سفير فرنسا في أستراليا: "كيف كذبوا في وجهي طيلة 18 شهرا!"
قال سفير فرنسا في أستراليا جان بيير تيبو إن المسؤولين الأستراليين كذبوا عليه وأثاروا مخاطر مواجهة في آسيا بعقدهم صفقة غواصات مع واشنطن ولندن قوضت الثقة في التحالفات الديمقراطية.
وفي تصريحات أدلى بها لوكالة "أسوشيتد برس" الجمعة، قبل أن يعود إلى مكتبه في كانبيرا، أكد تيبو عزم بلاده على حماية مصالحها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتعزيز استراتيجية أوروبا الجيوسياسية تجاه نفوذ الصين المتنامي.
وقال الدبلوماسي: "الطريقة التي تتعاملون بها مع حلفائكم لها صدى في المنطقة.. منطق المواجهة ليس جيدا للسلام والاستقرار في المنطقة. نعتقد أننا يجب أن نتصرف بطريقة أخرى".
وكانت الحكومة الفرنسية استدعت تيبو إلى باريس الشهر الماضي مع السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة، بعد أن عقدت أستراليا اتفاقا مع الولايات المتحدة من أجل الحصول على أسطول من ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية مبنية باستخدام التكنولوجيا الأمريكية.
وألغى اتفاق واشنطن ولندن وكانبيرا، المخفي عن المسؤولين الفرنسيين، عقدا سابقا بقيمة 66 مليار دولار مع أستراليا لشراء 12 غواصة تقليدية تعمل بالديزل والكهرباء من شركة فرنسية.
بصرف النظر عن العقد، تعتقد فرنسا أن الصفقة أضرت بالتحالفات القديمة، وتم تجاهل مصالحها في المحيط الهادئ، حيث لفرنسا مليونا مواطن و7 آلاف جندي في مناطق تابعة لباريس.
وتابع السفير: "لا أفهم كيف كان ممكنا ارتكاب مثل هذه الكذبة.. لا أفهم كيف كان الناس والعديد منهم أعرفهم، قادرين على الكذب علي.. وجها لوجه لمدة 18 شهرا"، في إشارة إلى المسؤولين الأستراليين الذين عمل معهم.
وأشار تيبو إلى أن بلاده تصنع غواصات تعمل بالطاقة النووية، وقال إن أستراليا رفضتها عندما تم إبرام اتفاقها لأول مرة في عام 2016، واختارت الغواصات التي تعمل بالديزل بدلا من ذلك.
وأكد الدبلوماسي أن فرنسا تتجه الآن إلى "شركاء آخرين موثوق بهم في المنطقة"، وهي الهند واليابان وكوريا ونيوزيلندا.
وقال إن تعزيز استراتيجية الاتحاد الأوروبي في المحيطين الهندي والهادئ سيكون أولوية بالنسبة لفرنسا حيث تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد في الأول من يناير المقبل.