الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

الجارديان: قادة ليبيا المتنافسون يتعرضون لضغوط مع تصاعد الاحتجاجات

الرئيس نيوز

تتعرض القيادات المتنافسة في ليبيا لضغوط متزايدة في الشوارع منذ أمس السبت بعد أن اقتحم محتجون البرلمان مع تفجر الغضب من تدهور الأوضاع المعيشية والمأزق السياسي الذي تعاني منه البلاد، وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الليبيين يشتكون من الفقر، بعد أكثر من 10 سنوات من الاضطرابات، فهم يعانون من نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي لما يصل إلى 18 ساعة في اليوم على الرغم من امتلاك بلادهم أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في إفريقيا، ولكن ليبيا غارقة في الفوضى وجولات متكررة من الصراع منذ أطاحت الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي بالرئيس السابق معمر القذافي وقتلته في عام 2011.

واقتحم محتجون مقر مجلس النواب بمدينة طبرق بشرق البلاد ليل الجمعة ونهبوا مكاتبه وأضرموا النيران في جزء من المبنى، ورفع البعض الأعلام الخضراء التي كانت العلم الرسمي لنظام القذافي السابق وبدا أن الهدوء عاد إلى طبرق أمس السبت رغم دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لمزيد من الاحتجاجات في المساء.

وقالت كبيرة مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، إن "أعمال الشغب وأعمال التخريب غير مقبولة على الإطلاق"، وحثت على الهدوء و"ضبط النفس" من قبل الجميع وفشلت المحادثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة في جنيف هذا الأسبوع بهدف كسر الجمود بين المؤسسات الليبية المتناحرة في حل الخلافات الرئيسية.

وكان الهدف من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي كان من المقرر إجراؤها في الأصل في ديسمبر من العام الماضي، إنهاء عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة بعد انتهاء آخر جولة عنف كبيرة في عام 2020، لكن التصويت لم يحدث بسبب العديد من الترشيحات الخلافية والخلافات العميقة حول الأساس القانوني للانتخابات بين مراكز القوى المتنافسة في الشرق والغرب.

وخرج المئات في طرابلس يوم الجمعة للمطالبة بإجراء انتخابات وقيادة سياسية جديدة ووضع حد لانقطاع التيار الكهربائي المزمن وبدا أن اندلاع الاضطرابات المفاجئ امتد إلى مناطق أخرى من البلاد، حيث عرضت وسائل الإعلام الليبية صورًا لمتظاهرين في مدينة سبها، في عمق الصحراء، وهم يحرقون مبنى رسمي، وذكر صحفي محلي أن المتظاهرين في مصراتة ثالث مدينة ليبية أغلقوا الطرق بعد إشعال النار في مبنى البلدية مساء الجمعة.

ويقود رئيس الوزراء المؤقت، عبد الدبيبة، إدارة مقرها طرابلس بينما حصل وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا على الدعم من مجلس النواب ومقره وذكر الجيش الوطني الليبي أنه يدعم "مطالب المواطنين" لكنه دعا المتظاهرين إلى "الحفاظ على الممتلكات العامة".

وقال الخبير الليبي جليل حرشاوي لوكالة "فرانس برس": إنه "منذ أكثر من عام، كانت الغالبية العظمى من الجهود الدبلوماسية والجهود الوساطة حول ليبيا تحتكرها فكرة إجراء انتخابات، وهو أمر لن يحدث قبل عامين على الأقل، بالنظر إلى فشل مفاوضات جنيف"، وكان هذا العام "مؤلمًا للغاية لليبيين" لأن البلاد "تستورد كل ما تحتاجه تقريبًا من المواد الغذائية والحرب الأوكرانية أثرت على أسعار المستهلكين"، كما وقع قطاع الطاقة الليبي، الذي مول دولة الرفاهية السخية في عهد القذافي، ضحية الانقسامات السياسية، مع موجة الإغلاق القسري لمنشآت النفط منذ أبريل وأغلق أنصار الإدارة التي تتخذ من الشرق مقرا لها مرافق النفط كوسيلة ضغط في جهودهم لتأمين نقل السلطة إلى باشاغا، الذي انتهت محاولته لتولي منصبه في طرابلس في مايو بانسحاب سريع.

ولكن أزمات ليبيا عنقودية في طبيعتها؛ فهناك نوع من حكم اللصوصية وفساد منهجي في الشرق كما في الغرب، كما أن السيارات الفاخرة والفيلات الخاصة بالنخبة تذكر الجمهور باستمرار بمأساة ليبيا، وهناك اتهامات لا تتوقف لميليشيات كلا المعسكرين بتنفيذ عمليات تهريب ضخمة للوقود، وذكر مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا، خوسيه ساباديل، أن أحداث الجمعة "تؤكد أن الناس يريدون التغيير من خلال الانتخابات"، ولكنه دعا إلى الاحتجاجات السلمية، مضيفًا أن "ضبط النفس بشكل خاص ضروري في ظل الوضع الهش الراهن".

وصرح السفير الأمريكي في ليبيا، ريتشارد نورلاند، بأنه "لا يوجد كيان سياسي واحد يتمتع بالسيطرة المشروعة في جميع أنحاء البلاد وأي جهد لفرض حل أحادي الجانب سيؤدي إلى العنف".

وحث "القادة السياسيين الليبيين من جميع أطيافهم وداعميهم الأجانب على اغتنام الفرصة لاستعادة ثقة مواطنيهم في مستقبل البلاد".