«طريق واحد».. قصيدة نزار التي جمعت بين ثومة وعبد الوهاب
في العام 1967، وقعت أحداث حرب الأيام الست،
التي مزقت حلم الوحدة العربية لهول الصدمة وقوة الضربة، فكان لنزار قباني
"شاعر الحب والثورة"، قصيدة حماسية عبرت عن مأساة العرب، مستنهضًا
العزائم الآتية من المقاومة الفلسطينية وحروب الاستنزاف بمصر وسوريا، محييًا الجميع
ومحفزًا بالاستمرار من أجل إستكمال ملحمة النصر والتحرير للأراضي المسلوبة.
(سيدة الغناء العربي أم كلثوم مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب)
كتب نزار قصيدته في العام 1968 بعنوان
"طريقٌ واحدٌ" أو "أصبح عندي الآن بندقية"، مؤرخًا لعشرينية
النكبة تزامنًا مع النكسة، محاولاً إخراج مارد الغضب من الجسد العربي اليائس، من
توالي اللكمات الصهيونية الغربية.
(الشاعر السوري الكبير نزار قباني)
قام موسيقار الأجيال، محمد عبد الوهاب بتلحين
كلمات نزار، ووزعها الموزع الكبير "أندريا رايدر"، وقامت سيدة الغناء
العربي أم كلثوم، بغناءها في العام 1969، بصوت حماسي يؤازر القضية، بعيدًا عن
التطريب.
في العام 1970 أعاد غنائها موسيقار الأجيال،
بصوت شجي حزين، إستلهمه من أنات الأرض المباركة بترنيمة جنائزية تعزف بالكنائس،
وهو ما وضحه "أندريا رايدر" في توزيعه الفريد.
(الموسيقار الكبير أندريا رايدر)
قام محمد عبد الوهاب وأم كلثوم باختيار بعض
الأبيات من قصيدة نزار، تماشيًا مع تفاصيل الأحداث المستجدة بالصراع العربي
الإسرائيلي، ونشوب معركة الكرامة التي شاركت فيها المقاومة الفلسطينية مع الجيش
الأردني، في 21 مارس من العام 1968 وصدهما للمحاولات الصهيونية لاحتلال نهر
الأردن.
خرج من مداد نزار الشعري، الكلمات الحماسية
المقفاة والموزونة مبشرًا الجميع في نهايتها بقدوم الأمل المنتظر إن آجلاً أو عاجلاً.
تقول كلمات القصيدة :
أصبح عندي
الأن بندقيه
إلى فلسطين
خذوني معكم
إلى ربى حزينه
كوجه المجدليه
إلى القباب
الخضر والحجارة النبيه
عشرين عامًا
وأنا أبحث
عن أرضِ وعن
هويه
أبحث عن بيتي
الذي هناك
عن وطني
المحاط بالأسلاك
أبحث عن
طفولتي
وعن رفاق
حارتي
عن كتبي .. عن
صوري
عن كل ركن
دافئ وكل مزهريه
إلى فلسطين
خذوني معكم
يا أيها الرجال
أريد أن أعيش
أو أموت كالرجال
أصبح عندي
الأن بندقيه
قولوا .. لمن
يسأل عن قضيتي
بارودتي ..
صارت هي القضيه
أصبح عندي
الآن بندقيه ..
أصبحت في
قائمه الثوار
أفترش الأشواك
والغبار
وألبس المنيه
أنا مع الثوار
أنا من الثوار
من يوم أن
حملت بندقيتي
صارت فلسطين
على أمتار
يا أيها
الثوار في القدس
في الخليل في
بيسان في الأغوار
في بيت لحم
حيث كنتم أيها الأحرار
تقدموا
تقدموا
إلى فلسطين
طريق واحد