الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

دفنس بوست: المناورات المصرية الفرنسية تعاون عسكري مستمر وناجح

الرئيس نيوز

سلطت صحيفة دفنس بوست الضوء على إعلان القوات المسلحة المصرية، هذا الأسبوع، أن مصر بدأت التدريبات الجوية والبحرية المشتركة "رمسيس 2022" في البحر المتوسط مع فرنسا، إحدى أكبر موردي الأسلحة لها، وتهدف هذه التدريبات إلى تبادل الخبرات القتالية والميدانية وكذلك التحضير لأية عمليات مشتركة، وكذلك تأمين أهداف حيوية في البحر المتوسط.

وأجرى البلدان عدة مناورات بحرية في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط شاركت فيها فرقاطات مصرية وفرنسية، بحسب تصريحات منفصلة للجيش المصري، وفي العام الماضي، وقعت مصر صفقة مع شركة داسو للطيران الفرنسية لشراء 30 طائرة مقاتلة من طراز رافال.

وقالت الصحيفة إن مصر هي ثالث أكبر مستورد للأسلحة في العالم، بعد المملكة العربية السعودية والهند، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.


وزادت مشتريات مصر من الأسلحة من فرنسا بشكل كبير في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث بلغ مجموعها حوالي 9 مليارات يورو (حوالي 10 مليارات دولار) بين عامي 2015 و2021، وفي عام 2015، اشترت مصر 24 طائرة مقاتلات من طراز رافال من فرنسا، بالإضافة إلى معدات عسكرية أخرى، بما في ذلك السفن الحربية وحاملة الطائرات الهجومية ميسترال.

وذكرت الصحيفة بتاريخ التعاون العسكري طويل الأمد والناجح بين القاهرة وباريس حيث منح ماكرون السيسي وسام جوقة الشرف، أعلى رتبة في فرنسا، خلال زيارة الرئيس المصري لباريس في ديسمبر 2020، وخلال تلك الزيارة بحث الجانبان التعاون الثنائي بين البلدين، وقضايا المنطقة، ومن اللافت أن فترة حكم الرئيس السيسي تشهد العديد من الزيارات واللقاءات على العديد من المستويات، الأمر الذي يؤكد اهتمام فرنسا ومصر بدعم التنسيق والتعاون المشترك، حيث تعتبر فرنسا من أهم الدول الأوروبية المستثمرة في مصر، وتميزت العلاقات بين البلدين خلال حكم الرئيس السيسي بالمتانة والحرص على التشاور المستمر بين القيادة السياسية في مصر وفرنسا؛ لبحث كل القضايا الدولية والإقليمية.

ترتبط مصر وفرنسا بعلاقات تاريخية تعود لنهايات القرن الثامن عشر، وبالتحديد مع قدوم الحملة الفرنسية، التي تركت بصمتها على كثير من جوانب الحياة المصرية، فمعها بدأت شرارة تحول مصر لعصر الحداثة، خصوصًا وأن الحملة رافقتها مجموعات من العلماء الذين أسهموا في إعادة اكتشاف جوانب عديدة في مصر، وفي زمن الحملة تم اكتشاف وحل رموز اللغة الهيروغليفية على يد شامبليون، وبناء المجمع العلمي، وتأليف كتاب وصف مصر، وعندما بدأ محمد على في بناء مصر الحديثة كانت البعثات المصرية تتوجه إلى فرنسا في كافة مجالات العلوم والآداب بدءاً برفاعة الطهطاوي وصولاً إلى طه حسين وغيرهم.

وقامت علاقات مصر وفرنسا في العصر الحديث على أسس الاحترام المتبادل، والمصالح المتبادلة سياسيًا واقتصاديًا وتجاريًا، بدءًا بعهد الجنرال ديجول صاحب المواقف القوية المتضامنة مع العرب عقب عدوان 1967، مرورًا بفترات حكم الرؤساء بومبيدو، ديستان، ميتران، شيراك، ساركوزى، أولاند وأخيرًا إيمانويل ماكرون، فقد تميزت السياسةُ الخارجية الفرنسية، منذ فترة حكم الجنرال شارل ديجول، مرورًا بمن خلفوه، بالتعاون الاقتصادي، والتجاري، والتقني على المستوى الثنائي، والفهم الواعي للتطورات الإقليمية والدولية .

