الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«دولة اتحادية».. مبادرة أممية لحل أزمة اليمن

الرئيس نيوز

جولة جديدة أجراها المبعوث الأممي مارتن جريفث إلى اليمن، ونظرا لصعوبة الوصول إلى عدن لأسباب أمنية، فقد التقى جريفث بالأطراف اليمنية فيأبو ظبى، حيث التقى بأعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي،وأطراف حوثية، على أن يستكمل المشاورات بالرياض مع الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور، ونائبه علي محسن الأحمر، ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، وقد أعلن أنه بصدد وضع إطار عمل تفاوضىي خلال شهرين.
والتقى المبعوث الأممي زعيم جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، عبد الملك الحوثي، إلى جانب سياسيين يمنيين آخرين،مارس الماضي، بالعاصمة صنعاء.
وأعلن جريفث أن الجانب الحوثي أعلن قبوله للدخول في عملية التفاوض السياسي، ورغبته في إنهاء الحرب.
وقالت مصادر إن الحل السياسي للأزمة اليمنية تدعمه بعض الدول العربية على رأسها القاهرة وعمان، لتجنب الجميع الوقوع في الخسائر واشتعال حرب أهلية باليمن تستغلها بعض الأطراف الإقليمية لصالح أجندتها الخاصة.
وأضاف أن المحاور الأساسية التي ستعمل عليها المبادرة هي عودة الشرعية الدستورية المتمثلة في عودة الرئيس هادي وممارسة صلاحياته كرئيس شرعي لليمن وعودة البرلمان اليمني، وانسحاب الحوثين من العاصمة صنعاء، فضلا عن انسحاب القوات الحوثية من القواعد العسكرية التابعة للجيش لليمني التي استولى عليها، وتسليم الأسلحة التابعة للجيش اليمنى تحت إيديهم، مقابل العودة إلى طاولة الحوار الوطني بين المكونات اليمنية المختلفة.
وتحول جماعة أنصار الله، والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى أحزاب سياسية، وتشكيل حكومة وفاق وطني، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، تشارك فيها الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة في اليمن.
وتعتمد المبادرة الأممية بشكل أساسي بحسب المصادر على العودة إلى مخرجات الحوار الوطنى والذى توافقت حوله الأطراف اليمينة، والذى اختتم أعماله فى يناير 2014، وكان أحد مخرجاته ،دولة موحدة اتحادية من ستة أقاليم.
على الصعيد الميدانى فإن أرقاما جديدة فى المعركة العسكرية بدأت فى التشكل، على رأسها العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح، يبدو طارق رقما جديدا فى المعادلة اليمنية بعد مقتل عمه صالح ، وبدأ فى تدشين عملية عسكرية لتحرير المحافظات الشمالية بعد أن نجح فى تشكيل ثلاثة ألوية عسكرية.
واستطاع طارق الخروج من  صنعاء بعد بسط الحوثين سيطرتهم الكاملة على العاصمة،ليتجه مباشرة إلى قوات التحالف العربى ومراكز القوى بها الإمارات والسعودية، مستكملا ما بدءه عمه على عبد الله صالح.
بدأ طارق في وضع نواة لقوات أطلق عليها ” ألوية حرس الجمهورية”، دشنها بتجميع القيادات العسكرية السابقة للجيش اليمنى، و قوات الحرس الجمهورى التى كانت تخضع لقيادته وقت تولى عمه سدة الحكم.
واتخذ طارق “المخا” نقطة انطلاق لقواته العسكرية، التى شهدت تجهيزا عسكريا غير مسبوق بأسلحة وأليات عسكرية حديثة، الألوية التى خضعت لتسليح كامل من قبل القوات الإماراتية المشاركة فى قوات التحالف العربى، وتصل عن طريق الموانئ التى تقع تحت سيطرة الإمارات.
وتتلاقى مساعى صالح فى تحرير  صنعاء ومحافظات الشمال الواقعة تحت سيطرة القوات الحوثية ،مع ترحيب المجلس الانتقالى الجنوبى الذى أعلن دعمه وتأيده لقوات المقاومة الشمالية فى وجه الحوثيين.
كما برز نجل الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح، وقائد ألوية الحرس الجمهورى السابق، ميدانيا ، مؤكدا أنه سيقود شخصيا المعركة ضد قوات الحوثيين في اليمن، ليبدأ فى تدشين “التحالف الوطنى لتحرير اليمن”، وبدأ فى دعوة  قوات الحرس الجمهوري إلى الالتحاق بقواعده، وخصص لذلك مكان لعمليات الانطلاق من مجافظات شبوة والحديدة .
ويعتبر النجل الأكبر لصالح، الأكثر نفوذا بين إخوته حيث سبق له أن تولى قيادة الحرس الجمهوري إبان رئاسة والده للبلاد.
وكانت السلطات الإماراتية تفرض الإقامة الجبرية على أحمد صالح، الذي شغل منصب السفير اليمني هناك، منذ انطلاق عمليات “عاصفة الحزم” في مارس 2015، كما ادرجه مجلس الأمن الدولي في قائمة العقوبات الأممية، التي تشمل المنع من السفروتجميد أرصدتهما.
