الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

واشنطن بوست: لا أحد يستطيع إيقاف العنف المتصاعد في إثيوبيا

الرئيس نيوز

أثرت الحرب الأهلية التي دامت عامًا في إثيوبيا بين الحكومة الفيدرالية وجبهة تحرير شعب تيجراي على المدنيين في جميع أنحاء البلاد ويعانى أفراد طائفة كيمانت، وهي أقلية عرقية في منطقة الأمهرة، من أعمال عنف واعتقالات تعسفية وتدمير على أيدي قوات الأمن الحكومية والميليشيات، وفر أكثر من 2000 لاجئ من المنطقة إلى السودان منذ يوليو، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، ويُعتقد أن آلافًا آخرين قد نزحوا، وفي أكتوبر، تناقلت وسائل الإعلام الغربية أنباء تدمير مئات المباني في مجتمعات قمنت على طول نهر شينفا، بالقرب من الحدود السودانية.

وفي بلدة عيكل، أسفرت الهجمات التي شنتها قوات الأمن الإقليمي في أمهرة وميليشيا فانو منذ أبريل عن مقتل وتشريد العديد من المدنيين في قمنت وتظهر الصور التي تم تحديدها جغرافيًا لمبانٍ محترقة ومشاهد عنف مزعجة، ومع استمرار الصراع في إثيوبيا، أصبحت مجموعات الأقليات عالقة بين المتنافسين على السلطة وقيادة مستقبل البلاد.

 وتقول صحيفة واشنطن بوست: "يبدو أن رئيس الوزراء آبي أحمد وحلفاءه يفضلون هوية سياسية أكثر وحدوية ودولة إثيوبية مركزية، ويعتقدون أن السياسات القائمة على الهوية في الثلاثين عامًا الماضية قد أثارت الانقسامات بين الجماعات العرقية واللغوية ووتتهم جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي وحلفاؤها آبي بتشجيع السياسات التميزية التي تمنع هذه الجماعات من حماية ثقافاتها والسعي لتحقيق مصالح سياسية إقليمية، ومن أجل فهم كيف شكلت تجارب العنف علاقة الأقليات الصغيرة بالانقسام السياسي في إثيوبيا، أجرت الصحيفة الأمريكية مقابلات مع ناجين من العنف وعائلات الضحايا والناشطين وتم تأكيد الشهادة من هذه المقابلات عن بعد من خلال صور الأقمار الصناعية وتحليل الصور والفيديو والمصادر الثانوية.

لطالما كان لدى أقلية قمنت شكوك في سياسات أديس أبابا  والتي أدت إلى القضاء على لغتهم ودينهم على مدار عدة مئات من السنين وتمت إزالتهم كهوية من التعداد الوطني لإثيوبيا لعام 2007 - يعتقد النشطاء أن هذا كان تتويجًا للجهود المبذولة لاستيعابهم في هوية منطقة الأمهرة التي يغلب عليها الطابع الأمهري، وشهدت مجتمعات قمنت Qemant نوبات متصاعدة من العنف السياسي والطائفي منذ عام 2015 على الأقل وكانت هناك أيضًا حوادث عنف طائفي بينهم وبين الأمهرة.

العنف آخذ في التصاعد
حكومة إقليم الأمهرة تنفي استهداف المدنيين في عملياتها الأمنية ولكنها تدعي (دون تقديم أدلة) أن مجموعات قمنت لها صلة بجبهة تحرير تيجراي أو "المجلس العسكري"، كما تشير إليه الحكومة والأشخاص الذين قابلتهم الصحيفة من تلك الأقلية ينكرون هذه المزاعم،  ويقولون إن عنف الحكومة ضد مجتمعاتهم هو انتهازية سياسية بهدف إلغاء مطالبات طويلة الأمد بالأراضي والمطالبات بمزيد من الاستقلال السياسي داخل أمهرة.
هناك القليل من الأدلة التي تثبت الادعاءات المتنافسة حول ما إذا كانت مجموعات قمنت تعمل نيابة عن جبهة تيجراي ولكن العنف ضد المدنيين قد ازداد أثناء النزاع، وقد غذت هذه التجارب رغبات اقلية قمنت في الحكم الذاتي للخلاص من الاضطهاد الذي وقعوا فريسة له، ومن الصعب المبالغة في تقدير الصدمة وانعدام الثقة بالحكومة اللذين ولّدتهما تجارب العنف في مجتمعات قمنت.

عندما تحدثت مراسلة واشنطن بوست مؤخرًا إلى تسفا (الذي تم تغيير اسمه لحماية هويته)، كان في ضواحي مدينة أيكل، يحاول إعادة بناء منزل عائلته وكان منزله واحدًا من العديد من المنازل التي أحرقتها قوات الأمهرة الخاصة وميليشيا فانو المحلية خلال هجوم في 13 أبريل  وقال: "ذهبت عائلتي للاختباء في الريف ومكثنا أسبوعين لأنه لم يكن هناك طعام"، وقال "لكن المدينة ليست آمنة أيضا". "في 1 و2 سبتمبر، وقع هجوم آخر ووضعت الحكومة رجال أقلية قيمنت في السجن ويقولون إننا المجلس العسكري [مصطلح الحكومة لجبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي] ".


تم القبض على تسفا في أوائل أكتوبر، وفقًا لعائلته وأصدقائه، ولم تسمع عنه أي أخبار منذ ذلك الحين وتجربته ليست فريدة من نوعها، إن منازلهم تحرق أطفالهم يقتلون وسبل عيشهم تدمر وقراهم تتعرض للسلب والنهب، وفي عام 2019، فقدت نجيسو نيجا أربعة من إخوتها في مذبحة في أززو، بالقرب من مدينة أمهرة في جوندار، على يد مليشيات فانو وقالت للمراسلة: "أشعلت فانو النار في منزلي بينما كانت أخواتي وإخوتي بالداخلن وعندما حاولوا الفرار، تم إطلاق النار عليهم، وتعرضت أجسادهم للعنات بالمناجل وكانت هناك قوات الأمن والشرطة الفيدرالية، لكنهم رفضوا المساعدة"، قالت نجيسو إنها تعتقد أن هناك حاجة ماسة للحكم الذاتي والعدالة فيما يتعلق بنلك الفظائع وأردفت: "لقد فقدت كل شيء وأريد أن يتوقف القتل. لا أريد أن يعاني أي شخص آخر مثلما أعاني".