حرب الصفقات العسكرية..مصر بين "سوخوي٣٥"الروسية و"إف 15" الأمريكية
رجح تقرير لصحيفة يوراسيان تايمز أن تصريحات مسؤول عسكري أمريكي كبير بأن إدارة بايدن تخطط للموافقة على بيع مقاتلات إف -15 إيجلز لمصر تتعلق بحسابات مهمة للبنتاجون بشأن إبعاد مصر عن الاستعانة بمقاتلات سوخوي 35 الروسية، يأتي ذلك وسط تردد العديد من التكهنات بأن واشنطن قد تقطع مساعدتها العسكرية للقاهرة بسبب مواقف بعض أعضاء الكونجرس من الديمقراطيين والقائمة على أساس مزاعم حول حقوق الإنسان، وعلى الرغم من كافة التكهنات، تمضي واشنطن قُدمًا في صفقات التسليح المصرية إلا أن عدد مقاتلات إف 15 وإصدار تلك الطائرات التي سيتم تقديمها لمصر لا يزال غير واضح.
جنرال أمريكي يكشف تفاصيل صفقة مقاتلات إف 15 بين أمريكا ومصر
وسلطت الصحيفة الضوء تحديدًا على التصريحات الأخيرة للجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية التي أكد فيها: "في حالة مصر، أعتقد أن لدينا أخبارًا جيدة تتمثل في أننا سنزودهم بمقاتلات إف 15، وهذه الصفقة كانت ذات مسيرة إجرائية طويلة وشاقة"، كان ذلك جانبا منتصريحات ماكنزي أثناء جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في واشنطن في 15 مارس ويلاحظ أن العديد من مسؤولو إدارة بايدن ينأون بأنفسهم عن مواقف أعضاء الكونجرس من مصر بل ويحرصون على تقديم تأكيدات لمصر بأنها ستستمر في تلقي الأسلحة الأمريكية وتوالت تلك التصريحات طوال الشهرين الماضيين أو نحو ذلك.
صفقات الأسلحة الأمريكية مع مصر
ومنذ عام 2013، علقت الخارجية الأمريكية العديد من صفقات الأسلحة مع مصر، بما في ذلك 10 طائرات هليكوبتر أباتشي AH-64، وأربع مقاتلات من طراز إف 16، ومكونات الدبابة M1A1، وبعض صواريخ Harpoon المضادة للسفن وردًا على ذلك، قرر الجيش المصري موازنة اعتماده على المعدات العسكرية الأمريكية والتوجه إلى روسيا وفرنسا لتلبية احتياجاته من المشتريات الدفاعية وبحلول عام 2015، أبرمت مصر صفقات لشراء مقاتلات ميج 29، من روسيا و 24 من مقاتلات رافال وفرقاطة FREMM من فرنسا.
ومع ذلك، جاءت الضربة الأخيرة للولايات المتحدة في عام 2018 عندما تحدثت القاهرة عن صفقة بملياري دولار لشراء حوالي عشرين من مقاتلات سوخوي 35 الروسية، وعلى الرغم من تصاعد ضغوط واشنطن، وفقًا لبعض التقارير، مضت القاهرة في تسلم خمس من مقاتلات سوخوي بالفعل.
وتشير التقارير الأخيرة إلى أن مصر ربما تأخرت عن قرارها بشراء مقاتلات سوخوي لتهدئة الأجواء في علاقاتها مع واشنطن وتجنب احتمالات فرض عقوبات بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات.
مصر - حليف أمريكي رئيسي
وأضافت الصحيفة أنه مهما بلغت التوترات القائمة بين البلدين، تظل مصر حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة في المنطقة وتقدم الدعم لجهود أمريكا كما تشارك القوات المسلحة الأمريكية والمصرية في تدريب ثنائي منتظم، تنظمه القيادة المركزية الأمريكية ويمكن أن يكون بيع مقاتلات إف 15 هذا وضعًا مربحًا للطرفين لأنه سيوفر للقوات الجوية المصرية نوع مقاتلة التفوق الجوي الثقيل التي كانت تبحث عنها عندما قررت شراء الروسية سوخوي، وبالتالي تعزيز مكانة الولايات المتحدة كمورد رئيسي للأسلحة لمصر، وتزامن التطور الأخير في موقف الولايات المتحدة مع اندلاع الحرب في أوكرانيا التي دفعت الولايات المتحدة إلى زيادة الضغط على روسيا وتوجت تلك المساعي الأمريكية للضغط على موسكو بعرض إدارة بايدن بيع المقاتلات الحديثة لمصر، وبالتالي تجريد روسيا من عقود التصدير عالية القيمة.
وتمتلك القوات الجوية الأمريكية أسطولًا من طائرات إيجلز النفاثة ربما يستعد الجيش الأمريكي لنقلها إلى القوات الجوية المصرية، حيث وضع الجيش الأمريكي خطة لاستبدالها بما لا يقل عن 144 من الطائرات المبنية حديثًا Boeing F-15EX، المعروفة أيضًا باسم إيجلز 2.
ومن المحتمل أن يتم تجريد مقاتلات إف 15 المعروضة لمصر من بعض الميزات المتقدمة بشكل خاص، بما يتماشى كثيرًا مع تقاليد واشنطن للحد من صعود القوة الجوية المصرية في مواجهة إسرائيل.
على سبيل المثال، ربما تكون طائرات F-16 المصرية - العمود الفقري للقوات الجوية للبلاد - هي الأكثر فاعلية في قتال الصقور في العالم حيث أن الولايات المتحدة رفضت باستمرار حصول القاهرة على صواريخ جو - جو التي يتجاوز مداها 85 كيلومترًا، مما يحد من قدرات مصر على شن هجوم ضد إسرائيل، ومن بين الصواريخ التي عارضت واشنطن حصول القاهرة عليها صواريخ سبارو التي يعود تاريخها لحقبة الحرب الباردة والتي تفرض على المشغل أن يظل مقيدًا بالهدف لتسجيل ضربة، مما يحرم الطيار من حرية العمل أو المناورة بعد الإطلاق.
في المقابل، ويمتلك عملاء الأسلحة الأمريكية الآخرون في المنطقة بما في ذلك إسرائيل طائراتهم من طراز غف 16 المزودة بصاروخ جو - جو متوسط المدى بقدرات نارية تسمح للطيار بالمناورة بحرية بعد الإطلاق كما أن مدى هذا الصاروخ يتجاوز نطاق صواريخ سبارو بمقدار 20 كم إضافية.
لذلك، لا تستطيع القوات المسلحة المصرية المشاركة في قتال جوي مع أي قوة جوية في المنطقة مزودة بصواريخ BVR، وحتى عندما طلبت مصر شراء مقاتلات رافال الفرنسية، ضغطت الولايات المتحدة وإسرائيل على باريس لخفض مستوى صاروخ جو - جو للقاهرة إلى صاروخ MICA بمدى 80 كيلومترًا بدلاً من صاروخ ميتيور الذي يصل مداه إلى 100 كيلومتر.