الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"حاولوا قلب نظام الحكم".. أطماع الإخوان في السعودية تنتهي بالفشل

الرئيس نيوز

يبدو أن أكبر أعداء للإخوان هم الإخوان أنفسهم، فبعد فشل الحركة في حكم مصر في 2012؛ ذلك الفشل الذي أجج ثورة 30 يونيو الشعبية في 2013، وبعد انهيار نظامهم الأمني والمالي والسياسي، توقع الجميع أن يعيد تنظيم الإخوان تقييم موقفه وتصحيح أخطائه ووضع حد للجرائم الأخلاقية والسياسية التي ارتكبه ضد العالمين العربي والإسلامي. لكن لم يكن هذا هو الحال.

وذكرت صحيفة Media Line أن "من يراجع أدبيات وكتابات الإخوان سيجد أنهم تمادوا في تضليل أنصارهم وأتباعهم قبل أن يضللوا الآخرين. جعل الإخوان ملايين الناس يعتقدون أن العالم العربي ضل عن خطى الإسلام وعاد إلى الجاهلية في محاولة ساذجة لإقناع الجماهير بأن السبيل الوحيد لتصحيح الوضع هو اتباع الإخوان. وصور التنظيم نفسه على أنه السبيل الوحيد للخلاص للمسلمين المتدينين".

وبحسب الصحيفة، أجبر تنظيم الإخوان أتباعه على رفض أي نظرة أخرى للعالم وصور لهم أن الخارج عن عقيدة التنظيم خارج عن الملة وكافر.
ويصنف تنظيم الإخوان نفسه على أنها أمة خاصة لها اجتهاداتها ومؤسساتها المالية الخاصة. كما يحافظ التنظيم على السرية المطلقة وتعامل أعضائه كما لو كانوا أعضاء في مجتمع ماسوني وعن إخفاقاتهم في السعودية.

وذكرت الصحيفة أن التنظيم سعى للإطاحة بالحكومة السعودية قبل أشهر قليلة من الربيع العربي، ومول تنظيم الإخوان وأطلقت حزب الأمة الإسلامي السعودي، على أمل إنشاء منصة سياسية يمكن أن يحدث عليها الانقلاب على النظام الملكي. ولكن على الرغم من نجاح الإخوان في تأجيج الأوضاع على الساحات التونسية والليبية والمصرية والسورية، إلا أنهم لم يتمكنوا من زعزعة الحكومة السعودية. وكانت هذه واحدة من أكبر صدمات التنظيم. 

وعلى مدار سنوات، اعتقد الإخوان أن الشارع السعودي في يدهم. وكان قادة الإخوان مقتنعين بأن بإمكانهم التلاعب بالشعب السعودي كيفما أرادوا، وأن اختراقهم لمؤسسات الدولة وصل إلى أعلى مستوياته. وكان الاختبار الحقيقي الأول لهذه القوة في ما يسمى بـ "ثورة حنين" - محاولة لإثارة الفوضى في البلاد من خلال احتجاجات واسعة النطاق. لكن لم يخرج أحد إلى الشوارع. وبدلاً من ذلك، لجأ الإخوان إلى الشبكة العنكبوتية وحاولوا إطلاق ثورة إلكترونية. لكن هذا فشل أيضًا.

في سعيهم لتقويض استقرار المملكة، حاول تنظيم الإخوان إحداث الفوضى في كل مستويات الحياة السعودية تقريبًا: فقد سعوا إلى خلق انقسامات على أسس قبلية وطائفية، لتقويض الدولة والإساءة لثوابتها وتورطوا في المنافسة مع مؤسسات الدولة الدينية والثقافية علاوة على سعيهم لتقويض الاقتصاد السعودي. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد. انخرط التنظيم في عمل عسكري في محاولة لإجبار السعودية على التخلي عن سيادتها. 

وفي عام 1995 نفذ الإخوان قصفين مزدوجين لقاعدة للحرس الوطني في الرياض. ثم، في 11 سبتمبر 2001، دمروا العلاقات السعودية الأمريكية تمامًا من خلال شن الهجمات على مركز التجارة العالمي. وعلى الرغم من أساليب الإخوان المتخفية والسرية، ومحاولتهم تقويض الحكومة السعودية بأي طريقة ممكنة، نجحت الرياض في هزيمة التنظيم وأثبتت هذه أنها واحدة من أنجح المعارك التي خاضتها الرياض التي تمكنت من هزيمة الإخوان ليس فقط بقوة السيف، ولكن أيضًا بالذكاء والمثابرة السياسية.