< تصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط تثير جدلًا واسعًا بشأن غزة والعواصم العربية
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

تصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط تثير جدلًا واسعًا بشأن غزة والعواصم العربية

الرئيس نيوز

أثارت تصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال الساعات الماضية تفاعلًا واسعًا وجدلًا في الأوساط السياسية والإعلامية، وذلك بسبب حديثه عن تأثير الأوضاع في غزة على الاستقرار الداخلي في كل من السعودية، ومصر، والأردن. وقد اعتبر بعض المراقبين أن تصريحاته تحمل تهديدًا مبطنًا للدول العربية، خصوصًا في ظل الجهود التي تبذلها العواصم العربية لإحباط أي محاولات تهدف إلى تهجير سكان غزة قسرًا، وهي الأفكار التي تدعمها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وقد جاءت تصريحات ويتكوف خلال مقابلة أجراها مع الإعلامي الأمريكي الشهير، تاكر كارلسون، حيث نشر الأخير اللقاء كاملًا عبر قناته الرسمية على منصة يوتيوب. وفي المقابلة، تحدث المبعوث الأمريكي عن الأوضاع في الدول العربية المجاورة لغزة، مشيرًا إلى أن ملك الأردن، عبد الله الثاني، "قام بعمل رائع في حماية بلاده من الاضطرابات"، مضيفًا أن الملك الأردني تمكن من "إيجاد وسيلة للتعامل مع حالة عدم الاستقرار هذه"، واعتبر أن نجاحه في ذلك كان نتيجة لخبرته السياسية وأيضًا لبعض العوامل الأخرى التي وصفها بـ"الحظ".

أما فيما يتعلق بمصر والسعودية، فقد أشار ويتكوف إلى أن الوضع في هذين البلدين قد يكون أكثر تعقيدًا، محذرًا من أن أي "اضطراب" فيهما قد يعيد المنطقة إلى الوراء، على حد تعبيره. وأضاف أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، "قائد رائع"، لكنه أعرب عن مخاوفه بشأن الوضع الداخلي في المملكة، خاصةً فيما يتعلق بوجهات نظر الشباب السعوديين حول مستقبل بلدهم. وشدد ويتكوف على أن حل الأزمة في غزة سيكون عنصرًا رئيسيًا في تحقيق التطبيع بين السعودية وإسرائيل، معتبرًا أن نجاح هذه العملية سيمكن واشنطن من البناء على اتفاقيات السلام الإبراهيمية التي تم التوصل إليها خلال رئاسة ترامب.

التحركات الأمريكية لحل الأزمة الأوكرانية

وفي سياق متصل، كشفت تقارير إخبارية أمريكية أن إدارة واشنطن سترسل وفدًا رفيع المستوى إلى المملكة العربية السعودية في نهاية هذا الأسبوع، وذلك لعقد محادثات مع وفود أوكرانية وروسية، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، في خطوة قد تمهد لإنهاء الحرب المستمرة هناك.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن مايكل أنطون، رئيس تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأمريكية، سيقود الوفد الأمريكي، برفقة أندرو بيك، المدير الأول لشؤون أوروبا في مجلس الأمن القومي. كما سينضم إليهما عدد من المسؤولين الآخرين من مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، من بينهم نائب أنطون، آرثر ميليخ، بالإضافة إلى أعضاء من فريق المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا، كيث كيلوغ، ومن بينهم إليوت روزنر.

وأوضح المسؤولون أن الجانب الأمريكي سيبدأ أولًا باجتماع مع الوفد الأوكراني في العاصمة السعودية الرياض، قبل أن يجتمع مع الوفد الروسي يوم الاثنين. كما أشار كيث كيلوغ، في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي"، إلى أن هناك إشارات من الطرفين، الروسي والأوكراني، توحي بأنهما مستعدان لمناقشة إنهاء الحرب، مشددًا على أن المحادثات المقبلة ستكون ضمن ما وصفه بـ"محادثات التقارب"، حيث سيكون كل وفد في غرفة منفصلة، بينما يعمل الوسطاء على تقريب وجهات النظر بينهما.

ردود فعل إسرائيلية متباينة على تصريحات المبعوث الأمريكي

وفي إسرائيل، أثارت تصريحات ويتكوف ردود فعل متباينة، حيث نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصادر مطلعة قولها إن تصريحات المبعوث الأمريكي حول إمكانية استمرار حركة حماس ككيان سياسي بعد نزع سلاحها كانت مفاجئة وغير متوقعة. كما أشار إلى أن انتقاد ويتكوف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بسبب عدم امتلاكه خطة استراتيجية واضحة بشأن غزة زاد من حالة الارتباك داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية.

وأكدت المصادر ذاتها أن إسرائيل لا تزال تتواصل مع الوسطاء الدوليين لمواصلة المفاوضات مع حركة حماس، على الرغم من استمرار الضغط العسكري المكثف على قطاع غزة. وأضافت أن المسؤولين الإسرائيليين يدركون أن حركة حماس لن تتراجع بسهولة عن شروطها لإنهاء الحرب، وعلى رأسها وقف العمليات العسكرية.

كما أعربت المصادر عن أملها في أن تؤدي العمليات العسكرية المستمرة إلى ممارسة مزيد من الضغط على قيادة حماس، مما قد يدفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات بشكل أكثر جدية. وأوضحت أن إسرائيل ترى أن السبيل الوحيد للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو الإفراج عن "الرهائن" الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.

تصريحات ويتكوف تكشف عن وجود قوات أمريكية بجانب الجيش الإسرائيلي

ومن بين أكثر التصريحات إثارةً للجدل، ما كشفه ويتكوف عن وجود قوات أمريكية تعمل جنبًا إلى جنب مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، معتبرًا أن ذلك يأتي في إطار "مهمة وطنية لحماية أمن الولايات المتحدة". ووفقًا لتصريحاته، فإن هذه القوات تشارك في عمليات عسكرية إلى جانب الجيش الإسرائيلي لضمان تحقيق أهداف أمنية وسياسية تتماشى مع المصالح الأمريكية في المنطقة.

وفي هذا السياق، لم يستبعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إرسال قوات أمريكية إلى غزة، حيث صرح في وقت سابق بأنه "سيفعل ما هو ضروري" إذا استدعت الحاجة لذلك. وعندما سُئل عن احتمال نشر قوات أمريكية لضمان الأمن في القطاع، قال ترامب: "سنكون مسؤولين عن تطوير هذه المنطقة"، مشيرًا إلى أن خطته لغزة تهدف إلى خلق فرص عمل جديدة وتحقيق تنمية اقتصادية تجعل القطاع نموذجًا يُحتذى به في الشرق الأوسط.

وختم ترامب حديثه بالقول: "أعتقد أننا سنكون الحارس المثالي لإنشاء شيء قوي جدًا وجيد جدًا، ليس فقط لإسرائيل، بل للمنطقة بأسرها".