الجزار: مشروع سد جوليوس نيريري في تنزانيا يجسد قدرة مصر على تنفيذ المشروعات الكبرى بالخارج
تفقد الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وجانيوري ماكامبا، وزير الطاقة التتزاني، سير العمل بمشروع سد ومحطة "جوليوس نيريري" الكهرومائية، الذي يُنفذه تحالف شركتي "المقاولون العرب" و"السويدي إليكتريك" على نهر روفيجي بدولة تنزانيا، بتكلفة تبلغ 2.9 مليار دولار.
وأوضح وزير الإسكان، أن التحالف المصري المُنفذ للمشروع يبذل قصارى جهده تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يتابع المشروع بصفة دورية، وذلك في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين، واهتمام مصر بالشأن الإفريقي، وللأهمية الكبرى التي يمثلها هذا المشروع للشعب التنزاني، والدور المنتظر للسد والمحطة في توفير الطاقة لدولة تنزانيا، والسيطرة على فيضان نهر روفيجي، والحفاظ على البيئة، كما أن هذا المشروع يجسد قدرة وإمكانات الشركات المصرية في تنفيذ المشروعات الكبرى خاصة في قارة إفريقيا.
وأشار الوزير إلى أن المشروع يستهدف إنشاء سد بطول 1025 متراً عند القمة بارتفاع 131 متراً، وبه 7 مخارج للمياه، وتصل السعة التخزينية لبحيرة السد إلى ٣٤ مليار م3، كما يضم محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجا وات، وتقع المحطة على جانب نهر روفيجي فى محمية "سيلوس جام" بمنطقة "مورغورو" جنوبي غرب مدينة دار السلام (العاصمة التجارية وأكبر مدن دولة تنزانيا).
وأضاف أن المكونات الرئيسية للمشروع الجاري تنفيذها تشمل (السد الرئيسي بالمشروع - محطة التوليد الكهرومائية وأعمال المأخذ، و3 أنفاق لمرور المياه اللازمة إلى مبنى التوربينات - محطة ربط للكهرباء - 4 سدود تكميلية لتكوين الخزان المائي - كوبري خرساني دائم على نهر روفيجي - إنشاء طرق دائمة لتسهيل الحركة وربط مكونات المشروع - المعسكر الدائم للعميل - تدبير الاحتياجات والمكونات الكهروميكانيكية للمشروع).
وفي السياق نفسه، قال اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير ورئيس لجنة متابعة المشروع: يعمل بالمشروع حوالي 9 آلاف عامل (8 آلاف عمالة محلية – وألف من العمالة المصرية والأجنبية)، وأكثر من 1400 معدة، وتشمل أهم الأعمال التي تم الانتهاء من تنفيذها نفق تحويل مسار النهر (بطول 703 أمتار وعرض 12 مترا وارتفاع 17 مترا، والذي تم الانتهاء منه وتحويل مجرى النهر في 10/11/2020 ).
ويضم المشروع: سدين مؤقتين أمام وخلف السد الرئيسي لعمل التجفيف والتحويل في أثناء التنفيذ، ومفيض للمياه بمنتصف السد الرئيسي، ومفيض طوارئ، وكوبريين مؤقتين على نهر روفيجي، وطرق مؤقتة بطول 39 كم لخدمة منطقة المشروع خلال فترة التنفيذ، والمعسكرات المؤقتة الخاصة بكل من المالك ومقاول عام المشروع والعمالة، وتطهير وتجهيز وتنفيذ أعمال الحفر بالسدود الركامية، وتركيب محطات الخرسانة والكسارات اللازمة للمشروع، وتجهيز وتطهير موقع المشروع.
وأوضح رئيس الجهاز المركزي للتعمير أن تنفيذ المشروع يأتي وسط تحديات عديدة يتم التعامل معها، والتغلب عليها بالتنسيق المستمر بين لجنة متابعة المشروع تحت إشراف وزير الإسكان، والتحالف المُنفذ، وبدعم من القيادة السياسية، ومجلس الوزراء، مشيرا إلى أن أهم التحديات التي واجهت المشروع تتمثل في وقوع المشروع في غابة شديدة الوعورة كثيفة الأشجار مما تطلب فترة تجهيز في بداية المشروع حوالي 6 أشهر لتجهيز أجزاء من الموقع (طرق – إزالة أشجار – إقامة معسكرات – استقدام العمال والمعدات).
وأضاف اللواء محمود نصار: إلى جانب القوى الطبيعية القاهرة، حيث تعرضت منطقة العمل لفيضان كبير بشكل يفوق المتوقع، ما أدى لتوقف العمل في نفق تحويل مجرى النهر وقطع الطرق وتوقف الإمداد، مما أسفر عن تأخير تحويل مسار النهر وغرق بعض المعدات، كما يوجد تحد يتمثل في أزمة "كورونا" وتأثيرها عالميا، حيث أثرت سلبيا على توريد المعدات والاحتياجات التي يتم استقدامها من خارج تنزانيا، وعلى أعمال التعاقدات الهامة الخاصة بالمشروع ومعاينة مصانع الشركات في دول المنشأ، بالإضافة إلى الاشتراطات والاحتياطات المفروضة من الدول التي بها مصانع الإنتاج على إجراءات الشحن والأعمال اللوجستية.
وتمثلت التحديات أيضا في اختيار وتحديد جهة تصنيع وتوريد التوربينات فى إطار شروط التعاقد، حيث استغرق ذلك وقتا إضافيا، حوالي عام، لحين الترسية على الشركة مما أثر على توقيتات التوريد، وهناك تحد آخر يتمثل في وعورة الطريق الرئيسي بطول 192 كم بدءا من منطقة كبيتي حتى موقع المشروع وتأثير ذلك على حركة الإمداد للمشروع، وتحديات أخرى يتم حلها مرحليا بالتنسيق المستمر بين لجنة متابعة المشروع، والتحالف، وأجهزة الدولة المعنية، والتواصل مع الجانب التنزاني.
فيما أشار المهندس أحمد العصار، النائب الأول لرئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب إلى أن إجمالي ساعات العمل بالمشروع بلغ حتى الآن 50 مليون ساعة، فيما بلغ إجمالي المعدات العاملة بالمشروع 1410 معدات.