الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد طي صفحة الخلاف.. 3 مكاسب مصرية من التقارب مع تركيا

الرئيس نيوز

بدا أن العلاقات المصرية التركية في طريقها لتأخذ منحنى جديد نحو التحسن، وذلك بعدما أقرت القاهرة وأنقرة في بيان مشترك أن المباحثات الاستكشافية التي احتضنتها الخارجية المصرية مع وفد تركي يومي 5 و 6 مايو الجاري كانت إيجابية، وأنها تميزت بالمصارحة والمكاشفة.

الجانب التركي وعلى لسان أعلى مسؤول فيها، الرئيس رجب أردوغان، مضى قدمًا في التأكيد على أهمية تواصل عملية التطبيع مع مصر، وقال إن بلاده تسعى لاستعادة "الوحدة" مع الشعب المصري، مشددا في الوقت نفسه على استقلالية تركيا الكاملة بما يتعلق بسياستها الخارجية، وقال في تصريحات صحفية أعقبت صلاة الجمعة نقلتها وكالة الأناضول التركية الرسمية: "نسعى لاستعادة الوحدة ذات الجذور التاريخية مع شعب مصر ومواصلتها مجددا"، حسب قوله.

وتأزمت العلاقات بين أنقرة والقاهرة في السنوات القليلة الماضية بسبب خلافات حول قضايا عدة أبزرها إيواء أنقرة عناصر مطلوبة قضائياً، والصراع الليبي والتنقيب شرق المتوسط، وتدخلات تركيا في شؤون الدول العربية بينها سوريا والعراق. 

وزير الدفاع 

أما وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، فقد أكد أن "العلاقات بين تركيا ومصر في تطور، وستصل مستويات رفيعة قريبا"، وقال: "نرى أن علاقاتنا مع مصر تتطور، وهذا يسر الصديق ويمنح الثقة، وفي الوقت نفسه يرعب البعض ويخيفهم"، موضحا أنه "تجمعنا علاقات أخوة وصداقة وقيم مشتركة مع الشعب المصري، ولا يمكن فصلنا عن بعضنا البعض".

تابع المسؤول العسكري التركي: "ربما كان هناك توقف في علاقاتنا لعدة أسباب، لكنني واثق من كل قلبي أن هذا سيتم تجاوزه في وقت قصير وأن أخوتنا وصداقتنا مع مصر ستصل إلى مستويات رفيعة جدا مرة أخرى، وسنرى ذلك خلال الفترة المقبلة"، مشيرا إلى أن "تطور العلاقات بين أنقرة والقاهرة، سيكون مفيدا وضروريا للغاية لكل من تركيا وليبيا ومصر".

أسباب عديدة 
المحلل السياسي التركي، جودت كامل، قال خلال وقت سابق لـ"الرئيس نيوز": "أردوغان يسعى للتقارب مع مصر، لأساب داخلية وخارجية".
يوضح أن ما له صلة بالأسباب الخارجية، يرتبط بفشل أردوغان في غالبية الملفات التي انخرط فيها أخيرًا، ويأتي على رأسها، الأجندة المستهدفة في سوريا والعراق". يضيف: "الفشل الأكبر لأردوغان كان في البحر المتوسط؛ إذ فشل في الدخول في صفقة غاز مع مصر واليونان، وهو يريد الحصول على حصة في شرق المتوسط، وهذا لن يتم إلا بالترسيم البحري مع مصر".
أشار كامل إلى أن أردوغان يريد مُخاطبة إدارة الرئيس الأمريكي جون بايدين، القاسية عليه، من خلال التصالح مع مصر؛ فإذا ما تحقق لأردوغان ما يريد من تقارب مع القاهرة فإن ذلك سيُعد بوابة خلفية له للتصالح مع السعودية والإمارات، وبذلك يبعث رسالة إلى بادين مفادها أنه لا يزال يملك التاثير والقوة في المنطقة.
يقول الباحث التركي: "أردوغان لم يعد له أي مؤيدين في المنطقة، لذلك يتبع حاليًا سياسة تصفير المشاكل مع جيرانه، وتأتي مصر من أوائل هؤلاء الجيران المُهمين في المنطقة التي يرغب أردوغان التعامل مهم".

