الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد شهرتها العالمية في الخدمات الطبية.. 70% من الأطباء وأطقم التمريض هربوا من جحيم لبنان

الرئيس نيوز


اشتهرت لبنان منذ فترة طويلة بتدريب وتأهيل أفضل العاملين في مجال الرعاية الصحية في الشرق الأوسط وأصبحت البلاد وجهة شهيرة للأجانب الباحثين عن العلاج الطبي والرعاية المتميزة، ولكن على مدى العامين الماضيين، أصبحت الحياة لا تطاق بالنسبة للعديد من اللبنانيين، مما دفع الأطباء والممرضات إلى مغادرة البلاد المنكوبة بالأزمات بأعداد كبيرة.

 وقالت صحيفة واشنطن بوست إن تقديرات منظمة الصحة العالمية في سبتمبر إلى أن ما يقرب من 40 في المائة من أطباء لبنان و30 في المائة من الممرضات غادروا بلادهم منذ أكتوبر 2019، وغادرت غالبية الممرضات في 2021 وفقًا لنقابة التمريض.

 وقال شرف أبو شرف، رئيس نقابة الأطباء في لبنان إن جميع خريجي كليات الطب تقريبًا قد حصلوا على وظائف في الخارج، ومما يضاعف تراجع لبنان فيما يتعلق بوفرة الأطقم الطبية نقص شديد موازٍ في الأدوية والإمدادات الأخرى، وتمتلئ قصص إنستجرام بالنداءات من أجل نقل الدم والأدوية الأساسية، مثل المسكنات وأصبح العجز واضحًا لدرجة أن شركة الشحن DHL قد عرضت خصمًا بنسبة 40 في المائة على الشحنات الطبية، ومنحت طيران الإمارات المسافرين إلى بيروت بدلًا إضافيًا للأمتعة حتى يتمكنوا من حمل المزيد من الأدوية إلى لبنان بأنفسهم.

وتعرضت البلاد لأزمات متتالية، مع انهيار الاقتصاد وسرعان ما تعثرت الليرة ولكن الانفجار الهائل الذي وقع على الواجهة البحرية في لبنان في أغسطس 2020 - والذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص ودمر أجزاء كبيرة من العاصمة - كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير للعديد من المهنيين الطبيين.

وذكر طبيب غادر لبنان إلى قطر هذا الصيف أن مستوى المخاطر التي تحملها الأطباء من خلال العيش في لبنان تفوق قدرة أسرهم وعائلاتهم على التحمل وأضافك "الرياح القادمة من خلال النوافذ الزجاجية المحطمة بعد 4 أغسطس أيقظتني على حقيقة باردة، فأخذت ابنتي ولذنا بالفرار إلى الغربة".

 وقال الطبيب، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ، إنه أدرك أن قادة لبنان يضعون أولوية أعلى للثراء أكثر من رفاهية الشعب، وكان العديد من الأطباء والممرضات ينتقلون إلى مصر والعراق ودول الخليج مثل الإمارات العربية المتحدة، ويقبلون رواتب كانت تعتبر منخفضة للغاية قبل عامين، أما بالنسبة للمهنيين الطبيين الأكبر سنًا، الذين عاشوا خلال الحرب الأهلية في البلاد قبل أربعة عقود والاضطراب السياسي الذي أعقبها، فيغادرون أخيرًا، على أمل حياة أفضل لعائلاتهم.

بدأت متاعب لبنان تتسارع في 2019، عندما دفعت أزمة مالية البنوك إلى الحد من عدد الدولارات التي يمكن للمودعين سحبها ولكن الأزمة تفاقمت واندلعت الاحتجاجات. ثم جاء جائحة فيروس كورونا، فقط عندما بدا أن لبنان لا يمكن أن يزداد سوءًا.


 قال جوزيف عطايك، مدير المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت، إنه بعد أن بدأ الاقتصاد في الانزلاق، تجنب الأطباء الذعر وشدوا أحزمتهم، معتقدين أن الحياة اليومية ستتعافى في نهاية المطاف، وقال إن 4 أغسطس 2020 غير كل ذلك فقد دفع فشل المحققين اللبنانيين في الكشف عن المسؤول عن انفجار 2750 طنًا من نترات الأمونيوم، والتي تم تخزينها في أبشع مثال على الإهمال لسنوات على حافة وسط المدينة، إلى يأس العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

 قال هشام بوادي، مدير التمريض في المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت: "نعرف ذلك من نفسية الموظفين". بعد الانفجار تغيروا. عندما رأوا أنه لم يحدث شيء، جعلهم ذلك يائسين"، في الوقت نفسه، يعاني المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت من نقص خطير في الإمدادات الطبية، ويفتقر إلى أكثر من 500 مادة أساسية، ويقوم المستشفى الآن بتغذية أنابيب العلاج الكيميائي والمضادات الحيوية والقسطرة والشاش والمطهرات وصبغة الأشعة المقطعية، في وقت من الأوقات، لم يكن هناك سوى ثلاثة أجهزة لتنظيم ضربات القلب متوفرة في كل لبنان، كنتيجة لذلك، يؤخر العديد من اللبنانيين العلاج، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى وإطالة مدة الإقامة في المستشفى بمجرد دخول المرضى كما أن عدم توافر المضادات الحيوية في السوق يعني في كثير من الأحيان متاعب صحية إضافية علاوة على انقطاع التيار الكهربائي طوال الليل كأمر روتيني معتاد بسبب نقص الوقود بحيث لا يستطيع المرضى الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي استخدامها في المنزل.
في بيروت، وفقًا للبوست أصبحت أرفف الصيدليات شبه فارغة، وعلب الأدوية القليلة لم تعد مكدسة لكنها منتشرة لتغطية أكبر قدر ممكن من الرفوف وفي إحدى الصيدليات، بالقرب من مستشفى كبير، تم لصق لافتة على الزجاج: "عملائنا الأعزاء، من أجل الاستمرار في خدمتكم، من فضلكم لا تطلبوا أكثر من علبة واحدة".