الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

وفاة بشبهة الاغتيال.. الأوروبي يدين حادثة نزار البنات.. والفصائل تدعو للشارع.. والسلطة تحقق

الرئيس نيوز

بدا أن وفاة الناشط الفلسطيني، نزار بنات، المثيرة للشبهة، بدأت تأخذ منحى جديد، حيث دخلت أطراف دولية على الخط، بإدانة ما حدث على الرغم من أن السلطة الفلسطينية تقول إن نزار توفي إثر أزمة قلبية حادة عقب وصوله مقر احتجازه، فيما دعت الفصائل الفلسطينة إلى وقفة احتجاجية في الشارع تضامنًا مع نزار.
مكتب الاتحاد الأوروبي في فلسطين، وكذلك الممثلية الكندية، عبرا عن صدمتهما من وفاة الناشط والمرشح والتشريعي السابق نزار بنات، بعد اعتقاله من قبل قوات الأمن الفلسطينية الليلة الماضية، وقال مكتب الاتحاد الأوروبي في بيان، اليوم الخميس: "مصدومون وحزينون لوفاة الناشط والمرشح التشريعي السابق نزار بنات، عقب اعتقاله من قبل قوات الأمن الفلسطينية الليلة الماضية. تعازينا إلى عائلته وأحبائه. يجب إجراء تحقيق كامل ومستقل وشفاف فورا".
كما أصدر مكتب الممثلية الكندية لدى السلطة الفلسطينية، بيانا أعرب فيه عن صدمته من الحادث، وأكد فيه دعم كندا لحرية التعبير ولضرورة ضمان مساحة آمنة للشخصيات السياسية وأعضاء المجتمع المدني.

من هو نزار؟
كانت حالة من الجدل والاستنكار شهدها الشارع الفلسطيني عقب وفاة الناشط والحقوقي الفلسطيني، نزار بنات، بعد أن اعتقلته أجهزة الأمن الفلسطينية، مطلع الأسبوع الجاري، ما اعتبر أن الحادث اغتيالا، وأن السلطة الفلسطينية هي من تتحمل المسؤولية.
يعد الناشط نزار بنات، الذي كان ينوي خوض الانتخابات البرلمانية قبل إلغائها في وقت سابق من هذا العام، من أشد منتقدي السلطة الفلسطينية، وقد سبق ودعا الدول الغربية إلى قطع المساعدات عنها بسبب ما اعتبره انتهاكاتها لحقوق الإنسان.
خلال مايو الماضي أطلق مسلحون الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع على منزله بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية، حيث كانت زوجته بالداخل مع أطفالهما، حينها ألقى نزار باللوم في الهجوم على حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس محمود عباس والتي تهيمن على قوات الأمن، قائلا إنها فقط من يمكنها الحصول على الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.

انتقاد حاد
وقد أجرى نزار مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" في مايو، وقال خلالها: "يحتاج الأوروبيون إلى معرفة أنهم يمولون هذه المنظمة بشكل غير مباشر"، موضحًا: "أنهم يطلقون نيران بنادقهم في الهواء في احتفالات "فتح"، ويطلقونها في الهواء عندما يقاتل قادة "فتح" بعضهم البعض، ويطلقونها على من يعارضون فتح".
نزار اتهم أيضًا خلال المقابلة أنصار حركة "فتح" البارزين بشن حملة تحريضية ضده عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إنهم يتهموه بالتعاون مع إسرائيل، وهو ادعاء خطير في الأراضي الفلسطينية يصل إلى حد الخيانة، نافيا صحة الاتهام.
اعتقال نزار
في وقت سابق من هذا الأسبوع، اعتقلت قوات الأمن الفلسطينية نزار واحتجزته طوال الليل بعد أن أطلق موجة من الانتقادات للسلطة الفلسطينية على "فيسبوك".
فيما كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية تفاصيل واقعة وفاة الناشط والحقوقي الفلسطيني، نزار بنات، التي أثارت جدلًا واسعًا وانتقادات حادة للسلطة لاسيّما وأنها وقعت بعد ساعات من اعتقاله، الأمر الذي عدّه البعض "اغتيالًا".
وعقب وقاعة الوفاة، قالت محافظة الخليل، في بيان مُقتضب، إن صحة (نزار بنات) تدهورت عندما اعتقلته القوات الفلسطينية فجر الخميس. وذكرت أنه نُقل إلى مستشفى حيث فاضت روحه وأُعلنت وفاته لاحقًا.
ابن عمه، عمار بنات، قال لإذاعة محلية، إن نحو 25 من قوات الأمن الفلسطيني داهموا المنزل الذي كان يقيم فيه نزار وفجّروا الأبواب والنوافذ.