أسباب داخلية
وعن الأسباب الداخلية التي دفعت أردوغان إلى الإقبال على خطوة التقارب مع مصر، يوضح المحلل السياسي التركي أن الأزمة الاقتصادية في تركيا تأتي على رأس هذه الأسباب.
يضيف قائلًا: "الخلافات مع دول الجيران ودول المنطقة، أثرت سلبًا على الوضع الداخلي، فأردوغان فقد شعبيته، وأخر الإحصائيات التي تظهر شعبية حزب أردوغان "العدالة والتنمية"، وحليفة حزب "الحركة القومية"، تُظهر أن الحزبين حصلا على 32 % وهذه النسبة لن تعطيهم أغلبية البرلمان، لذا يريد أردوغان عمل مناورة، لتعظيم هذه النسبة".
يتابع كامل قائلًا: "أردوغان رأى أن هذه المناورة ستكون خارجية، وهي بالتصالح مع مصر، التي ستفتح له الباب أمام المصالحة مع السعودية والإمارات، وأنه سوف يلعب على الدعاية الانتخابية القائمة على المشاعر الدينية والقومية، التي تدعي أنه توحد وتصالح مع الدول الإسلامية (مصر – السعودية – الإمارات).

فوائد مصرية
وعن الأهداف التي من المرجح أن تُحققها مصر جراء تلك المصالحة أو التقارب مع تركيا، يوضح المحلل التركي أن مصر ستتمكن من وقف المنصات الإعلامية الموجودة في تركيا والتي كانت تستخدم في إطلاق الشائعات ضد القاهرة، وتابع قائلًا: "هذا سهل فعله على أردوغان، ولن يخجل منه على الإطلاق".
يضيف جودت: "التصالح مع تركيا سيعود بالإيجاب على مصر، وسيمكنها من حل بعض المشاكل التي تواجهها، فترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط بين الدولتين، سيعود بمصالح جمة على البلدين، فمناطقهما الاقتصادية ستتضاعف، في شرق المتوسط الغني بالاكتشافات البترولية والغازية".
أما عن تاثير التصالح على الملف الليبي، يقول المحلل التركي: "التصالح بين الدولتين سيحقق لهما مصالح كبيرة في الملف الليبي، وسيصبح للدولتين الكلمة العليا في ذلك الملف".

موقف اليونان
وعن رد فعل اليونان وقبرص من التقارب المصري التركي، يقول جودت كامل: "من المؤكد أنه سيمثل مصدر قلق لهما، لكن أوروبا عامة تبني علاقاتها على المصالح المشتركة، وإذا ما رأت أن ما قامت به مصر وتركيا يصب في مصلحتهما سيتقبلوا الأمر".
يتابع جودت: "العلاقات المصرية اليونانية تاريخية، ولطالما كانت جيدة جدًا، ومصر دولة مهمة بالنسبة لليونان، ولن تُقبل آثينا على فقدان صديق قوي مثل مصر، لذلك أرى أن اليونان ستتقبل الأمر؛ خاصة أن القاهرة ستؤكد لها أن الترسيم البحري بينها وبين تركيا لن يلحق أي ضرر بها، ولن يؤثر على العلاقات بينهما".

مباحثات مهمة 
من جانبه، يقول الباحث في الشؤون التركية، أشرف سالم، أن مباحثات الوفد التركي مع نظيره المصري، مهمة ولا شك أنها ستخدم مصلحة البلدين وستنعكس على استقرار المنطقة خاصة فيما يتعلق بليبيا وملف شرق المتوسط الغني بالاكتشافات البترولية، مضيفًا: "من المبكر الحديث عن لقاء يجمع قيادة البلدين. هذا ملف متروك لمستجدات العلاقة وتطوراتها بين البلدين".