الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد 55 عاما من التعتيم.. الملف السري للجنود المصريين الذين أحرقتهم إسرائيل أحياء

الرئيس نيوز

أثارت قضية الجنود المصريين المدفونين في مقبرة جماعية بالقدس التي كشفتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بعد 55 عاما من التعتيم، موجة غضب عارمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين باستعادة رفات هؤلاء الجنود في أسرع وقت.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية عن موقع مقبرة جماعية في منطقة اللطرون غرب القدس تحتوي على رفات 80 جندياً مصرياً شاركوا في حرب يونيو 1967.

وأكدت في تقرير بعنوان "احترقوا بين أعشاب ذات ارتفاع عال"، أنه بعد قتل الجنود من قبل القوات الإسرائيلية تم نهب ممتلكاتهم الشخصية، ونقلت جثثهم من خلال جرافة إلى المقبرة، حيث وضع عليهم التراب بلا أي علامات. 

وبحسب الصحيفة، فإن هؤلاء الجنود مدفونون تحت ما صار اليوم موقفاً للسيارات في متنزه بلدة ميني إسرائيل.

موقف مصر

في هذا السياق، تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء أمس، اتصالًا هاتفياً من رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، تناول بعض موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، وتم التوافق على قيام السلطات الإسرائيلية بتحقيق كامل وشفاف بشأن ما تردد من أخبار في الصحافة الإسرائيلية اتصالاً بوقائع تاريخية حدثت في حرب عام ١٩٦٧ حول الجنود المصريين المدفونين في القدس.

رد الفعل الإسرائيلي

وأكد لابيد أن الجانب الإسرائيلى سيتعامل مع الأمر بكل إيجابية وشفافية وسيتم التواصل والتنسيق مع السلطات المصرية بشأن مستجدات الأمر بغية الوصول إلى الحقيقة.

التحرك الإسرائيلي السريع جاء بعد بيان من الخارجية المصرية مساء الأحد، نشر على صفحتها الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قالت فيه إنه «ردًا على سؤال بشأن ما تردد في الصحافة الإسرائيلية إتصالًا بوقائع تاريخية حدثت في حرب عام 1967، ذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ بأنه تم تكليف السفارة المصرية في تل أبيب بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلاميًا، والمطالبة بتحقيق لاستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات وإفادة السلطات المصرية بشكل عاجل بالتفاصيل ذات الصلة». 

أضاف البيان أن «السفارة المصرية تواصل في إسرائيل متابعة الموضوع».

الملف السري

وكان  قد كشف الصحفي الإسرائيلي، يوسي ميلمان، يوم الجمعة الماضي، عن مجزرة راح ضحيتها ما لا يقل عن 20 جنديا مصريا في حرب عام 1967.

قال عبر سلسلة تغريداتعلى "تويتر": "بعد 55 عاما من الرقابة الشديدة، يمكنني أن أكشف أن ما لا يقل عن 20 جنديا مصريا قد أحرقوا أحياء ودفنهم الجيش الإسرائيلي في مقبرة جماعية، لم يتم وضع علامات عليها، ودون تحديد هويتها، مخالفا لقوانين أسرى الحرب، في اللطرون (قرب القدس)..حدث ذلك خلال حرب 1967".

وحول أسباب تواجد الجنود المصريين في تلك المنطقة، أشار ميلمان إلى أن "الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان قد وقع قبل أيام من نشوب الحرب، اتفاقية دفاع مشترك مع العاهل الأردني الملك الحسين بن طلال، الذي كان يسيطر على الضفة الغربية".

وتابع: "نشرت مصر كتيبتين من الكوماندوز في الضفة الغربية بالقرب من اللطرون.. كانت مهمتهم هي الهجوم داخل إسرائيل والاستيلاء على اللد والمطارات العسكرية القريبة..وقع تبادل إطلاق النار مع جنود الجيش الإسرائيلي وأعضاء كيبوتس نحشون (تجمع زراعي تعاوني) وتم أسر بعضهم.. عند نقطة معينة، أطلق الجيش الإسرائيلي قذائف هاون وأضرمت النيران في آلاف الدونمات غير المزروعة من الأحراش البرية في الصيف الجاف.. مات ما لا يقل عن 20 جنديا مصريا في حريق الأحراش".

ونقل الصحفي الإسرائيلي عن زين بلوخ (90 عاما) القائد العسكري لكيبوتس نحشون قوله: "لقد انتشر الحريق سريعًا في الأدغال الحارة والجافة، ولم يكن لدى المصريين فرصة للنجاة".

وأكمل بلوخ: "في اليوم التالي جاء جنود من الجيش الإسرائيلي مجهزين بجرافة إلى مكان الحادث وحفروا حفرة وقاموا بدفن جثث الجنود المصريين وغطوها بالتربة".

ونشر الموقع الإلكتروني لصحيفتي "يديعوت أحرونوت" و"جيروزاليم بوست" الإسرائيليتين تفاصيل مشابهة لما ذكره ميلمان.