الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قطر تحذر المسؤولين الأمريكيين من الأزمات المتزايدة في القواعد التي تأوي المتعاونين الأفغان

الرئيس نيوز



تم إجلاء عشرات الآلاف من الأمريكيين والأفغان وغيرهم من الأجانب من مطار كابول الدولي إلى منشآت وقواعد عسكرية أمريكية في قطر، بعد أن تلقت الدوحة نداءات عديدة من من الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مسؤولي إدارته.

وحذر المسؤولون القطريون نظرائهم الأمريكيين من أن الوضع في القواعد الأمريكية التي توفر مأوى لآلاف الأفغان الذين تم إجلاؤهم، يزداد خطورة، وفقًا لتقرير داخلي تتداوله مكاتب وزارة الخارجية الأمريكية وحصلت عليه شبكة ABC News الإخبارية.

تحدث بعض الأفغان والأمريكيين الذين تم إيواؤهم في القواعد العسكرية الأمريكية التي تستضيفها قطر علنًا عن نقص غرف الإقامة والطعام والماء والمرافق ناهيك عن ارتفاع دجة الحراة في قطر، لكن التحذيرات العاجلة من المسؤولين القطريين لنظرائهم الأمريكيين تطرقت كذلك عن مدى عجز المنشآت عن استيعاب آلاف اللاجئين والمخاطر التي تنطوي عليها تلك الظروف، بما في ذلك ممارسات تصنف على أنها اتجار بالبشر.

وردا على سؤال حول الأوضاع، أمس الثلاثاء، قال السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي للصحفيين إن الإدارة "على دراية" بهذه المشاكل، ولكنها "تعمل بسرعة على تحسين الأوضاع هناك".

وأضافت بساكي: "بالتأكيد، نريد أن يعامل الأفراد الذين يتم إجلاؤهم باحترام، نريدهم أيضًا أن يكونوا آمنين، ومن هنا تأتي ضرورة السرعة في اتخاذ الإجراءات المناسبة، لكننا عملنا على تحسين الظروف بمجرد علمنا بذلك".

لكن في اجتماعات أخرى، لا تنقطع منذ يوم الاثنين، ما زال مسؤولو وزارة الخارجية القطرية يعربون عن مخاوفهم من "تدهور الأوضاع الصحية والأمنية" والاكتظاظ في قاعدة العيديد الجوية ومعسكر السيلية، بحسب التقرير الداخلي.

على وجه الخصوص، أخبرت لولوة الخاطر، مساعدة وزير الخارجية القطري، السفير الأمريكي في الدوحة جون ديروشر أن كلا القاعدتين "قد بلغت طاقتها القصوى للإيواء بطريقة آمنة ومأمونة" وحذرت الخاطر من "الأزمات المتزايدة" في كل منهما.

وتشمل القاعدتان الأمريكيتان في قطر منشآت عسكرية أمريكية تستضيف آلاف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، على الرغم من تراجع الضغط عليهما في الأيام الأخيرة مع قبول المزيد من حلفاء الولايات المتحدة رحلات الإجلاء، وخاصة ألمانيا.

وقال المتحدثة باسم وزارة الخارجية لشبكة ABC الإخبارية،  الثلاثاء، "حقيقة أن لدينا الآن أكثر من عشرين دولة، عبر أربع قارات، تشارك في هذه العمليات فقد ساهم ذلك بكل تأكيد في التكدس في الدوحة"، مضيفة أن الخارجية الأمريكية "تعمل عن كثب لتحسين الظروف على الأرض في قطر".
كان المسؤولون القطريون قد أعربوا عن قلقهم بشكل خاص من "حظيرة الطائرات الأفغانية" التي تقع بقاعدة العيديد، وفقًا للتقرير الداخلي، وتضم الحظيرة حوالي 4500 أفغاني.

وبحسب التقرير، هناك أربعة آلاف أفغاني آخرين في معسكر السيلية، حيث حذر المسؤولون القطريون من "تصاعد التوترات بين الأفغان"، ولم يدلوا باي تفاصيل أخرى.

كما أعرب خليفة جاسم الكواري، مدير المساعدات الخارجية والتنمية بالخارجية القطرية، عن شكوكه في أن حكومة الولايات المتحدة لديها ما يكفي من الموظفين والغذاء والأدوية في معسكر السيلية لرعاية الأفغان بشكل صحيح هناك، حسبما ذكر التقرير أنه أخبر به مسؤولي إدارة بايدن.

قال المسؤولون القطريون لنظرائهم الأمريكيين إن المنشأة الأمريكية هناك تفتقر إلى المراحيض الكافية والصرف الصحي الأساسي. في الواقع، قدمت جمعية الهلال الأحمر القطري بالفعل شاحنات استحمام متنقلة ومستلزمات النظافة في الأيام الأخيرة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الماسة، ورتبت وزارة خارجيتها لتعزيز خدمات النظافة الشخصية.

قال متحدث باسم وزارة الخارجية لشبكة ABC News يوم الثلاثاء إن الإدارة تعمل على تحسين الظروف، بما في ذلك من خلال جلب وحدات تكييف الهواء، وتحسين الصرف الصحي، وزيادة الإمدادات، وتوسيع المساكن، وزيادة عدد الموظفين لنقل بعض الأشخاص بسرعة أكبر إلى خارج قطر. واستقبلت قطر حتى اليوم أكثر من 20000 شخص وأرسلت مئات المواطنين الأمريكيين إلى الولايات المتحدة.

بالإضافة إلى الغذاء والماء، أعرب المسؤولون القطريون عن قلقهم بشأن "ما إذا كان بإمكان حكومة الولايات المتحدة توفير الأدوية الكافية ومتطلبات الرعاية الصحية للأعداد الكبيرة من الأفغان الوافدين"، بحسب التقرير. وحثت لولوة الخاطر المسؤولين العسكريين الأمريكيين على "حشد المزيد من موارد الرعاية الصحية لرعاية الأفغان".

وقالت الخاطر للمسؤولين الأمريكيين إن هناك "خطر تهريب البشر في مثل هذه الظروف وسلطت الضوء على حالات الأطفال القصر الذين لا يصحبهم ذووهم القادمين من كابول"، وفقا للتقرير الداخلي.

وطالبت الخاطر ومسؤولون قطريون آخرون الولايات المتحدة بتقديم بيانات عن جميع الرحلات الجوية القادمة والمغادرة - قائلة إنه على الرغم من تقدير جهود الولايات المتحدة، لكن القلق يتصاعد بسبب عدم وجود نظام معين يحدد أولويات صعود الأشخاص على متن تلك الرحلات في كابول.

وقال المتحدث الأول باسم وزارة الخارجية الأمريكية لشبكة ABC News أمس الثلاثاء إن مسؤولي المخابرات الأمريكية وإنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب يجرون عمليات فحص وتدقيق أمني لجميع الأفغان قبل أن يتمكنوا من دخول الولايات المتحدة. لكن من غير الواضح ما هي الخطوات التي يتم اتخاذها لطمأنة المسؤولين القطريين.

وعلى الرغم من المخاوف عالية المستوى، أشار تقرير وزارة الخارجية الداخلية إلى أن التعاون بين البلدين بشأن "أزمة نقل الأفغان قد تحسن بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة".