الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

سامر المصري في حوار خاص لـ "الرئيس نيوز": إتقاني للغات الأجنبية سبب اتجاهي للسينما العالمية واعتذرت عن تقديم دور صدام حسين لهذه الأسباب (2-2)

الرئيس نيوز

* انهيت تصوير 50% من فيلم "north of the ten" مع المخرج العالمي رايان لاما 
* الارتجال في اللغة الأجنبية صعب جدا ولكنه ممتع 
* الاتجاه للفورمات الأجنبية يطمس هويتنا العربية وعلينا أن نناقش قضايانا بجرأة 
* تراجع الدراما التاريخية سببه عدم القدرة على "عصرنة التاريخ" وعلينا الابتعاد عن الالتزام بالوثيقة التاريخية 

تحدث النجم سامر المصري خلال الجزء الأول من حواره مع "الرئيس نيوز" حول مشاركاته السينمائية والدرامية في مصر، كما كشف عن الشخصية التي طالما حلم يتقديمها على الشاشة في عمل سيرة ذاتية، وعن الأسماء التي يمكن أن يوافق على العمل معهم دون مراجعة الورق، فيما يتحدث "سامر" في الجزء الثاني من الحوار، حول مشاركاته في السينما العالمية، وكواليس رفضه الاستمرار في مجال الغناء، وأسباب تراجع الدراما التاريخية في الوطن العربي، وتفاصيل أخرى كثيرة.
وإلى نص الحوار:
بداية كيف جاءت مشاركتك في الفيلم العالمي "the misfits" .. وما سر تحمسك للتجربة ؟
تحمست للفيلم لأنه يضم 5 أو 6 أسماء من الأسماء الكبيرة البارزة في السينما العالمية وعالم هوليود، وهم (بيريث بروثنان، تيم روث، نيكانون، هيرميون كورفيلد)، وغيرهم الكثيرين من النجوم العالميين، فكان مغري بالنسبة لي أن أشارك في عمل بهذا الحجم مع شركة إنتاج مهمة جدا هي "ويكيا جون"، ومخرج سينمائي عالمي هو ريان هارلين، الذي أخرج فيلم "Die Hard 2" وهو مخرج لطيف جدا واستفدت كثيرا من التعاون معه، وهذه التجربة ليست الأولى فتم ترشيحي من قبل في تجربة عالمية أخرى هي الفيلم العالمي "Kingdom of Heaven" .. (مملكة السماوات) وعرض علي دور ظريف جدا، ولكن تبدلت الأمور في أخر لحظة ولم أشارك، ‏كما رشحت من قبل لتأدية شخصية صدام حسين في مسلسل "house of saddam" .. (بيت صدام)، ولكني اعتذرت لأسباب متعلقة بالسيناريو، أما التجربة الأولى لي فعليا كانت من خلال فيلم "المختارون" للمخرج العربي العالمي على مصطفى.
لماذا تأخر اتجاهك إلى السينما العالمية كل هذه السنوات رغم اتقانك لعدة لغات أجنبية؟
بالفعل تأخرت كثيرا في الاتجاه للخارج، فأنا لم أكن مهتم وتطلعي كان النجاح داخل الون العربي فقط، وعرض علي خلال أخر 10 سنوات أعمال عدة، ولكن لم تكتمل لأسباب مختلفة كما ذكرت من قبل في (بيت صدام) و(مملكة السماوات)، ولكن بعد مسيرة فنية تقترب من الـ20 عاما، كان لدي من الفضول لمعرفة كواليس السينما العالمية، وامتلكني شغف المشاركة في وخوض تجربة جديدة في عالم السينما (سينما جديدة ودراما جديدة وأحداث تخص مجتمعات غيرنا)، وأطلع على الثقافة السينمائية والفكر والأداء والتطور وكيفية التعامل مع المهنة في الخارج، ومن هنا بدأت مسيرة جديدة في هذا الاتجاه، وبدأت بالتجربة الأولى بفيلم "المختارون" الذي ذكرت تفاصيله سابقا، حقيقة (ما كنت مهتم بالعالمية ولن صار عندي فضول وشغف طالما أنني قادر على التجربة)".
وتابع:" حاليا أصور فيلم أخر هو "north of the ten" مع المخرج رايان لاما، وعدد من نجوم السوشيال ميديا في أمريكا، وبرفقة أحد النجوم الحاصلين على الأوسكار في بدايات الألفية الجديدة، والمفاجأة أن الصديقة النجمة جومانا مراد تشاركني البطولة، وتطل في دور زوجتي، وهو عمل كوميدي، وأعتبرها تجربة جديد أشعر خلالها بتجديد علاقتي بالتمثيل على مستوى الأداء والحوار والروح، خاصة مع شعوري خلال الفترة الأخيرة أن التمثيل باللغة العربية صار سهلا، وغير متعب ولا مرهق في شئ، فقررت أن أدخل تحدي جديد مع نفسي ومع مهنتي.

