< اشتعال الخلافات بين حكومة نتنياهو والمعارضة.. ولبيد: تجاوزت الخطوط الحمراء
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

اشتعال الخلافات بين حكومة نتنياهو والمعارضة.. ولبيد: تجاوزت الخطوط الحمراء

الرئيس نيوز

دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إلى احتجاجات شعبية ضد حكومة نتنياهو، قائلًا: “لقد تجاوزت هذه الحكومة كل الخطوط الحمراء. أحث الجميع على النزول إلى الشوارع والقول بصوت واحد: كفى”.

وعلقت صحيفة عروتز شيفع على أداء زعيم المعارضة بالقول: "في الآونة الأخيرة، شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية تصاعدًا ملحوظًا في التوترات بين حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأحزاب المعارضة، حيث أصبحت الخلافات أكثر حدة وعلانية. وهذا التصعيد لم يقتصر على الجدل السياسي التقليدي، بل امتد ليشمل اتهامات متبادلة بتجاوز "الخطوط الحمراء"، كان أولها اتهام زوجة رئيس الوزراء، سارة نتنياهو، الأسبوع الماضي، للابيد بأنه هو الذي تجتاوز الخطوط الحمراء، ووجهت الحكومة بدورها انتقادات لاذعة لرئيس حزب "يش عتيد" المعارض يائير لبيد، في مقابل تصريحاته الأخيرة.

و تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية في الفترة الأخيرة اشتعالًا متزايدًا في الخلافات بين حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأحزاب المعارضة بقيادة يائير لبيد، زعيم حزب "يش عتيد". هذا التوتر، الذي وصل إلى ذروته في الأيام الأخيرة، لم يعد مجرد نقاش سياسي عادي، بل تحول إلى مواجهة حادة تتخللها اتهامات متبادلة بتجاوز "الخطوط الحمراء". وفي هذا السياق، أضافت صحيفة "عروتز شيفع" بعدًا جديدًا على الأزمة من خلال تحليلاتها التي سلطت الضوء على التصعيد المتبادل بين الطرفين.

يائير لبيد، الذي يقود المعارضة بقوة، وجه انتقادات لاذعة لحكومة نتنياهو، متهمًا إياها بتهديد الديمقراطية الإسرائيلية عبر سياساتها المثيرة للجدل. في احتجاج أقيم مساء اليوم في ساحة الرهائن بتل أبيب، أعلن لبيد أن "حكومة نتنياهو تفعل كل شيء لبدء حرب أهلية هنا، ونتنياهو يدفع لذلك علنًا". 

وأضاف: "لن نسمح بحدوث ذلك. سنقاتل من أجل البلاد، لكننا لن نسمح لهم بتدميرها. إنهم يستخدمون كلمة 'الوحدة' لإسكاتنا، لكن ذلك لن ينجح معهم. الصمت في مواجهة حكومة مدمرة ليس وحدة".

من جانبه، أشار لبيد إلى أن الحكومة تجاوزت الخطوط الحمراء، خاصة في ظل تهديدات وزراء كبار بتحدي أحكام المحكمة العليا. 

وفي إشارة إلى قرار الحكومة بالإجماع ليلة الخميس بإقالة رونين بار، رئيس جهاز الشاباك، قال لبيد: "إذا قررت حكومة 7 أكتوبر عدم الامتثال لحكم المحكمة، فإنها ستتحول في تلك اللحظة إلى حكومة إجرامية". ودعا إلى تعليق شامل لكل أنشطة الدولة باستثناء النظام الأمني، مؤكدًا: "الاقتصاد يجب أن يضرب، والكنيست يجب أن يضرب، والمحاكم يجب أن تضرب، والسلطات المحلية يجب أن تضرب، وحتى المدارس يجب أن تضرب. إذا استطعنا تنظيم تمرد ضريبي، فسنفعل ذلك".

في المقابل، لم يمر موقف لبيد دون تعليق من صحيفة "عروتز شيفع"، التي انتقدت في افتتاحيتها الأخيرة أسلوب المعارضة الحاد. وكتبت الصحيفة أن لبيد قد يكون تجاوز الخطوط الحمراء بخطابه الاستفزازي الذي يهدد بتعميق الانقسامات الداخلية. 

ورأت "عروتز شيفع" أن هذا النهج قد يُضعف موقف المعارضة أمام الرأي العام، مما يمنح نتنياهو فرصة لتصوير خصومه كتهديد لاستقرار الدولة. لكنها، في الوقت ذاته، لم تعفِ الحكومة من المسؤولية، مشيرة إلى أن تصرفاتها الأخيرة، بما في ذلك التهديد بتحدي القضاء، تضعها في موقف حرج.

حكومة نتنياهو، المدعومة من ائتلاف يميني، تواجه ضغوطًا متزايدة بسبب إدارتها للأزمات الداخلية، بما في ذلك الاقتصاد المتعثر والتوترات الأمنية المستمرة. ومع ذلك، يرى مؤيدو نتنياهو أن المعارضة تستغل هذه التحديات لتقويض الحكومة في وقت تحتاج فيه إسرائيل إلى الاستقرار. 

على النقيض، تؤكد المعارضة أنها تدافع عن المبادئ الديمقراطية في مواجهة ما تصفه بـ"الحكومة المدمرة".

هذا التصعيد يعكس أزمة عميقة في إسرائيل، حيث تتصارع رؤى متضاربة حول مستقبل الدولة. فبينما يسعى نتنياهو لتعزيز سلطته، يقدم لبيد نفسه كبديل يحمي الديمقراطية. 

لكن مع استمرار الخطابات الحادة والتهديدات بالتصعيد، يخشى الكثيرون أن تترك هذه المواجهة آثارًا سلبية طويلة الأمد على المجتمع الإسرائيلي.