الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خلل وهبوط في الهيكل والجسم.. دراسة تكشف احتمالية انهيار سد النهضة ومخاطره على السودان ومصر

الرئيس نيوز






لا تزال المخاوف من انهيار سد النهضة الإثيوبي، الذي يُبنى على النيل الأزرق تسيطر على المصريين وقبلهم السودانيين باعتبارهم الأكثر تأثرا لقربهم من السد، خاصة في ظل عدم وجود دراسات من أديس أبابا حول أمان السد حتى الآن. 

زادت من هذه المخاوف، دراسة حديثة أجرها فريق بحثي يرأسه أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض المصري في أمريكا الدكتور هشام العسكري، وتضم أيضا وزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطي، و7 باحثين آخرين، والتي كشفت عبر تحليل صور الأقمار الصناعية عن وجود هبوط ونزوح في هيكل سد النهضة، والسد المساعد له المعروف باسم سد السرج. 


ذكرت الدراسة أن سد النهضة المعروف سابقًا باسم سد الألفية، قيد الإنشاء حاليًا، يتم ملؤه بمعدل سريع دون تحليل معروف كافٍ للتأثيرات المحتملة على جسم هيكل السد، موضحا أن ملء سد النهضة لا يؤثر على هيدرولوجيا حوض النيل الأزرق وتخزين المياه وتدفقها فحسب، بل إنه يشكل أيضًا مخاطر هائلة في حالة الانهيار.  


أوضحت الدراسة المنشورة عبر موقع preprints العلمي، أن سد المسابح الذي يقع في السودان على بعد 116 كم فقط من مجرى النهر، إلى جانب 20 مليون سوداني يستفيدون من هذا السد، سيكون مهددًا بشكل خطير في حالة انهيار سد النهضة.


قال الدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض المصري في أمريكا، إن الدراسة اعتمدت على تحليل صور القمر الصناعي  Sentinal-1 في قياس احتمالات انهيار السد، مستعرضة أنماط التشوه المرتبطة بأقسام مختلفة من السد الرئيسي لسد النهضة وسد السرج المساعد، عبر تحليل 109 صورة للقمر الصناعي Sentinel-1 SAR، في الفترة من ديسمبر 2016 إلى يوليو 2021، باستخدام تقنية قياس التداخل بالرادار ذي الفتحة التركيبية التفاضلية لإظهار اتجاهات التشوه للسد.


أوضح العسكري، أن السلسلة الزمنية الناتجة عن تحليل صور الأقمار الصناعية بوضوح إلى اتجاهات النزوح المختلفة في أقسام مختلفة في السدين، حيث أظهرت نتائج تحليل البيانات الزمنية المتعددة حول منطقة المشروع وحولها هبوطًا غير متسق في أطراف السد الرئيسي لسد النهضة، وخاصة الجانب الغربي من السد. 


سجلت الدراسة نزوحًا متفاوتًا في المدى من 10 ملم إلى 90 ملم عند قمة السد، موضحة أن النتائج اللاحقة موثوقة ودقيقة للغاية.

أظهر التحليل الإضافي لمعدل الانحدار إزاحة رأسية على الجانب الغربي من السد الرئيسي للسد مقارنة بالجانب الشرقي، بينما تُضيف الهياكل الجيولوجية المحلية التي تتكون من مناطق ضعيفة تحت سد السرج المصاحب لسد النهضة المزيد من عدم الاستقرار في هيكلها.

حددت الدراسة سبع عُقد حرجة على سد السرج تتطابق مع الصدوع التكتونية الواقعة تحتها، والتي تعرض درجة متفاوتة من النزوح الرأسي. 



حسب الدراسة، قد تفسر المناطق الجيولوجية الضعيفة تحتها ووزن السد نفسه إلى حد ما هذا التناقض وحالات النزوح الرأسية غير المنتظمة، ذاكرة أن الخلايا الأكثر تضررًا لاحظنا قيمة إزاحة إجمالية تبلغ 90 مم تقريبًا خلال فترة الدراسة بأكملها (20 مم / سنة تقريبًا) للسد الرئيسي، بينما تبلغ قيمة الإزاحة الإجمالية لسد السرج 380 مم تقريبًا خلال نفس الفترة، أي (85 مم/ سنة).