هل تنتهي أزمة الغذاء بفتح موانئ أوكرانيا على البحر الأسود؟
شهدت الساعات القليلة الماضية، توقيع روسيا وأوكرانيا اتفاقا تاريخيا لإعادة فتح الموانئ على البحر الأسود لتصدير الحبوب ومنها القمح والذرة لمواجهة تداعيات الحرب التى أثرت على إمدادات المحاصيل مما تسبب في خلق أزمة غذاء دولية.
كما يستهدف الإتفاق استعادة صادرات الحبوب الأوكرانية والأسمدة الروسية على الرغم من العقوبات الغربية الصارمة المفروضة على موسكو، فى محاولة للحد من المخاوف المتعلقة بحدوث أزمة غذاء عالمية، وتوقف إمدادات القمح لعدة دول منها مصر.
كذلك، جاء الاتفاق بعد شهرين من المحادثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الاتفاق الموقع في اسطنبول يفتح الطريق أمام كميات كبيرة من الصادرات الغذائية التجارية من ثلاثة موانئ أوكرانية رئيسية هي أوديسا وتشرنومورسك ويوجني.
إضافة إلى ذلك ، أرسلت روسيا وأوكرانيا، وكلاهما من أكبر مصدري الغذاء في العالم، وزيري الدفاع والبنية التحتية على التوالي إلى أسطنبول لحضور حفل التوقيع، الذي حضره أيضًا جوتيريش والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
كما قال أردوغان إن الصفقة ستساعد في منع المجاعة وتخفيف تضخم الغذاء العالمي ، ودعا روسيا وأوكرانيا إلى إنهاء صراعهما ، حيث تسيطر تركيا ، العضو في الناتو التي تتمتع بعلاقات جيدة مع روسيا وأوكرانيا على حد سواء ، على المضائق المؤدية إلى البحر الأسود.
رغم تراجع الأسعار الأزمة قائمة بسبب الحرب
من جانبه، قال الدكتور عبد النبى عبد المطلب الخبير الاقتصادي، إن الاتفاق الروسى الأوكرانية الذى تم تحت رعاية الأمم المتحدة كان له تأثير كبير على أسواق الحبوب، حيث تراجعت أسعار القمح بنسبة 6.3%.
وأوضح الخبير الاقتصادي لـ"الرئيس نيوز"، أن سعر الطن سجل نحو 278 دولار للطن، بانخفاض قدره نحو 20 دولار لكل طن، وأيضًا فى نفس الوقت تراجعت أسعار الذرة بنسبة 2.2%، ولكن المشكلة مازالت قائمة.
وتابع أنه رغم تراجع الأسعار حاليا بالمقارنة بما كانت عليه فى بداية الحرب الروسية الأوكرانية، فهى ما زالت مرتفعة بالمقارنة بأسعار يناير 2022.
آثار الاتفاق تظهر بداية من النصف الثانى من أغسطس
وأكد أن هناك تخوفات من عدم قدرة اوكرانيا على الزراعة هذا الموسم بسبب الدمار الذى خلفته الحرب، وتحول المزارعون إلى جنود.
ومع ذلك، فسوف تبدأ آثار هذا الاتفاق فى الظهور بداية من النصف الثانى من أغسطس.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أنه من المفترض أن وفرة المعروض سيساهم فى تراجع مستوى الأسعار، ولكن فى ظل عدم القدرة على التنبوء بموعد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، فقد يلجأ البعض إلى زيادة مشتريات السلع الغذائية بغرض تكوين احتياطيات، وبناء على حركة الشراء سيكون التأثير فى الأسعار.