تقارير.. صندوق النقد يعمل مع القاهرة وتونس لتخفيف حدة الآثار السلبية للحرب في أوكرانيا
ذكرت كريستالينا جورجيفا المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، أن الصندوق يعمل مع مصر وتونس لإنشاء برنامج جديد في كلا البلدين لتعويض فرق النمو السلبي الذي أحدثته الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب تصريحات لها أوردتها قناة العربية.
واعتمدت مصر تاريخيًا على واردات الغذاء من أوكرانيا وروسيا، وهما دولتان في خطر وسط الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وأشار موقع بيزنس إنسايدر، إلى أن الحرب شديدة الوطأة على مصر والاقتصاد المصري الذي يعتمد على السياح الروس، منوهًا إلى تلقي مصر ودائع واستثمارات من السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر بلغ إجماليها أكثر من 20 مليار دولار، وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تأجيل تعافي الاقتصاد المصري من الآثار السلبية لجائحة كوفيد-19 المستمرة منذ أوائل 2020.
وأكدت "جورجيفا أنه "لأمر مؤسف أن نرى مصر التي حققت أداءً جيدًا فيما يتعلق بإصلاح الاقتصاد تتضرر من جراء أسعار المواد الغذائية واعتمادها على الواردات من أوكرانيا وروسيا"، وفي السابق، قيل إن صندوق النقد الدولي قد دعم "شبكات أمان أفضل" و"حماية اجتماعية أكثر استهدافًا للفئات الأكثر استحقاقا"، في حين أن الشكل الجديد من المساعدة سيكون "مدفوعًا بالبيانات" بناءً على التقارير التي صاغتها وزارة المالية والبنك المركزي المصري.
وأضافت "جورجيفا"، خلال المقابلة التي أجريت على هامش القمة العالمية للحكومات في الإمارات أن الفضل يرجع إلى الحكومة المصرية في التعرف السريع على مشكلة ضغوط التدفقات المالية وسد ثغرات النظام المالي وبالتالي ترك "سعر الصرف يوجه السوق"، لكنها امتنعت عن الخوض في تفاصيل برنامج صندوق النقد الجديد.
وقال مصرفيون واقتصاديون لرويترز مؤخرًا، إن المخاوف بشأن ارتفاع وشيك في أسعار الفائدة الأمريكية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، والاضطرابات بين روسيا وأوكرانيا، دفعت المستثمرين إلى سحب مليارات الدولارات من سندات الخزانة المصرية، كما هو حال مع غالبية الأسواق الناشئة، بحثا عن ملاذ آمن لأموال المستثمرين توفره أصول مالية أخرى مثل الدولار الأمريكي والذهب والسلع التي تجاوز أسعارها مستويات قياسية.
بدأ البنك المركزي تقليص حجم عمليات السوق المفتوحة في الأسابيع الأخيرة، في خطوة ضخت حوالي 250 مليار جنيه في الاقتصاد منذ الأول من مارس، وفقًا لبيانات البنك المركزي، ويقارن المستثمرون حاليا العائد بنسبة 18 في المائة على شهادات الإيداع بمتوسط عائد يبلغ 13.395 في المائة على أذون الخزانة لمدة عام واحد المباعة للبنوك في مزاد يوم الخميس، وفقًا لبيانات البنك المركزي.
أودعت المملكة العربية السعودية، في 30 مارس، 5 مليارات دولار في البنك المركزي المصري حيث يواجه الاقتصاد المصري ضغوطًا اقتصادية جديدة نتيجة للحرب في أوكرانيا.
في 21 مارس، خفضت مصر الجنيه بنحو 14 في المائة بعد أن سحب المستثمرون مليارات الدولارات من أسواق سندات الخزانة المصرية.
آفاق برنامج صندوق النقد الدولي في تونس
قالت "جورجيفا"، إن برنامج صندوق النقد الدولي شبيه بالبرنامج المتبع لمصر قيد الإعداد في تونس، وأكدت: "حصلنا على الفريق الأول في تونس، وأتت تونس ببرنامج محلي. لقد حددوا الخطوات التالية للاقتصاد التونسي"، وذكرت تقارير إخبارية أن الفريق التونسي يدرس المبادرة ومواءمتها مع إرشادات صندوق النقد الدولي لتقديم الدعم، في إطار مشاركة وصفتها "جورجيفا" بأنها بناءة للغاية، ولكن لم يتم التوصل لنتيجة نهائية حتى الآن".
وأعربت "جورجيفا"، عن استيائها من رؤية العديد من البلدان تتعرض لضربة تلو الأخرى، مضيفة: "تونس، بالطبع، من بين تلك الدول"، وكان صندوق النقد الدولي قد أكد أيضا أن قبرص "معرضة بشدة" للتداعيات الاقتصادية للحرب في أوكرانيا.
وعلق الخبراء على تفاهمات صندوق النقد الأخيرة مع القاهرة قائلين إنها تساعد في تخفيف ضغوط التمويل قصير الأجل وتساعد في وضع اللمسات الأخيرة لبرنامج صندوق النقد الدولي لأنه يغطي جزءً من فجوة التمويل المتوقعة، ويتكون صندوق النقد الدولي من 190 دولة ويقرض الأموال للدول التي تمر بأزمة، وطلبت مصر مؤخرًا الحصول على قرض جديد من صندوق النقد.
وأشار تقرير "إنسايدر" إلى أن الاضطرابات بين أوكرانيا وروسيا قد أدت إلى تهديد ما يقرب من ثلث القمح في العالم، و80٪ من إمدادات زيت عباد الشمس، و19٪ من الذرة في العالم، ومع تعطل الإمدادات الغذائية في العالم وتعرض المزيد من البشر لخطر المجاعة، يشعر القادة في المنطقة بالقلق أيضًا من الاضطرابات، نظرًا لأن ندرة الغذاء قد أججت المظاهرات في دول الشرق الأوسط في الماضي.
وذكر رامي زريق، أستاذ الهندسة الزراعية في الجامعة الأمريكية في بيروت، لموقع PBS NewsHour إن أسعار المواد الغذائية في مصر من أبرز التحديات التي تواجه الحكومة واستقرار البلاد.