وتشهد العلاقات بين البلدين تطورًا غير مسبوق في العلاقات الثنائية وذلك منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي في يونيو 2014، حيث بلغ عدد الزيارات الرسمية بين البلدين أكثر من 20 زيارة على مستوى رؤساء ووزراء وكبار المسئولين منذ نوفمبر 2014، عكست جميعُها تقاربًا في وجهات النظر إزاء القضايا الثنائية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة الليبية، وكذلك رغبة البلدين في تقوية شراكتهما التي تمتد عبر قرنين من الزمان في المجالات الاقتصادية، والعسكرية، والثقافية.

التعاون العسكري

يشغل التعاون العسكري زاوية بالغة الأهمية للعلاقات بين مصر وفرنسا، حيث يتواصل بين الجانبين حوار رفيع المستوى حول الأزمات الإقليمية ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتهريب البشر وتجارة المخدرات والسلاح، وهناك تعاون معلوماتي وعلى مستوى التدريب في هذا المجال، حيث يوجد أكثر من 70 نشاط تعاون تشمل التدريب والأجهزة والحوار استراتيجي ضمن الخطة السنوية للتعاون في مجال الدفاع بين مصر وفرنسا.

وقد شهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة بدءًا من 2015 عقد عدد كبير من الصفقات العسكرية بين البلدين، خصوصا فيما يخص القوات الجوية والقوات البحرية، حيث وقع الجانبان في 2015 عقودًا لتوريد حاملتين للمروحيات من طراز «ميسترال»، و24 طائرة رافال متعددة المهام في نفس العام وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وفرقاطة، ومعدات عسكرية أخرى .

ووصلت أولى دفعات الطائرة الفرنسية رافال، بـ3 طائرات في يوليو من عام 2015، وتوالى تسليم الدفعات خلال السنوات الماضية، وأبدى الجانب الفرنسي أكثر من مرة اندهاشه من سرعة استجابة الطيار المصري، وسرعة العمل على الطائرة الرافال، وشهدت القوات الجوية تدريبات مكثفة وعمل مستمر على مدار الساعة لرفع القدرات البدنية والعلمية والنفسية والقتالية للطيار المقاتل، وفقاً لأحدث النظم والطرق على مستوى العالم، حتى يكون قادراً على تنفيذ أي مهام يكلف بها في أسرع وقت وفي دقة عالية للغاية.

كما شملت الصفقات المصرية فرقطات بحرية، ووصلت أولى الفرقاطة «تحيا مصر» في يوليو من عام 2015، كما شاركت الفرقاطة في احتفال قناة السويس الجديدة.

ووصلت أولى حاملة المروحيات في يونيو 2016، إلى القاعدة البحرية بمدينة الإسكندرية، واستغرقت رحلة حاملة الطائرات 14 يوماً من ميناء سان ناذير غرب فرنسا.. إجمالاً تسلمت مصر 4 قطع بحرية «فرقاطة» كانت آخرها الفرقاطة الفاتح المصرية فرنسية الصنع من طراز جويند في 2017.

ويعتبر انضمام الفرقاطة الأولى من طراز جويند إلى أسطول البحرية المصرية العريقة يعد بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة تدعم إمكانات وقدرات البحرية المصرية لتحقيق الأمن البحري وحماية الأمن القومي والمياه الإقليمية والاقتصادية وحرية الملاحة وتأمين قناة السويس كشريان مهم للتجارة العالمية، وشمل مشروع بناء الفرقاطة نقل تكنولوجيا التصنيع والبناء بالاعتماد على العقول والسواعد المصرية مضافة إليها الخبرات الفرنسية العميقة في مجال التصنيع وبناء السفن وفقا لأحدث التقنيات والتكنولوجيا العالمية.