يأتى الدعم الإماراتى لعائلة صالح فى وقت تطفو على سطح المشهد حالة من عدم الرضا عن ذلك من قبل  الرئيس اليمنى عبد ربه هادى منصور، ظهرت فى تصريحات رسمية لوزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، أن الخلاف مع أبوظبي منع عودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن.
وأشار المخلافي، خلال حوار له مع شبكة “بي بي سي” البريطانية، إلى أن “الإشكاليات والتباينات مع الإمارات والتحالف العربي  لا بد أن تحل”.
وأوضح أن “الحكومة ستدخل في حوار واسع مع التحالف لتصحيح الاختلالات والتباينات؛ من أجل الوصول لصيغة تتناسب مع دوره في دعم الشرعية”.
الخلاف الذى خرج إلى العلن فى التصريحات الرسمية أكدتها تصريحات نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية اليمني، أحمد الميسري، إن “الوقت حان لتتوقف الازدواجية في السلطة في عدن”.
وانتقد الميسري ، بقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي في الرياض، قائلا إن “هادي ليس سفير اليمن في الرياض”.
وقال الميسري: “لم أتهم الإمارات (باحتجاز هادي) لأن الاتهام بحاجة إلى دليل، أنا قلت شيئا دليله واضح وهو أن هادي ليس سفير اليمن في الرياض، وعندما أعلنت عدن عاصمة مؤقتة فمن باب أولى أن يكون فيها لإدارة شؤون البلاد ولإدارة القوات العسكرية في عمليات التحرير، أما أن يتواجد طوال هذه الفترة في البلاد فمن غير المفهوم، نحن كحكومة نشعر بأن هذا الوضع معقد، ويجب أن ينتهي”
وانتقد الميسري أيضا مساعي الإمارات لإعادة تأهيل أفراد من عائلة الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح ولا سيما نجله أحمد وابن شقيقه طارق، معتبرا أن الإمارات “تراهن دائما على الجواد الخاسر” .
قال الميسري إن الخلاف بين الرئيس عبد ربه منصور هادي و السلطات في أبوظبي “حاد” وقد وصل إلى مرحلة أن وجود هادي في عدن أصبح غير مرغوب فيه من قبل الإمارات، مشيرا إلى أن السعودية تحاول حاليا “تلطيف” الأجواء م باب الحرص على حياة الرئيس هادي في ظل الظروف الأمنية السيئة التي هي بيد الإماراتيين.
“لن يكون هناك سلام إلا بالإصغاء لصوت الجنوبين”،  تصريح المبعوث الأممى مارتن غريفيث، وضع المجلس الانتقالى الجنوبى، فى صدارة العملية السياسية.
وأعلن المجلس الانتقالى الجنوبى تأيده ودعمه لتحركات أحمد وطارق صالح، ومشاركة قواته، وقوات “الحزام الأمني” هي عبارة عن قوة أمنية وعسكرية تنشط في جنوب اليمن تأسست عام 2016 بدعم إماراتي، وتضم في صفوفها جمعا متنوعا من الضباط والعسكريين اليمنيين ونشطاء الحراك الجنوبي وبعض
أشرفت قوات التحالف العربي وخاصة الإمارات على إعادة تقسيم وتحديد المعسكرات ودمجها مع بعضها وتشكيل نواة جيش وطني جنوبي ذي مهام أمنية وعسكرية محددة .
ويرأس المجلس عيد روس الزبيدي، ويعد من أبرز وأهم وجوه “الحراك الجنوبي” الذي تأسس عام 2007 وطالب بانفصال الجنوب عن اليمن
وفي عام 2011 أعلن الزبيدي عن عودة النشاط المسلح لحركة “حق تقرير المصير” في جنوبي اليمن وأسس في أوائل 2014 “المقاومة الجنوبية، وشارك الزبيدي في العمليات العسكرية ضد قوات الرئيس الراحل علي عبد الله صالح والحوثيين في الضالع ولحج وعدن.
وبعد اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعيد أواخر 2015 عينه الرئيس منصور هادي محافظا لعدن لكنه أقاله في ابريل 2017 وعنيه بمنصب سفير في وزارة الخارجية.
وبعد ذلك بفترة قصيرة كلفه الحراك الجنوبي بتشكيل قيادة سياسية لادارة وتمثيل جنوبي اليمن، فتم الإعلان عن تكوين “المجلس الانتقالي الجنوبي” برئاسة الزبيدي، وهو المجلس الذى يخوض المباحثات الأممية.
أعلن حزب الإصلاح اليمني الذى يمثل الذراع السياسى لجماعة الإخوان فى اليمن ، موقفه من قوات” طارق صالح” المدعوم من الإمارات.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح، علي الجرادي، إن أي تشكيلات عسكرية أو أمنية أو تكتلات سياسية، لا تعترف بالشرعية التي يقودها هادي هي مهدد للدولة اليمنية.
وأضاف الجرادي أن الحزب يدعم ويتبنى كل أشكال التحالفات مع الأحزاب السياسية والقوى الاجتماعية لمواجهة جماعة الحوثي، شريطة أن تكون تلك التحالفات في إطار السلطة الشرعية، بقيادة الرئيس هادي ومؤسسات الدولة الرسمية ومخرجات الحوار الوطني.
حزب الإصلاح اليمنى، والذي أنشيء كامتداد لحركة الإخوان، تأسس بعد الوحدة بين شطري اليمن يوم 13 سبتمبر 1990 على يد الراحل عبد الله بن حسين الأحمر شيخ قبائل حاشد بصفته تجمعا سياسيا ذا خلفية إسلامية، وامتداداً لفكر الإخوان المسلمين، وتم افتتاح مقره الرئيسي في 3 يناير 1991.