وتابع مُستشهدًا برواية اثنين من أبناء عمومته كانا حاضرين لحظة الاعتقال: "ضربوا نزار بقضيب حديدي ورشوا رذاذ الفلفل في عينيه قبل تجريده من ملابسه وسحبه إلى سيارة".
وتشير بعض التقارير إن سبب الاعتقال، هو انتقاده القيادة الفلسطينية لاتفاقها مع إسرائيل على تسلم مليون جرعة من لقاح مضاد لكورونا "قبل انتهاء صلاحيتها"، مقابل حصول تل أبيب على شحنة قادمة من اللقاحات المخصصة للسلطة. وألغت السلطة الفلسطينية الاتفاق لاحقًا بعد موجة انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت إسرائيل إن الجرعات التي أرسلتها "آمنة وفعالة".
استنكار فلسطيني
وأثارت وفاة نزار ردود استنكار واسعة في الداخل الفلسطيني؛ إذ حملت حركة "حماس"، عباس، المسؤولية الكاملة عن كل مضاعفات ونتائج الوفاة، ورأى القيادي في "حماس"، سامي أبوزهري، أن جريمة اغتيال بنات "تعكس السياسة الدموية للسلطة في تصفية الحسابات"، داعيًا إلى محاكمة القتلة.
كما اتهم محمد دحلان، القيادي السابق في حركة "فتح"، الرئيس الفلسطيني والأجهزة الأمنية الفلسطينية بقتل نزار. وكتب على فيسبوك: "ليس هناك كلام يمكن أن يصف جريمة قتل الناشط الوطني البارز، الشهيد نزار بنات من قبل محمود عباس وقادة أجهزته الأمنية".

أما الفصائل الفلسطينية فقد عبّرت عن رفضها لسياسة الاعتقال السياسي أو استخدام العنف أو التعذيب ضد المواطنين على خلفية حرية الرأي والتعبير. فكتب القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة "فتح"، غسان جاد الله أن "جريمة قتل نزار بنات الناشط السياسي والمرشح لعضوية المجلس التشريعي تستوجب ردًا وطنيًا وجماهيريًا وفصائليًا بحجم كل هذه الكراهية والحقد الذي تكنه سلطة المقاطعة لمعارضيها".
حمّلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السلطة مسؤولية "اغتيال" الناشط والمعارض نزار بنات. وقالت "ليس مقبولاً أن تواصل السلطة اعتقال النشطاء.
ودعت القوى الوطنية والاسلامية في غزة إلى المشاركة في وقفة احتجاجية، اليوم، استنكارا لما سمته "جريمة اغتيال المناضل نزار بنات" بساحة الجندي المجهول في غزة.

لجنة تحقيق
بدوره، قرر رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، بتشكيل لجنة تحقيق فورية ومحايدة، برئاسة وزير العدل محمد الشلالدة، ورئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك، وطبيب ممثل عن عائلة بنات، للتحقيق في وفاة نزار.
وقال في بيان عبر "فيسبوك"، إن اللجنة ستبدأ أعمالها فورا للبحث والتقصي والوقوف على أسباب وفاة بنات، وستعتمد على نتائج التشريح وتستمع إلى شهادات عائلته وشهود العيان والمسؤولين، وأضاف أنه "سيتم مد اللجنة بكل المعطيات والتفاصيل التي تمكنها من التقدم بعملها، من أجل تسريع كشف الحقيقة وتقديمها كاملة وبكل مصداقية للرأي العام".