تعاون عسكري نادر بين السعودية وروسيا.. حلفاء أمريكا إلى أين؟
وقعت المملكة العربية السعودية وروسيا اتفاقية عسكرية جديدة، في إشارة التقطها المراقبون إلى جفوة مؤقتة مع حليف الرياض الرئيسي الولايات المتحدة.
ووقع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان الاتفاقية مع العقيد الروسي الجنرال ألكسندر فومين في المنتدى الفني العسكري الدولي (ARMY 2021) المنعقد بالقرب من موسكو.
وأشارت صحيفة موسكو تايمز إلى أن الاتفاقية تمثل تغييرًا لافتاً في السياسة الدفاعية للمملكة العربية السعودية، حيث اشترت الرياض جميع أسلحتها تقريبًا من الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين - مثل فرنسا والمملكة المتحدة - على مدار الخمسين عامًا الماضية.
وقال الأمير خالد بن سلمان في تغريدة عقب الاجتماع مع مسؤولي الدفاع الروس: "بحثنا مساعينا المشتركة للحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة واستعرضنا التحديات المشتركة التي تواجه بلدينا".
كما التقى الأمير خالد بوزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في اجتماع قال إنه بحث سبل "تعزيز التعاون العسكري والدفاعي بين بلدينا".
وأعلن الأمير: "وقعت اليوم اتفاقية مع نائب وزير الدفاع الروسي العقيد ألكسندر فومين بين المملكة وروسيا الاتحادية تهدف إلى تطوير التعاون العسكري المشترك بين البلدين.
ومن جانبه، قال شويغو خلال المحادثات "نحن نهدف إلى تطوير تدريجي للتعاون في المجالات العسكرية والعسكرية الفنية في كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك".
كما تحدث عن أنظمة الأسلحة الروسية الجديدة، والتي "أثبتت جميعها أنها فعالة للغاية في سوريا".
ورجح بعض المعلقين أن العلاقات الدافئة بين روسيا والمملكة العربية السعودية تشير إلى تردد من الرياض بشأن مصداقية الولايات المتحدة كحليف طويل الأمد.
وعلق ديفيد إجناتيوس كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست على الاتفاقية قائلاً: "السعودية، التي غابت بشكل ملحوظ حيث ساعدت قطر والإمارات وحلفاء خليجيون آخرون على إجلاء الأمريكان من كابول، قررت الآن تعزيز العلاقات الدفاعية مع روسيا".
وأضاف إجناتيوس: "كما هو الحال مع معظم تحركات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فإن هذا الاندفاع تجاه موسكو يحتمل أن يكون خطيرًا بدجة ما بالنظر إلى أن السعوديون يعتمدون على الأسلحة والدعم الأمريكي".
واشارت الصحيفة الروسية إلى أن الولايات المتحدة صدمت العديد من حلفائها في الناتو بخروجها الدراماتيكي من أفغانستان.
وتعد المملكة العربية السعودية من أكبر مستوردي للأسلحة في العالم بينما تعد روسيا ثاني أكبر مصدر للأسلحة في العالم بعد الولايات المتحدة.
وأثيرت مخاوف بشأن بيع أسلحة أوروبية وأمريكية للسعودية بسبب استمرار الحرب في اليمن لأكثر من 6 سنوات.
كما أعربت المملكة العربية السعودية عن اهتمامها بشراء نظام الدفاع الجوي الروسي S-400.
ماذا عن مصر؟
سلطت وكالة الأنباء الروسية (تاس) الضوء على تصريحات وزير الدفاع الفريق أول محمد زكي بشأن اتجاه النية المتبادلة للقيادة السياسية في مصر وروسيا لإحياء العلاقات الودية طويلة الأمد التي تربط شعبي روسيا ومصر.
وفي موسكو، قال وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول محمد زكي خلال اجتماع اللجنة الروسية المصرية المشتركة للتعاون العسكري الفني، الثلاثاء، إن وزارة الدفاع المصرية تعتزم الارتقاء بجميع مجالات التعاون العسكري مع الزملاء الروس إلى مستوى جديد.
وتابع الوزير: "إن التقدم الذي تم إحرازه خلال هذه الفترة القصيرة من تطور الأبعاد المختلفة لتعاوننا العسكري يؤكد مرة أخرى أننا نسير على الطريق الصحيح. ونحن نرغب بشدة في مواصلة تطوير هذا التفاعل في جميع المجالات وبروح الثقة المتبادلة، ويكتسب هذا أهمية خاصة في ضوء المستوى المتزايد والمتنوع من التهديدات في أشكالها القياسية وغير القياسية، والناجمة عن تدهور الوضع في مجال الأمن الدولي".
ولفت إلى ضرورة إعادة الاستقرار والأمن إلى منطقة الشرق الأوسط مع رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت ذرائع مختلفة.
وشكر وزير الدفاع نظيره الروسي سيرجي شويجو على دعوته إلى المنتدى الفني العسكري وعلى الاهتمام بتنفيذ مهام التعاون العسكري الفني الثنائي.