الجمعة 29 نوفمبر 2024 الموافق 27 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

نتائج جولة وزير الخارجية الأمريكي في الشرق الأوسط: «صفر»

الرئيس نيوز

علا سعدي
قبل أن يتوجه وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إلى الشرق الأوسط في رحلته لخمس دول، استعد لمواجهة لقاء غير سار مع رئيس تركي غاضب، ورئيس مصري مهذب، ومجتمع دولي محكم قبضته في الكويت ومتردد بشكل واضح لجمع مليارات الدولارات لإعادة إعمار العراق.
– ترامب المخرب
في عمان كان على تيلرسون أن يتصدى لتأثير السياسات التخريبية للرئيس دونالد ترامب وخاصة قراره بشأن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفي لبنان كان من الصعب على تيلرسون العمل مع حكومة ضعيفة تعمل في ظل حزب الله الاتفاق على تحقيق تسوية للنزاعات البحرية والبرية بين لبنان وإسرائيل، وفقا لمعهد دول الخليج في واشنطن.
– تخوفات إسرائيلية
وأشار المعهد إلى أن الإسرائيليين حذروا إيران وحزب الله كثيرا من أنهم لن يسمحوا لهم بإنشاء وجود عسكري دائم في جنوب سوريا، وعشية وصول تيلرسون إلى القاهرة إضاءة سماء سوريا المظلمة بالصواريخ والقنابل الإسرائيلية لعرض قوتها العسكرية في سوريا بعد قيام إيران بخطوة جريئة وإرسالها طائرة دون طيار للمجال الجوي الإسرائيلي من سوريا، وأسقطت مقاتلة إسرائيلية من طراز “إف16” في سوريا، وردت إسرائيل بثماني قاذفات مستهدفة مركز القيادة الذي أسقط الطائرة الإسرائيلية للمرة الأول يمنذ عقود من الزمن.
– زيادة نوعية لأعمال العنف
تشهد سوريا منذ منتصف فبراير زيادة نوعية وحشية في العنف، حيث كثف النظام السوري حملته الجوية ضد المدنيين المحاصرين في منطقة الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها المتمردين، ولأول مرة، قادت القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا شرق نهر الفرات تحالفا مع الحلفاء الكرديين والعرب وصدت لهجوم من قبل قوات النظام الموالية لسوريا مما أسفر عن مقتل أكثر من مائة منهم.
وفي غضون أيام، فقدت كل من روسيا وإسرائيل مقاتلات نفاثة، وفقدت تركيا طائرة هليكوبتر، وفقد الإيرانيون طائرة دون طيار، وتعد أعمال العنف التي وقعت في منتصف فبراير تذكيرا صارخا بأن الحرب السورية لم تنته بعد وانما تزداد، ما يجعل مهمة تيلرسون لتحقيق الاستقرار في المنطقة بعد هزيمة تنظيم داعش شبه مستحيلة وكان عليه ان يتصارع مع حلفاء واشنطن المفترضين.
– توقعات قليلة
ولفت المعهد إلى زيارة تيلرسون إلى مصر بتوقعات قليلة، رغم أن ترامب أعرب عن إعجابه بالرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2017 إلا أن توترا شهدته العلاقات بين البلدين على خلفية علاقة مصر بكوريا الشمالية، وكان الأمر الرئيسي خلال زيارة تيلرسون للقاهرة هو مكافحة الإرهاب.
– إرهاق المانحين
وفي الكويت حاول تيلرسون الحصول علي تعهدات من حلفاء الولايات المتحدة بتقديم مساعدات لإعاد إعمار العراق ولتنشيط قطاع الاستثمار الخاص في العراق، حيث تحتاج بغداد إلي 88 مليار دولار لإعادة بناء المدن والبلدات التي دمرتها الحرب ضد داعش، وتعهد المانحون والمستثمرون في مؤتمر الكويت بتقديم 30 مليار دولار، وهناك بعض المخاوف من أن إرهاق المانحين وفساد السياسة العراقية  قد يعوقان أي نتائج إيجابية، وخلال الفترة القادمة سيتبين هل يلتزم المانحين بالتعهدات ام لا، ولكن من المفارقات ان الولايات المتحدة التي غزت العراق في عام 2003 لم تتعهد بتقديم مساعدات جديدة للعراق.

تركيا الأكثر تعقيدا
وأضاف المعهد أن تيلرسون كان يدرك جيداً أن رحلته إلى تركيا ستكون الأكثر تعقيداً وأنه سيلتقي بأكثر رجل غرابة الرئيس رجب طيب أردوغان الذي نجا من الانقلابات العسكرية في أنقرة، وتمثل زيارة تيلرسون لتركيا احتبارا لمهارته كمفاوض وقدرته على وضع الدوائر التي أنشئت بواسطة التحول السريع والخطير في الحرب السورية.
منذ سنوات كان خطاب أردوغان مليء بمشاعر معادية للغرب ومعادية للولايات المتحدة، وأصبح خطابه أكثر عدائية بعد الأنقلاب العسكري الفائل عام 2016  عندما اتهم الولايات المتحدة بشكل غير مباشر بمسؤوليتها عن الأنقلاب لأنها اعطت ملجأ سياسي لحركة فتح الله جولن زعيم حركة جولن الإسلامية.
وأوضح المعهد ان أردوغان منذ بداية الثورة السورية أيد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وفتح الحدود التركية أمام الجهاديين الذين يريدون محاربة نظام الأسد، وتدهورت علاقات انقرة مع واسنطن بعد ظهور تنظيم داعش وعملت الولايات المتحدة علي تكوين تحالف مع وحدات حماية الشعب الكردي السورية، وأصبحت هذه القوات العنصر الأساسي للقوات الديمقراطية السورية التي هزمت داعش بعد تلقيها أسلحة ودعم لوجستي وتدريب من الولايات المتحدة.
علاقات قاتمة بين واشنطن وأنقرة
يرى أردوغان أن هذا التعاون بين الولايات المتحدة وكردستان هو تحالف غير مقدس وتعهد بتدميره.  وأجرت دراسة حديثة، من قبل مركز “بروجريس” الأمريكي في واشنطن، استنادا إلى لبحوث واسعة النطاق واستطلاعات، أن العلاقات التركية الأمريكية ستزداد سوءاً.
وقال ماكس هوفمان المعد الرئيسي للدراسة “أنه لا يعتقد أن تيلرسون يمكن أن يوقف تدهور العلاقات لأن أردوغان مقتنع بأن الولايات المتحدة خدعته عندما أقامت علاقات عسكرية مع الأكراد السوريين، ونتائج الاستطلاع على ارتفاع النزعة القومية التركية مثيرة للقلق: نسبة الأتراك الذين لديهم وجهة نظر ضد الولايات المتحدة ه لها شعبية لدي الأتراك إلا ان كانت النسبة 63% ولا يصورونها بحجم السوء الذي يصوره للولايات المتحدة.
مشاركة دبلوماسية غير تقليدية
ويرى المعهد أن حل الصراعات التي تبدو مستعصية على الحل في المنطقة سيكون صعبا في ظل توفير أفضل الظروف؛ ومع القيام بذلك دون وجود سياسات أمريكية واضحة المعالم ومتماسكة في جو من انعدام الثقة الشديد والعداء الصريح، يجعل عمل تيلرسون مستحيل، لذلك فشلت جولة تيلرسون الإقليمية في إحداث فرق في وقت مليء بالتحديات  ويتطلب مشاركة دبلوماسية أمريكية غير تقليدية.