قراءة وتحليل في قمة بغداد بعد حضور السيسي وماكرون وأمير قطر ومشاركة تركيا
اجتمع عدد من قادة الشرق الأوسط والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس السبت لحضور قمة استضافتها العاصمة العراقية بغداد في محاولة لوضع نفسها كأرضية مشتركة للحوار الإقليمي.
وأكدت صحيفة The Weekly الأمريكية أنه على الرغم من مجموعة من التحديات الإقليمية المحلية والأجنبية التي تواجهها بغداد، فإنها تريد وضع نفسها كملتقى للدولة الجارة حيث يمكن عقد المباحثات وتسوية الخلافات بدلاً من تصفية حساباتهم على أراضيها.وتعد معظم العلاقات داخل منطقة الشرق الأوسط متوترة بشكل رئيسي بسبب العداء بين إيران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين من جهة أخرى. وقال منظمو القمة إنهم لا يتوقعون أي إنجازات دبلوماسية في القمة قبل أن تجلس هذه الدول حول الطاولة فسيكون ذلك إنجازًا في حد ذاته.
وكان من بين رؤساء الدول المشاركة في القمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك عبد الله الثاني العاهل الأردني، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الفرنسي ماكرون وأرسلت الكويت والإمارات رئيسا حكومتيهما وشاركت تركيا بإيفاد وزير خارجيتها.
تهدف رحلة ماكرون إلى العراق على مدى يومين إلى دعم الحوار الإقليمي، والالتقاء بالقادة السياسيين العراقيين، وزيارة القوات الخاصة الفرنسية المشاركة في القتال المستمر ضد تنظيم داعش الإرهابي.
تريد السلطات العراقية أن يكون اجتماع القمة رفيعة المستوى في بغداد دفعة كبيرة للعراق وقيادته العليا، حيث يبعث برسالة تضامن عربي مع البلد، الذي انجذب بشكل متزايد إلى فلك إيران في السنوات الأخيرة. وكان القادة العرب يتجنبون البلاد إلى حد كبير على مدى العقود القليلة الماضية بسبب مخاوف أمنية وسط حروب متتالية واضطرابات داخلية، وكثيرا ما تعرض مطارها لهجمات بالصواريخ.
وقال المحلل السياسي إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي العراقي في بغداد "هذه القمة تمثل عودة العراق كلاعب محوري في المنطقة، فجلوس الأطراف المتنافسة على طاولة واحدة هو خطوة مهمة في هذا الاتجاه".
ومن المنتظر أن يناقش المشاركون أزمة المياه الإقليمية والحرب في اليمن والأزمة الاقتصادية والسياسية الحادة في لبنان التي أوصلت البلاد إلى نقطة الانهيار.
ولم ترسل إيران الشيعية والسعودية السنية، الخصمان القديمان للهيمنة الإقليمية، رؤساء دولهما أو حكوماتهما إلى القمة وقالت إيران إنها سترسل وزير خارجيتها، بينما لم تعلن السعودية بعد عن ممثلها في القمة. استأنف البلدان المحادثات المباشرة في العراق في أبريل من هذا العام، لكن لم يتم التوصل إلى نتائج مهمة حتى الآن. وقال مسؤولون إيرانيون إنهم يركزون أكثر على نتيجة المحادثات في فيينا مع القوى الغربية بشأن برنامج إيران النووي والعقوبات الدولية.
وقال مسؤول إيراني لرويترز قبيل قمة بغداد "الاجتماع في العراق يركز فقط على العراق وكيف يمكن لدول المنطقة التعاون لمساعدة العراق". وينظر إلى الاجتماع على أنه فرصة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لإبراز جهوده الأخيرة لتصوير العراق كوسيط محايد في أزمات المنطقة وإعادة التعامل مع العالم بعد عقود من الصراع.
وقال مسؤول حكومي عراقي لوكالة أسوشيتيد برس إنه يتوقع أن يجري مسؤولون سعوديون وإيرانيون محادثات على هامش الاجتماعات. وقال إن الهدف هو جلب الأطراف التي كانت بينها خلافات شتى إلى طاولة واحدة وخلق مناخ سياسي لحل المشاكل العالقة. وأضاف المسؤول إن رسالة العراق في القمة هي أنه يقف على نفس المسافة من جميع الأطراف.
ودفع التنافس بين الولايات المتحدة وإيران الشرق الأوسط إلى حافة الحرب بعد أن قتلت الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رئيس برنامج التوسع الإقليمي الإيراني، قاسم سليماني، في غارة بطائرة بدون طيار على مطار بغداد في عام 2020.
شنت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق هجمات متطورة بطائرات بدون طيار وصواريخ على القواعد العسكرية الأمريكية، كما أطلقت طائرات بدون طيار على الرياض. كما استهدف الحوثيون المدعومون من إيران منشآت نفطية سعودية ومواقع مدنية من خلال هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ. وانتشرت قوات عراقية خاصة في بغداد خاصة حول المنطقة الخضراء التي تضم سفارات أجنبية ومقر الحكومة العراقية.