الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

آراب ويكلي: كيف تعاملت مصر مع الدعاية الإخوانية المحرضة على ثورة جياع؟

الرئيس نيوز

سلطت صحيفة آراب ويكلي اللندنية الضوء على محاولات تنظيم الإخوان الإرهابي لاستغلال قلق المصريين من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وظن التنظيم أن ذلك القلق يمثل فرصة تفسح المجال لاستغلاله سياسيا، وبالفعل، جرب تنظيم الإخوان كافة أنواع الأساليب الدعائية السلبية في محاولاته لتقويض النظام المصري خلال السنوات القليلة الماضية ولكن التنظيم الفاشل لم يحقق أيا من أهدافه الرئيسية.

وفي الآونة الأخيرة، لجأ الإخوان إلى تضخيم خطر الجوع في مصر، مستفيدين من التطورات الدولية التي أثرت على حياة شريحة كبيرة من السكان في أعقاب اندلاع الحرب في أوروبا الشرقية، كما جرب الإخوان كل وسائل التحريض في الماضي فقط ليدركوا أن النظام المصري يتمتع بقبضة قوية على السلطة ولديه المهارة الكافية في صد الهجمات الإعلامية ولكن تنظيم الإخوان توقع منذ ذلك الحين أن قلق السكان بشأن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية يمثل فرصة تفسح المجال للاستغلال السياسي.

وانتشرت العديد من المنصات ومقاطع الفيديو الخاصة بالإخوان المسلمين على الإنترنت والتي لم تتوقف عن الإعلان عن اندلاع وشيك للغضب المكبوت في الشارع المصري وهي تصورات متوهمة، وقد استغلوا ارتفاع الأسعار، وتحرير أنظمة صرف العملات الصعبة، وتراكم ديون البلاد، ورفع القروض من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لإشاعة أن الدولة المصرية على شفا الإفلاس بين جمهور الإخوان عبر الإنترنت، وهناك خطر واضح في دعاية الإخوان ويستهدف الجمهور الذي يأمل أن ينزل إلى الشوارع من خلال جعله يعتقد أن الحكومة المصرية ستقف عاجزة في مواجهة الأزمة ولن تكون قادرة على تلبية الاحتياجات الأساسية للفقراء.
ونجحت السلطات المصرية في كشف زيف الروايات السياسية التي يروجها الإخوان واستخدمت أجهزة الدولة أدوات مختلفة لفضح حيل التنظيم، وصدق غالبية المواطنين الحكومة وومع ذلك، فإن ما تم إنجازه قد لا يكون كافياً عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع قضايا ليست اقتصادية بطبيعتها فقط.
إن العديد من البلدان تمر بضغوط الفقر وآلامه وعواقبه وويمكن للمواطنين أن يدفعوا ثمناً باهظاً مع تحملهم لذلك، لكنهم يظلون مقتنعين بقدرة الدولة على تجاوز الصعوبات وقدرتها على ضمان أمنهم واستقرارهم، طالما أنها تتبع النهج الصحيح لذلك، كما أن أدوات المواجهة تتجاوز تقديم المساعدة الاقتصادية وزيادة البرامج الاجتماعية والضغط على التجار لخفض الأسعار.

ونجت مصر من سيناريو مماثل بعد يناير 2011 ويونيو 2013 حيث تمكنت من القضاء على القوة الصلبة والناعمة لتنظيم الإخوان والتغلب على الضغوط الإقليمية التي شكلت تهديدًا وشيكًا لأمنها القومي، ومع ذلك، لم تتمكن الحكومة من التعامل بشكل مناسب مع السيناريو الأكثر تحديًا، وهو الاستغلال السياسي للأزمات الاقتصادية الحالية.
تتطلب الاستجابة المناسبة لدعاية "ثورة الجياع" في مصر إعادة تقييم الطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع الأزمات الاقتصادية.

وتابعت الصحيفة: "إن الحكم السليم ليس خيطًا يمكن حياكته بساق حمار، كما يقول المثل المصري، في إشارة إلى الأداء الجيد رغم محدودية الإمكانيات، بل هو بالأحرى فكرة إبداعية تنجح في تجاوز الأزمات بأقل تكلفة سياسية. كما أنه يمنح الناس أملاً حقيقياً، بينما يظهرون الصبر على السياسات التقشفية ولا يتأثرون بالدعاية التخريبية التي ينشرها الإخوان ولا أي شخص آخر".