وما الجديد الذي شعرت به أثناء تصوير هذا العمل ؟
لن أخفيك سرا، شعور مبهر جدا، خاصة أنني أصبحت متمكن في اللغة والتعامل داخل المشاهد بقدره على الارتجال، والارتجال في لغات أجنبية صعب جدا ولكنه ممتع، وحقيقة دخلت هذه التجربة للاستمتاع وبغض النظر عن أهميتها لا أعتبرها نقلات وقفزات في مسيرتي كما يراها البعض، فالفن كله فن بأي مكان، ولكني اعتبرها تجارب حلوه استمتع بها، خاصة أني مولع باللغات، حتى أنني صورت من قبل مجموعة أعمال بلغات مختلفة، منها لغة جورجيا وهي لغة صعبة جدا، ولكني أستمتع بالصعب واحب الأعمال التي تستفزني وتحركني، واصبح لدي الشغف الحقيقي بالاستمرار وامتلك الطاقة على خوض غمار العالمية.
هل حديثك يعني أن الدراما العربية أصبحت سهلة.. وما سر غيابك عن الدراما السورية ؟
لا أقصد هذا المعنى، ما اقصده أنه اذا ما حافظت الدراما العربية على هويتنا سنذهب لما هو أسوأ، وقصة تعريب الفورمات الأجنبية تؤدي لطمس الهوية العربية، ويجب علينا أن نبحث عن مبدعينا من الكتاب، ونطرح موضوعات قريبة من مجتمعاتنا، فلدينا الكثير من التاريخ يمكن تقديمه وكثير من الحاضر أيضا، جميعها موضوعات يمكننا أن نستخرج منها دراما قوية مؤثرة، والاتجاه لتعريب الفورمات الأجنبي هو هروب من واقعنا، فلا يجب أن نستعير درامات أخرى ونعربها لأن هذا أمر خطير جدا، واذا استمر الوضع في النمو بهذا الشكل فلن نعرف من نحن بعد عدة سنوات.
اما عن الدراما السورية فالحديث عن غيابي غير دقيق، فقدمت مسلسل "الحرملك" جزئين مع كل نجوم سوريا، وحقيقة الدراما السورية خفت وانخفضت بسبب الحرب (حتى الكواليتي مستواه نزل شوية)، وهذا بسبب فترة التخبط في الأفكار، وهناك بعض المنتجين حاولوا انقاذ الدراما السورية ولكن عملية انتقاء النصوص كانت صعبة جدا، وارى أن الدراما السورية العام الماضي اثبتت حضورها بعد غياب على مستوى الكم وليس الكيف، والأعمال الجيدة كانت قليلة ولكنها بداية للعودة.

