رغم تباين وجهات النظر.. القاهرة وواشنطن تتعهدان بالالتزام بمناورات «النجم الساطع»
على الرغم من بعض الخلافات السياسية بين الحين والآخر، لا تزال العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة ومصر قوية للغاية، كما أشارت القيادة المركزية الأمريكية عندما وقعت مذكرة تفاهم مع القوات المسلحة المصرية بشأن اللوجستيات وأكدت مشاركتها في مناورات النجم الساطع في مصر هذا العام.
وبحسب بيان صادر عن سفارة الولايات المتحدة في القاهرة "وقعت الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية مذكرة تفاهم لتسهيل تبادل الدعم اللوجستي العسكري والإمدادات والخدمات"، وسلط تقرير لموقع Breaking Defense العسكري الضوء على المذكرة التي لا تلزم أي من الجانبين بتقديم الدعم، إلا أنها تنشئ آلية دائمة لضمان أن القوات العسكرية الأمريكية والمصرية يمكن أن تقدما بشكل فعال دعمًا لبعضهما البعض عند الحاجة.
وذكر التقرير أن العلاقات العسكرية بين البلدين كانت دائما ممتازة. قال الباحث العسكري محمد الكناني، إن مصر كانت شريكًا عسكريًا استراتيجيًا قويًا وحيويًا للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وتسهيل مرور السفن البحرية الأمريكية عبر قناة السويس، ومنح تسهيلات وقواعد للتزود بالوقود والحصول على الإمدادات.
وشكلت سياسة مصر في تنويع العتاد العسكري تحديًا للعلاقات بين البلدين، خاصة مع سعي مصر المستمر للحصول على أنظمة دفاعية من الاتحاد الأوروبي وروسيا.
وقال جودت بهجت، الأستاذ في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الإستراتيجية في واشنطن: "على الرغم من التعاون الوثيق بين البلدين، يصر المصريون على تنويع أنظمة أسلحتهم، وما أفهمه هو أن المصريين لا يريدون وضع كل بيضهم في السلة الأمريكية، وقد حافظت مصر تقليديًا على علاقات دافئة مع روسيا والقوى الأوروبية وهم يرغبون في إظهار القوة."
بموجب المعاهدة، بدأت مصر في تلقي حزمة مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 1.3 مليار دولار، مكنت مصر على مر السنين من شراء منصات أمريكية متقدمة مثل المقاتلات النفاثة F-16 Block 52، وطائرات الإنذار المبكر E-2C، وطائرات الهليكوبتر الهجومية Apache Longbow، وطائرات الهليكوبتر من طراز Chinook. ومدرعات M1A2 ودبابات أبرام وعدد من السفن البحرية.
وتساعد المعدات الأمريكية الصنع في دعم القوات الجوية المصرية والقوات البرية والبحرية وحرس الحدود في مواجهة التهديدات لأمن مصر. وقال جوناثان كوهين، سفير الولايات المتحدة في مصر، في بيان إن التعاون الدفاعي مع مصر هو حجر الزاوية في شراكتنا الاستراتيجية، والتي تشمل مكافحة الإرهاب، وأمن الحدود، والتدريب المشترك والتخطيط لمواجهة التحديات الجيوسياسية المعقدة.
وأكد الموقع المتخصص في شؤون الدفاع أن مصر قوة إقليمية كبرى، يبلغ تعداد سكانها 100 مليون نسمة وتمتلك أكبر جيش في العالم العربي.
تسارع تنويع الموردين منذ عام 2013، عندما بدأت مصر في تحسين قدراتها العسكرية مع التركيز بشكل خاص على تعزيز قدراتها في السنوات الثماني الماضية، استحوذت البحرية المصرية على حاملتي مروحيات فرنسية من طراز ميسترال، وطلبت ما لا يقل عن ثماني فرقاطات من فرنسا وألمانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى أربع غواصات من طراز 209 من ألمانيا. وقد تم بالفعل تسليم بعض السفن.
خلال نفس الفترة، اشترت القوات الجوية المصرية 24 طائرة مقاتلة من طراز رافال متعددة المهام من فرنسا، و 46 مروحية ميج 29 M / M2 و 50 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز Ka-52.