«تهديد لفرص حل الأزمة».. الموالون لنظام البشير يعودون للساحة السياسية في السودان
قال نشطاء ومحللون سودانيون إن الإسلاميين المتطرفين الموالين لنظام المخلوع عمر البشير، يعودون سياسيًا بعد ثلاث سنوات من الحرمان بعد الثورة.
ويؤكد فريق من الخبراء لصحيفة ذي ناشيونال الإماراتية أن المتطرفين الذين تم تهميشهم منذ الإطاحة بالبشير، يتولون مناصب حكومية رئيسية ولم يكن لدى الجيش خيار سوى البحث عن قاعدة قوة مدنية وكانت عودة الموالين للبشير لأداء هذا الدور مسألة وقت فقط، وكانت هذه هي الخطة منذ اليوم الأول.
تهديد لفرص حل الأزمة السياسية
ويقول المحللون إن عودة الموالين للبشير تشكل تهديدا لفرص حل الأزمة السياسية التي تضع الجيش في مواجهة الحركة المؤيدة للديمقراطية المسؤولة عن طرد الموالين للبشير كما أن عودتهم تعكس تفكيك الدولة العميقة للديكتاتور السابق بعد الإطاحة به في عام 2019.
كما تثير مخاوف من استيلاء الموالين للبشير على السلطة بالتواطؤ مع ضباط قد يشاركونهم أيديولوجيتهم ويعارضون فكرة صعود الحركة المؤيدة للديمقراطية والليبرالية نسبيًا ذات الميول العلمانية إلى السلطة ويبدو أن نظام البشير القديم على مرمى حجر من السلطة"، مما يؤكد خطورة الوضع السياسي في السودان.
وأكد المحللون أن عودة الإسلاميين إلى السلطة بأي شكل من الأشكال سيكون لها تداعيات خطيرة في السودان وخارجه، مما يعمق عزلة البلاد ويقود القوى الإقليمية الرئيسية مثل مصر لإبقاء الخرطوم على مسافة ذراع وبالفعل، يُحرم السودان من المساعدات الغربية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات والإعفاء من الديون ردًا على إجراءات أكتوبر 2021ما أدى إلى خروج البلاد عن مسارها إلى الحكم الديمقراطي وأغرقها في أسوأ تراجع اقتصادي في الذاكرة الحية.
ويقول النشطاء والمحللون إن عودة الموالين للبشير أصبحت ممكنة بفضل أحكام قضائية أصدرها قضاة متعاطفون ورغبة الجيش في استخدام الموالين للنظام السابق لمواجهة الانجذاب الشعبي للحركة المؤيدة للديمقراطية وعاد الإسلاميون، الذين ساعدوا البشير في إقامة دولة فاسدة وراديكالية كانت منبوذة دوليًا لمعظم حكمه الذي دام 29 عامًا، بشكل رئيسي في القضاء والإعلام الحكومي والخدمة الخارجية والتعليم والخدمة المدنية كما أفرجت أحكام قضائية منفصلة عن أصول كبيرة تعود إلى أنصار حزب المؤتمر الإسلامي المحظور الآن وشركاء أعمالهم كما صدرت أحكام برفع الحظر عن المنظمات غير الحكومية الكبرى الموالية للرئيس السابق.
وأكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسودان فولكر بيرثيس أن الإسلاميين قد عادوا إلى السودان عندما ألقى كلمة أمام مجلس الأمن الدولي في 13 سبتمبر الجاري، مشيرا إلى أن «عناصر النظام السابق التي شردتها الثورة تعود تدريجيًا إلى المشهد السياسي والإدارة وإلى المجال العام»، لكنه لم يذكر تفاصيل عن مدى عودتها أو تأثيرها السياسي المحتمل.