واستولت القوات الحوثية على أكثر من 80 % من أسلحة الجيش اليمنى ، الذى صنف كسادس جيش عربى قبيل اندلاع الثورة ، كما احتل المركز الـ45 بين جيوش العالم ، ويمتلك 106 دبابة و600 مدرعة و362 طائرة حربية و 94 طائرة هليكوبتر و 33 قطعة بحرية ونحو 10 عربات كاتيوشا، وما يقرب من 100 صاروخ ، وأكثر من 100 مدرعة تحمل رشاشات ثقيلة ومتوسطة
وتمتلك القوات الجوية اليمنية أكثر  من 120 طائرة عسكرية متنوعة، في إطار 10 أسراب، كل سرب يضم 12 طائرة، وتتركز معظمها في قاعدة الديلمي بصنعاء فيما تتوزع البقية على القواعد العسكرية الاخرى بانحاء اليمن ، 12 طائرة من نوع ميغ 29، و48 طائرة من طراز سيخواي  بصنعاء و الحديدة، و24 طائرة ميغ ، كما تمتلك 10 مروحيات في صنعاء ، اصبحت جميعا فى يد القوات الحوثية
من حيث وجود قوات صاروخية هناك ثلاثة ألوية صواريخ، وقد كانت البداية هي مما توفر من أسلحة اليمن الجنوبي قبل الوحدة، غير أن صالح استطاع الحصول على صواريخ جديدة من طراز سكود بي ومداها 300 كم وسي ومداها 550 كم ودي ومداها 700 كم.
ووجهت أصابع الاتهام إلى إيران، والتي قيل إنها أمدت الحوثيين بعدد من الصواريخ المتقدمة محلية الصنع من طراز “شهاب” و”فجر”
وأشارت التقارير إلى أن الإمارات عثرت في اليمن على صاروخ “كورنيت”
وعلى مدار الثلاث السنوات الأخيرة استطاع  دائرة التصنيع العسكري بالجيش  من تصنيع و إنتاج عدد من الأسلحة الجديدة، و قناصات جديدة: “قاصم- خاطف-  اشتر- حاسم- ذو الفقار1 — ذو الفقار2 — سرمد”.

ويسيطر الحوثيون بشكل كامل على العاصمة صنعاء والمحافظات عَمْران و ذَمار ورَيْمة وإب والمَحْويت.
بينما يوجدون بشكل جزئي في محافظة صنعاء عدا أجزاء كبيرة من مديرية نهم. أما محافظة الحديدة غربي البلاد فهم يسيطرون عليها بشكل كامل باستثناء مديرتي الخوخة وحيس اللتين تسيطر عليهما قوات الجيش الوطني المدعومة إماراتيا.
وفي محافظة البيضاء التي تقع وسط اليمن وتملك حدودا مع ثماني محافظات يمنية، يسيطر الحوثيون على معظمها، لكن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تسيطران على مديريات ذي ناعم والصومعَة ونعمان وناطع.
وتوصف صعدة شمالا بأنها معقل الحوثيين، فهم يبسطون سيطرتهم على معظمها، عدا أجزاء من مديرية البقع وأجزاء بسيطة من مديرية باقِم.
كما يبسطون سيطرتهم على محافظة حجة شمال غربي اليمن، عدا أجزاء من مديرية ميدي على الحدود مع السعودية.

وفي تعز، تبسط قوات الجيش الوطني سيطرتها على معظم أجزاء المدينة وعدد من المديريات
وتسيطر قوات الحكومة الشرعية بالكامل في محافظتين فقط هما أبين جنوب شرق البلاد، والمهرة شرقي البلاد.
تسيطر بشكل جزئى على محافظة لحجوتتقاسم السيطرة فى محافظة شبوه بين الحكومة الشرعية وبين القوات الإماراتية
محافظة الجوف تتقاسم بين الحكومة الشرعية وبين القوات الحوثيةمحافظة الضالع تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية، وتخضع فيها مديرية دَمْت وأجزاء من مديرية قَعْطَبَة يسيطر عليها الحوثيون.