر- إن قمع طهران للاحتجاجات بمثابة «تعبير عن الخوف المطلق من التعليم وقوة الحرية» ووعدت بفرض عقوبات.
وتابعت بيربوك أنه «من الصعب أيضا تحمل أن خيارات سياستنا الخارجية محدودة، لكن يمكننا تضخيم صوتهم ونشر الدعاية وتوجيه اتهامات وفرض عقوبات، وهذا ما نقوم به».
وتصاعدت الاحتجاجات المناهضة للحكومة، التي بدأت في جنازة مهسا أميني في 17 سبتمبر في بلدة سقز الكردية، لتتحول إلى أكبر استعراض للمعارضة للسلطات الإيرانية منذ سنوات، إذ يدعو كثيرون إلى إنهاء حكم رجال الدين الإسلامي المستمر منذ أكثر من أربعة عقود.
وتقول منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها النرويج إن أكثر من 100 شخص قتلوا، ولم تعلن السلطات الإيرانية عدد القتلى، فيما قالت إن العديد من أفراد قوات الأمن قُتلوا على أيدي «مثيري شغب وبلطجية مدعومين من أعداء أجانب».