لماذا اعتذرت عن استكمال باقي أجزاء مسلسل "باب الحارة" ؟
قلت لصناع العمل أطلقوا رصاصة الرحمة على المسلسل، فهذا نوع من علاقة المبدع بالمنتج، دائما المنتج هدفه يستثمر نجاح ويكسب فلوس قدر الإمكان، أما المبدع عندما يشعر ان الورق تفرغ من معناه بيبقى شايف أنه مش لازم يشارك، وأعتبر أي ممثل يستمر في عمل يحاول صناعه مطه وادخال أفكار ليست موجودة، واقحام اجندات معينة، فهي سقطة مهنية له، بالفعل المسلسل أعجب الجمهور في أجزائه الأولى وحقق نسب مشاهدة كبيرة في الوطن العربي، لكن (ما بيصير نضحك على الناس ونمدده بدون محتوى ولا مضمون).
 ما رأيك في ظهور منصات البلات فورم .. وانتشار نوعية الدراما القصيرة ؟
بالنسبة لظهور البلات فورم، هذا أعادنا لحال قديمة وهي انتشار القنوات المشفرة، وحقيقة عانيت في بداية حياتي من التشفير، لأن أعمالي استمرت 5 سنوات تعرض على قنوات art المشفرة، و90% من الشعب العربي لم يكن يشاهدها، والبلات فورم أعادت نفس الأمر لأن ليس كل الجمهور العربي مشترك في المنصات التي اصبحت متعددة، ولكن العالم بأكمله يسير في نفس الاتجاه واصبح أمر واقع، ولذلك نتمنى وجود بلات فورم عربية قوية تكون لكل العرب وتشمل كافة الأعمال بمشاركة الدول العربية، حتى نتمكن من المنافسة بمحتوى عربي شامل وقوي ومؤثر اما عن الدراما القصيرة، فدائما نحكي أن هناك أفكار لا تحتمل 30 حلقة، ويضطر الكاتب للمط من أجل ارضاء المنتج ويحشو العمل بأحداث لا علاقة لها بالعملن وتصبح المسلسلات تفصيل على مقاس شهر رمضان، ولكن مؤخرا بدأ الشكل يتغير كثير، واعتبر أن هذا أمر فرض علينا وكان من المفترض أن نبادر بتطبيق هذا الشكل من زمان بدلا من أن نلجأ له به بعد نجاح نتفلكس في تنفيذه.
كيف نخوض غمار التجديد والتطوير السينمائي .. وهل الفن يمكن أن ينقل مجتمعاتنا للأفضل ؟
علينا أن نخرج من مأزق السينما الحالي بنقل واقع مجتمعاتنا والتفتيش في قضايانا الداخلية، والتي يمكن أن تخرج منها درما وموضوعات انسانية مهمة جدا ومؤثرة، ولكن للأسف دائما نبحث خارج مجتمعاتنا  ونقلد الغرب، ولا نوجه بوصلة الأفكار لحياتنا وهمومنا ومشاكلنا داخل المجتمعات العربية، برغم أننا حاليا في الوطن العربي بأشد الحاجة لتقديم موضوعات من واقعنا وحكايات درامية وسينمائية يمكن أن تكون صدمات كبيرة، وبالفعل الفن قادر على تطوير المجتمعات العربية ولكن علينا أن ننظر لأنفسنا بعيوننا وبثبات في مواقفنا تجاه قضايانا دون تردد أو قلق، ويجب أن ينقل الكتاب والمبدعين التناقضات والاشكاليات داخل مجتمعاتنا نصنع منها دراما تؤثر وتغير الواقع للأفضل.

وما أسباب تراجع الدراما التاريخية في الوطن العربي مؤخرا ؟
مشكلة الدراما التاريخية بالعالم العربي أنها أصبحت أثيرة الوثيقة التاريخية (ما في مسلسل تاريخي اتقدم خلال 20 سنة وبه معالجة درامية بشكل معاصر)، فيجب أن نقدم التاريخ بطريقة معاصرة (عصرنة القصص التاريخية)، وهذا حدث في عمل واحد فقط هو "الزير سالم" للمخرج الراحل حاتم علي والمؤلف ممدوح عدوان، والعمل كان يتحدث عن الثأر ونحن نعيش في عصر جديد به حكومات وقوانين وشرطة وقضاء، والعمل كل شخصياته تسعى للثأر، فكان هناك معضلة كبيرة في تقديمه لمجتمع أصبح يسير بقوانين وبه أمان كبير، والكاتب عمل شئ مميز للتغلب على هذا الأمر، وهو أن كل شخص يموت بسبب الثأر كان يحاكم نفسه من خلال مونولوج خاص لكل شخصية ويسأل نفسه لماذا اردت أن أكون قاتلا، أيضا هناك أسباب أخرى منها مثلا أن الأعمال التاريخية والسيرة تقدم للجمهور ما يعرفه من معلومات، ولذلك لا يهتم المشاهد بمتابعة أحداث وشخصيات يعرفها جيدا وقرأها وسمع عنها كثيرا، ويجب للتغلب على هذا الأمر أن نقدم الدراما التاريخية برؤية حديثة متطورة تتناسب مع العصر الحالي، كما يجب أن نقدم حكايات وأحداث لا يعرفها المشاهد لتجذبه (نحن بحاجة لتاب يعالجوا التاريخ بوجهة نظر معاصرة لأن الجمهور مل من التقليد والتكرار وتقديم موضوعات مستهلكة ومعروفة)، ويجب أن يشاهد الجمهور على الشاشة تفاصيل جديدة لم يعرف عنها شئ في الأحداث التاريخية.